تعتبر المسابقات – إذا تم إجراؤها بالطريقة الصحيحة – حافزاً للابتكار. وتتمتع دولة الإمارات بوضع مثالي يؤهلها لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً للتنافس في مجال التكنولوجيا. وقد ترسخت مكانة البلاد من خلال الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي، التي تتوقع نمواً ملحوظاً للاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات خلال العقد المقبل. وفي ظل التوجيهات الحكيمة لقيادة دولة الإمارات، حققت البلاد ريادة تكنولوجية عالمية في تبني الابتكار.
وتحقيقاً لهذه الغاية، يتم اعتماد التكنولوجيا الروبوتية المستقلة بشكل متزايد في مختلف المجالات، وهي تحدث ثورة في صناعات متعددة مثل الرعاية الصحية والخدمات العامة والخدمات اللوجستية والأمن والتصنيع وغير ذلك. وضخّت دولة الإمارات استثمارات كبيرة في التقنيات الروبوتية، اذ سرعان ما أصبحت الحلول الروبوتية في متناول مجموعة واسعة من الشركات.
وعلى الرغم من هذه التطورات، هناك فجوة كبيرة بين الواقع الحالي للقدرات الروبوتية ومتطلبات العالم الحقيقي. ومن خلال تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية، تقوم أسباير، ذراع تطوير الأعمال وإدارة البرامج في مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، بسدّ هذه الفجوة عن طريق تطوير التكنولوجيا وتمكين الروبوتات من العمل باستقلالية أكبر في بيئات ديناميكية وغير منظمة.
وسيجمع تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية، الذي سيقام في عام 2024، بين الجامعات والمؤسسات البحثية والمبتكرين الأفراد من جميع أنحاء العالم لإيجاد حلول عملية لتحديات الأمن البحري العالمية مثل الصيد غير المشروع وأمن السواحل والقرصنة والتهريب والاتجار بالبشر.
ويتضمن التحدي، الذي يعتبر أول مسابقة من نوعها، تعاوناً غير متجانس بين الطائرات بدون طيار والسفن غير المأهولة لأداء مهام الملاحة والمناورة المعقدة ضمن بيئة بحرية يُحظر فيها استخدام نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية.
وستتألف بيئة المحاكاة في تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية من منطقة ساحلية كبيرة، وطائرات بدون طيار ذات أجهزة استشعار مختلفة، ونموذج سفينة غير مأهولة، وروبوت مناور، وسفن مستهدفة متعددة. وسيتم توفير الاتصال بين الروبوتات داخل بيئة المحاكاة من خلال مجموعة منفصلة من واجهات برمجة التطبيقات، وستقوم روابط الاتصال بمحاكاة فقدان الحزمة والتداخلات الشائعة في الاتصالات اللاسلكية الخارجية.
ولن يثبت تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية أهميته الكبيرة في تحفيز التطوير التكنولوجي فحسب، بل سيشكل أيضاً سابقة عالمية للابتكار. فالمسابقة ستشجع تطوير حلول رائدة في الجو والبحر لمعالجة قضايا الأمن البحري العالمي، وبالتالي ستعزز دور دولة الإمارات كمركز ناشئ للابتكارات التكنولوجية المتقدمة.
وتسهم المسابقات، مثل تحدي محمد بن زايد العالمي الكبير للروبوتات البحرية، في تحفيز الأفكار ودعم التعاون وإحراز التقدم. وللابتكار فوائد كثيرة؛ فإذا تمت متابعته بالشكل الصحيح من خلال الشراكات الاستراتيجية والتعاون، يمكننا تحقيق المزيد من التقدم المستقبلي في مجال الروبوتات من خلال هذا التحدي.