خلال مشاركتها بمعرض DEFEA 2021 في العاصمة اليونانية أثينا، التقت مجلة الجندي السيد ديميتريو سباباكوستاس، الرئيس التنفيذي لشركة»هلينيك إيروسبيس» Hellenic Aerospace Industry SA (HAI)، التي توفر خدمات ومنتجات الدفاع والفضاء والطائرات والمحركات وقطع الغيار وصيانة إلكترونيات الطيران، وناقشت معه التحديات التي تواجه قطاع الدفاع، وتعاون شركتهم مع دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول أخرى في الشرق الأوسط، وبعض القضايا الأخرى ذات الصلة، وإليك عزيزي القارئ ما دار في الحوار:
هل لك أن تعطينا نبذة عن طبيعة شركتكم والمنتجات والحلول الرئيسية التي تقدمها الشركة؟
تأسست شركة Hellenic Aerospace Industry S.A في عام 1975، وتعتبر الشركة الرائدة بمجال صناعة الطيران في اليونان. وتقدم شركتنا خدمات الدفاع والفضاء والمنتجات التي تشمل:
• صيانة الطائرات والمحركات وما يتصل بها من إلكترونيات طيران (وإصلاح وتعديلات وتحديثات وتحسينات وإطالة العمر والدعم اللوجستي).
• التصميم والتطوير والتصنيع والدعم ما بعد البيع للمنتجات الإلكترونية ــــ البصرية ومنتجات الاتصالات السلكية واللاسلكية.
• تصميم وتصنيع المجموعات الفرعية للطائرات من المواد المعدنية والمركبة
التدريب الفني
تُعتبر شركة HAI ركيزة قوية لدعم القوات المسلحة اليونانية ومُعَزِّزة للنمو الاقتصادي الوطني. وهي في الوقت ذاته، ووفقاً لأعلى معايير الجودة المعتمدة، تُعتبر «متجراً شاملاً»، وتتوسع الشركة في السوق الدولية ما مكَّنها من كسب قاعدة عملاء واسعة، ومن تثبيت نفسها كشريك موثوق به للصناعات الفضائية الرائدة على مستوى العالم.
ما هي نقاط القوة التي تميِّز شركتكم في القطاعات الدفاعية؟
نحن نقيِّم موظفينا بأنهم أحد الأصول القوية لشركة HAI. وبفضل خبرة شركتنا فيما يقرب من 130 مجالاً وبفضل التدريب والتقييم المستمر، تساهم الموارد البشرية لشركة HAI في تحقيق إنتاجية وفعالية عالية. علاوة على ذلك، فإننا نعتبر أن «الرضا التام للعملاء» بمثابة هدفنا النهائي. تسعى HAI على مر السنين إلى التميز في الجودة وفي المنتجات والخدمات. ومن خلال تطبيق نظام إدارة الجودة المتكامل، حازت HAI على اعتراف عدد من قادة قطاع الطيران مثل Lockheed Martin و Safran و Rolls Royce.
ما هي أهم التحديات التي تواجه قطاع الدفاع في مختلف دول العالم؟
1 تطوير سلسلة الإمداد المستدامة:عانت طلبات قطع الغيار والمواد الخام تأخيراً من المتاجر المحلية التي لم يكن لديها القدرة على تلبية الطلب المتزايد. لذلك، يَتوَجَّب على صناعات الطيران والدفاع البحث عن موردين وطرق بديلة لتلبية طلب العملاء.
2 الأنظمة الحكومية والسياسات الصديقة للبيئة: يعد التوافق مع اللوائح الحكومية والسياسات البيئية لكل بلد عاملاً رئيسياً لشركات الطيران والدفاع للبقاء والنماء في بيئة سوق الدفاع، في ذات الوقت الذي فرضت فيه التطورات الأخيرة المتعلقة بمعدلات الانبعاثات من المصانع واليقظة البيئية المرونة والوعي والاستثمارات من الصناعات الدفاعية أيضاً.
3 زيادة الإيرادات في بيئة تنافسية يتطلب السعي للتفوق في المنافسة تقديم المزيد من القيمة إضافة إلى إنتاج المعدات. تعتبر المعدات التي تدعم استخراج البيانات وغيرها من الخدمات ذات القيمة المضافة التي تبسط عمليات التصنيع إلزامية. تتيح حلول إنترنت الأشياء (IoT) التقاط البيانات بينما توفر منصات إنترنت الأشياء الموارد اللازمة لتخزين وتحليل بيانات المتجر.
