تعتبر شركة «تاليس» (THALES) إحدى أهم وأكبر الشركات العالمية التي تعمل في مجال الابتكارات الرقمية والتكنولوجيا العميقة – مثل الاتصال والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني والتقنيات الكمية، وتوفر حلولاً وخدمات ومنتجات تدعم بها قطاع الأعمال والمؤسسات والحكومات في قطاعات الطيران والفضاء والنقل والهوية الرقمية والأمن والدفاع. أجرت «الجندي» مقابلة مع «برنارد رو»، الرئيس التنفيذي لشركة «تاليس»، حيث تحدث عن مجالات عمل الشركة في دولة الإمارات العربية المتحدة والخدمات التي تقدمها لقطاع الدفاع في مختلف أنحاء العالم.
هل لك أن تحدثنا عن شركة «تاليس» وأنشطتها في المنطقة بشكل عام ودولة الإمارات بشكل خاص. وما هي أبرز منتجاتكم وخدماتكم ومجالات عملكم في الإمارات؟
تاليس شريك موثوق به، وجزء لا يتجزأ من النظم البيئية المحلية لدولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، مما يمكّن العملاء من إتقان اللحظات الحاسمة مع السيادة التشغيلية الكاملة.
كشريك طويل الأمد للقوات المسلحة الإماراتية، قمنا بتعزيز وجودنا المحلي في الدولة من خلال العديد من المشاريع المشتركة والشراكات. وقد سمح لنا ذلك بتوسيع البصمة المحلية، لنكون قادرين على التكيف وتلبية احتياجات العملاء، والأهم من ذلك، تطوير المواهب من خلال وسائل التدريب المهني والأكاديمي عالي المستوى، وفي نهاية المطاف بناء مستقبل يمكننا الوثوق به جميعاً.
رؤية
رؤية تاليس في دولة الإمارات العربية المتحدة هي «الصناعة والابتكار والتعليم». هدفنا هو تحقيق الأمن والسلامة والنمو، مع الحفاظ على سيادة الدولة، وتوفير التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز المواهب المحلية. وتتمتع تاليس بعلاقة طويلة الأمد مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث توفر حلول الأمن السيبراني والدفاع والفضاء والطيران والنقل للدولة.
إنجازات مهمة
على مدار العام الماضي، قمنا بتسريع وتكثيف العمليات، واحتفلنا بإنجازات مهمة فيما يتعلق بمراكز التميز التي تم الإعلان عنها خلال آيدكس 2021 الماضي. ويشمل ذلك افتتاح مركز التميز للرادارات الخاص بنا بالشراكة مع «توازن»، والتي نحن أيضاً نعمل معها في برنامج تدريب داخلي لاستدامة وتعزيز التوطين في الدفاع والأمن (SEEDS). نعتقد أن تمكين الشباب المحلي أمر حيوي لتطوير التقنيات التي يمكن دمجها في النظام البيئي الصناعي، وخلق قيمة وتأثير اقتصادي. لدعم نمو الدولة في الصناعة والابتكار والتعليم، ولدينا تعاون أيضاً مع كل من DESC وEDGE وEmirates on Aviation XLAB.
من خلال عملنا مع Hub 71، نجمع بين الخبرات من العالم الصناعي وديناميكية النظام البيئي التكنولوجي العالمي في أبوظبي، مع المعرفة المحلية من الجامعات لتطوير تقنيات جديدة. نتعاون بشكل وثيق مع جامعة محمد بن زايد، وجامعة خليفة لمركز الأمن السيبراني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات العربية المتحدة لتشكيل CERT، وجامعة السوربون في أبوظبي لإنشاء كرسي صناعي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ما هي أهم المشاريع التي نفذتها الشركة في دولة الإمارات حتى الآن مع الحكومة أو القطاع الخاص؟
نظراً لأن الابتكار يمثل ركيزة أساسية لاستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن تاليس تنقل خبرتها في مجال الدفاع والتقنيات الرقمية والأمن إلى المنطقة. تشمل المنتجات الرئيسية، الأنظمة الإلكترونية لأنواع مختلفة من المنصات في جميع المجالات (البرية والبحرية والجوية والفضائية)، مثل السونارات والرادارات وأجهزة الاستشعار والإلكترونيات وأنظمة الاتصالات وغيرها من الإلكترونيات المدمجة المبتكرة، بالإضافة إلى حلول مصممة خصيصاً للتدريب والخدمات والتكامل.
