يمثل برنامج المساعدات الإماراتي قصة نجاح الدولة في توظيف قدراتها اللوجستية المتزايدة في المجالات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، وتمكينها من تقديم العون في مناطق الفقر والكوارث الإنسانية والصراعات.
ومن المؤكد، أن يعكس العمل الخيري والإنساني الإماراتي إرثاً رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، لتكون ثقافة الرحمة والمساعدة أحد المبادئ الرسمية للدولة، وعنصراً رئيساً من عناصر السياسة الخارجية الإماراتية، ناهيك عن كونها التزاماً إسلامياً وإجماعاً مجتمعياً وثقافياً يتم الالتزام به.
لذا، فإن ما تبنته وزارة الخارجية والتعاون الدولي، من معايير تتعلق بالعمل الإنساني والتنمية المستدامة، يتوافق مع المبادئ والأولويات الدولية التي أوضحتها جداول الأعمال الأممية بشأن الأهداف الإنمائية للألفية، وأهداف التنمية المستدامة، وإعلان باريس، وجدول أعمال أكرا منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ويمكننا الجزم بإن دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم تعد لاعباً رئيساً يتسم بالشفافية وسرعة الاستجابة على مستوى العمل الإنساني الدولي، يتابع ويشترك بشكل مبتكر في مجال المساعدات، عبر اعتماد سياسة خارجية ذكية، لا تستجيب للمعايير والمؤسسات والممارسات الإنسانية الليبرالية/ النيوليبرالية فحسب، بل تهتم بحماية مصالحها الوطنية والسياسية والاقتصادية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وعليه، ساهم الحضور الإنساني للسياسة الخارجية الإماراتية في تعزيز صورة الدولة وترسيخ مكانتها كفاعل رئيس في العمل الإنساني الدولي، يهتم بالتنمية البشرية، ويعمل على الحد من الفقر، وهو أمر يضاعف من النتائج الإيجابية لمساعداتها ويعزز من مكانة الدولة سواء في جوارها الاقليمي أو على مستوى علاقاتها الدولية.
وبنفس السياق، تعد مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية (IHC) حالياً أكبر ورشة عمل للمساعدات الإنسانية في الشرق الأوسط، وهي منطقة حرة إنسانية مستقلة وغير ربحية، تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والهيئات التجارية العاملة في القطاع الإنساني.
وعليه، لعبت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية دوراً أساسياً في تعزيز العلاقات مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، ونجحت في جذب الشركات الخاصة العاملة في القطاع الإنساني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مع توسيع قطاع الخدمات اللوجستية، ليشمل أيضاً الخدمات الإنسانية.
وتمثل رحلات الإغاثة الإماراتية الأخيرة لدعم تركيا وسوريا المتضررتين من الزلزال، منطلقاً لتقوية الشراكات الدبلوماسية، القائمة على الإنسانية والحياد والاستقلال والنزاهة، واحترام القانون الإنساني الدولي.
والأكيد اليوم، أن اهتماماً إماراتياً بمعالجة المعاناة الإنسانية أينما تكون، من دون مبالاة بالخلافات السياسية التي تعتبرها الكثير من الدول معرقلة لتقديم المساعدات. إنها الإمارات دولة الإنسانية والعطاء..