4 تنفيذ استراتيجيات التحول الرقمي ستحصل شركات الطيران والدفاع، التي تدرك قيمة تنفيذ مبادرات التحول الرقمي لتحسين عمليات المصنع وأداء كوادره، على ميزة تنافسية. تسهل الحلول مثل الأجهزة الذكية عملية جمع البيانات بينما توفر المنصات الرقمية بيئة للتحليل شاملاً للبيانات لمعاينة وتقييم عمليات إنتاج المصنع بدقة.
كيف تقيم تجربتكم الأخيرة ومشاركتكم في معرض DEFEA 2021، هل لبَّت توقعاتكم؟ وكيف تساهم هذه المعارض في تطوير أعمال شركتكم؟
نحن نعتبر أن DEFEA يشكل حدثاً مهماً للبلد، ودورته هذه تشير إلى الانفتاح والانفراج بعد فترة طويلة من القيود بسبب وباء كورونا. عقدت شركة HAI سلسلة من الاجتماعات المستهدفة مع الشركاء الدوليين، وعدد من الوفود الرسمية، والتي ستؤدي إلى حالة من التآزر في المستقبل.
تتيح معارض، مثل DEFEA ‘2021، الفرصة لشركة HAI للالتقاء والتفاعل مع الشركات العالمية في سوق الطيران والدفاع وتحديد الفرص المحتملة للتعاون المستقبلي.
كيف تقيمون التعاون بين شركتكم ودول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة الإمارات العربية المتحدة؟
نظراً لاستجابة شركة HAI للمتطلبات المحددة للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أوجدت علاقات التعاون بين الطرفين فرصة في غاية الأهمية لتحقيق المصالح المشتركة خلال نقل تجربتنا وخبراتنا إليها في مختلف المجالات، كالصيانة والإصلاح وعمرة الطائرات والمحركات والتدريب الفني.
تخطط شركة HAI للحفاظ على العلاقة القيمة وطويلة الأمد مع القوات المسلحة الإماراتية في مجال التدريب الفني وتعزيزها. تدير شركة HAI مؤسسة EASA Part-147 للتدريب على الصيانة، بعد أن تمت الموافقة عليها لإجراء التدريب والامتحانات، وتلبية متطلبات ترخيص صيانة الطائرات EASA الجزء 66 لجميع الفئات المتاحة حالياً. إضافة إلى ذلك، تتطلع HAI إلى تقديم كل خبرة في قطاعات أخرى، مثل الإلكترونيات وأنظمة القيادة والتحكم، والتي تم اختبارها بالفعل واستخدامها من قبل الجيش اليوناني. أيضاً، نظراً للموقع الاستراتيجي والأهمية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، تعتبر HAI دولة الإمارات مركزًا لمزيد من التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة.
يقوم التعاون والشراكات مع بعض مصنعي المعدات الدفاعية على علاقات «البائع والمشتري» فماذا عن شركتكم؟
إنها حقيقة أن بعض شركات الدفاع تطبق بصرامة علاقات «البائع والمشتري» مع عملائها. وهذه الاستراتيجية تعني أن الجانب التجاري للتعاون هو العامل المهيمن بين الجانبين، وبالتالي، فإن الآثار المالية والتعاقدية هي الأكثر أهمية في هذه الحالة. اتبعت شركة HAI، منذ اليوم الأول من عملها، استراتيجية مختلفة تماماً في العلاقات مع شركائها وعملائها. الإبداع والدعم والتقدير والاحترام الكامل لاحتياجات العميل ومتطلباته هي مكونات العلاقات التجارية الناجحة وهذا ما تتبعه HAI. من الأهمية بمكان أن تستمع HAI إلى متطلبات العميل وتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجاته. وبهذه الطريقة، يتم الاحتفاظ بالعملاء على مر السنين وتنمو علاقات أخرى على أساس التفاهم والاعتراف المتبادلين. إن الوصول إلى تعاون مربح للجانبين هو الهدف النهائي لكل شركة تريد البقاء في سوق الدفاع. ومع ذلك، فإن طريقة تحقيق هكذا علاقات تمر عبر السلوك والموقف المذكورين أعلاه. نظراً لأننا نتحدث عن سوق الدفاع، فمن المحتم أن الشركة التي تعمل كداعم ومستشار موثوق به للمستخدم النهائي، وليس كبائع وحيد، ستحقق أهدافها. وتتطلع شركة HAI دائماً إلى العمل في هذا الاتجاه.