كما أن التقنيات تعمل على تغيير الحياة اليومية من خلال الاتصال والتنقل والرقمنة والخدمات القائمة على البيانات، لذلك فإن تاليس تلعب دوراً مهماً في دعم البلاد بقدرات البنية التحتية المدنية والدفاعية.
برنامج توازن الاقتصادي
ويعد برنامج توازن الاقتصادي أحد المحركات الرئيسية لقطاع الدفاع والأمن. بالشراكة معهم، أنشأنا تاليس الإمارات للتقنيات (TET)، ناقل استراتيجيتنا المدمجة في النظام البيئي الصناعي الإماراتي المحلي لخلق قيمة مستدامة وتأثير اقتصادي. هدفنا هو تمكين القطاع بقدرات تقنية فريدة وذات سيادة تتماشى مع الرؤية الوطنية. من خلال الاستفادة من محفظة تاليس التكنولوجية الفريدة لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى تعزيز تاليس الإمارات للتقنيات «TET» للتنوع في الاقتصاد المحلي.
تأثير إيجابي
ويجدر الذكر أن رأس المال البشري يعد عنصراً مهماً، وتلتزم تاليس الإمارات للتقنيات «TET» بالاستثمار فيه من خلال توظيف وتدريب القوى العاملة المحلية ذات المهارات العالية. لجذب المواهب الوطنية الشابة والاحتفاظ بها، ونعمل بشكل وثيق مع الهيئات التعليمية والكليات والجامعات، وسيكون لهذا النموذج التدريبي تأثير إيجابي على مجموعة المواهب المحلية في الدولة، مما يدعم مستقبل اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة وسيادتها.
ينصب تركيز صناعة تاليس الإمارات للتقنيات «TET» على الأنظمة المهمة مثل الرادار والاتصالات اللاسلكية ومجموعة متنوعة من تقنيات الطيران والفضاء الدفاعية. تمكن الشركة من توطين عمليات الصيانة والدعم المحددة، وتحسين وقت الاستجابة والمرونة في خدمة العملاء.
الصعيد المدني
أما على الصعيد المدني، ساهمت حلول تاليس في مترو دبي، أطول شبكة مترو بدون سائق في العالم. حيث تم تجهيز الخطين الأحمر والأخضر، بالإضافة إلى مسار 2020 بحل الإشارات SellTrac® من تاليس.
كيف تقيمون تجربتكم الأخيرة ومشاركتكم في آيدكس 2021 وهل تماشى مع توقعاتكم؟
كانت هذه سنتنا السادسة في آيدكس ونافدكس، وكان المعرض أكبر وأفضل من ذي قبل. ويعد «آيدكس ونافدكس» من الأحداث الحاسمة لقطاع الدفاع لأنها المعارض والمؤتمرات الدفاعية الدولية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعرض أحدث التقنيات عبر البر والبحر والجو. لقد أظهر قادة القطاع قوة لا تصدق في مواجهة الجائحة التي عصفت بالعالم. كانت استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثلة في اتخاذ خطوات مبكرة لاحتواء الفيروس، بما في ذلك الاختبارات الصارمة وتتبع الاتصال للحالات، فعالة بشكل لا يصدق وتستحق الثناء. إن جهود القيادة الرشيدة في إدارة الوباء منحتنا الثقة الكاملة بأن المعرض سيكون مكاناً آمناً لجميع المشاركين.
بصفتنا شركة عالمية رائدة في المجال الدفاعي والتقنيات العالية، وكشريك طويل الأمد للقوات المسلحة الإماراتية، كنا حاضرين كما كنا دائماً. وقد منحتنا مشاركتنا في المعرض فرصةً لعرض استراتيجيتنا للصناعة والتعليم والابتكار في الدولة، وهي شهادة على دعمنا لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما انتهزنا هذه الفرصة المذهلة لافتتاح مركز الرادار للتميز بالشراكة مع توازن.
ما هي الحلول والتقنيات الدفاعية المطلوبة في الوقت الراهن بمنطقة الخليج والشرق الأوسط؟
التقنيات الرقمية هي المفتاح للحفاظ على التفوق التكتيكي والاستقلال الاستراتيجي. قبل أن ندرك ذلك، سنخوض المعارك العسكرية بواسطة آلة قتالية موحدة تتكون من جنود ومركبات وأجهزة استشعار، تعمل جميعها في تآزر كامل وفي الوقت الفعلي سيتم تقليل وقت اتخاذ القرار في ساحة المعركة إلى ثوانٍ، مما يمنح ميزة تكتيكية حاسمة على الأرض يطلق عليه «القتال التعاوني»، وهو يعتمد على التقنيات المتقدمة. لطالما كانت الحرب تعاونية، ولكن في الماضي، كان يتم تبادل المعلومات العسكرية ببساطة من وحدة إلى أخرى. هذا يعني الوقت الضائع. من خلال ربط جميع المركبات القتالية وأجهزة الاستشعار التي تحملها، يمكن للأفراد العسكريين مشاركة المعلومات على الفور، مما يقلل من عملية اكتشاف التهديد وتحييده في غضون ثوانٍ.
مع أوقات استجابة أقصر ودقة أكبر وقوة نيران محسّنة، فإن القتال التعاوني سيجمع بين قدرات «Vetronics» الجديدة (المركبات والإلكترونيات) مع قوة راديو البرامج لمنح القوات المسلحة ميزة – حتى عندما يكون الخصم متفوقاً عددياً ولديه معرفة أفضل للتضاريس.
يعني القتال التعاوني الانتقال من الأوامر القائمة على المنطق إلى الأوامر القائمة على ردود الفعل التي تعتمد على الخيارات التي تم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
التعقيد المتزايد للمناظر الطبيعية يعني أن القادة يحتاجون إلى أوضح صورة ممكنة، وهم بحاجة إلى معرفة كل خياراتهم. لذلك، يتم بناء الجيل التالي من أنظمة القيادة والتحكم بواجهات مريحة بين الإنسان والحاسوب لتسريع عملية اتخاذ القرار. بدلاً من مجرد الرد على الهجمات سيتمكن القادة من توقعها بدلاً من ذلك.
سيربط إنترنت الأشياء جميع اللاعبين في ساحة المعركة، ستجمع قاعدة البيانات الضخمة البيانات من أحداث المعركة، وتحللها، ثم تخزنها في السحابة. وستوفر الحماية الإلكترونية الحلول الإلكترونية مثل المستشعرات وجدران الحماية اللازمة لاكتشاف العيوب وتخزين البيانات بأمان. كما سيوفر الذكاء الاصطناعي خوارزميات لدمج تلقائي لجميع البيانات لدعم عملية صنع القرار.
كما تجعل تقنيات الصناعة 4.0 القتال التعاوني ممكناً من خلال مشاركة كميات هائلة من المعلومات وتطبيقها، وفهم ما تعنيه على الفور، وتسمح بتوقع وتقديم خيارات استراتيجية للمشاركة، كما أن الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والاتصال والأمن السيبراني تجعل كل ذلك ممكناً؛ مجتمعة معاً، تشكل «إنترنت القتال الجوي» حيث يمكن مشاركة المعلومات المهمة وتطبيقها بشكل مستمر.
أجرى اللقاء: رازي عزالدين الهدمي