ما هي الحلول والتقنيات الدفاعية التي تحتاج إليها منطقة الشرق الأوسط والخليج أكثر من غيرها؟
التقنيات الأكثر قيمة للدفاع الوطني هي تلك التي تعزز من حرية الأمة في تطوير واستخدام قدراتها العسكرية. لذلك فإن التقنيات التي تعزز قابلية التشغيل البيني مع الحلفاء أو تخفف من تبعيات سلسلة التوريد لها أهمية خاصة. قد لا تبدو هذه أكثر الخيارات جاذبية من الناحية الاقتصادية بالمعنى التقليدي الذي يركز على التصدير. إن قضية «الصنع أو الشراء» هي نفسها بالنسبة لجميع الدول ولكن الإجابة عنها تختلف من دولة إلى أخرى. يتعين على دول الشرق الأوسط أن تتعلم من الآخرين ولكن لا تقلد حلول الدول الأخرى. إن تطوير الكفاءة الإقليمية في تكامل الأنظمة والبحث والتطوير والاختبار والتحليل سيكون له تأثير استراتيجي أكبر لصالح ضمان الأمن القومي والمرونة أكثر من التنافس مع المنتجين ذوي القدرات الهائلة. يجب تشجيع الاستثمار الأجنبي في التقنيات الأكثر فائدة، والأهم من ذلك، في نقل المعرفة التي تدعمها. يجب الحكم على جميع المشاريع المشتركة التقليدية منها أو الاستثمار الأجنبي المباشر من خلال مساهمتها في بناء رأس المال المعرفي وبالتالي حرية العمل الوطني. يعد الاستثمار في العنصر البشري (التعليم ونقل المعرفة والبحث والتطوير والتدريب) أمراً ضرورياً لتحقيق قدرة دفاعية محلية مستقلة وأكثر فائدة من استنساخ مرافق الإنتاج في مناطق السوق التنافسية.
كيف تدعم شركتكم الأمن والدفاع في الشرق الأوسط؟
ـــ تتمتع HAI بعلاقة طويلة الأمد مع منطقة الشرق الأوسط بدأت في الثمانينيات. نقدم حالياً أحدث الأعمال والخدمات لوزارات الدفاع في المنطقة في مجال صيانة وإصلاح الطائرات والمكونات والأجزاء والمحركات. بالإضافة إلى ذلك، يتم نوفر خدمات تعليمية متقدمة للغاية للعديد من العملاء، من خلال تقديم برنامج تدريب تقني متقدم معتمد من EASA، والذي يمكن أن يؤدي إلى الحصول على درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعات مرموقة في المملكة المتحدة وأيرلندا.
كيف تطورت شركتكم في غضون عامين؟
العالم يتغير بسرعة. نفس الشيء يحدث لسوق الدفاع. تتمثل رؤية HAI في التكيف بسلاسة مع المتطلبات الجديدة للسوق. وتتمثل خططها الاستراتيجية في توسيع مجموعة خدماتها وحلولها وتطوير منتجات جديدة من التقنيات المتطورة التي ستغطي احتياجات عملائنا والطلب المتزايد على الأمن. تركز HAI أيضاً على أن تصبح أكثر مرونة، بحيث يمكن دمجها بسهولة في بيئة الدفاع العالمية الجديدة.
ما هي أكبر 3 إنجازات لك في الآونة الأخيرة في قطاع الدفاع؟
أكبر 3 إنجازات لشركة HAI في الفترة الأخيرة هي:
المشاركة المستمرة مع شركة Lockheed Martin كمقاول من الباطن للإنتاج العالمي لطائرات F-16 و C-130J. علاوة على ذلك، مساهمة الشركة في ترقية طائرات P-3B Orion للبحرية اليونانية وترقية أسطول F-16 التابع لسلاح الجو اليوناني، نسخة Viper.
تقديم برنامج تدريبي فني متقدم للقيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية.
التعاون مع شركة تصنيع أوروبية رائدة للمعدات الأصلية في قطاع الصيانة والإصلاح والعمرة، لنتحول إلى مركز خدمة دولي، وبالتالي توسيع مجموعة خدمات HAI وقاعدة العملاء.
هل تود توجيه أي رسالة عبر مجلة الجندي إلى مجتمع الدفاع في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي؟
بصفتها شركة طيران ودفاع ، فإن هدف HAI هو خدمة قوات الدفاع اليونانية وجميع قوات الدفاع في الدول المحترمة والحليفة، مثل الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، التي يلزمها الدعم والاستشارات. تشاطر اليونان الدول العربية نفس القيم وتاريخياً العلاقة بين الطرفين أكثر من ودية. تفخر HAI بخدمة قوات الدفاع الإماراتية ودول مجلس التعاون الخليجي، وتود التأكد من أن هدفها الرئيسي هو تعزيز الشراكة في مختلف المجالات المفيدة للطرفين.
أجرى اللقاء: جاسم شاهين
تصوير: محمد حسن الشاعر