قال الدكتور فهد اليافعي، رئيس قطاع المنصات والأنظمة في مجموعة التكنولوجيا المتقدمة «ايدج» في حوار مع «الجندي» إن المجموعة تهدف خلال خمس سنوات من الآن إلى ترسيخ مكانتها كجهة قادرة على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة وتقديمها بسرعة فائقة، إلى جانب قدرتها على الجمع بين ابتكارات السوق التجارية والقدرات العسكرية، لتصبح رائدة الجيل الجديد في هذا القطاع، حيث قامت المجموعة منذ تأسيسها بإعادة ترتيب أولويات الرقمنة والأتمتة وإعادة التركيز على قدرات التصنيع الوطنية الأكثر طلباً.
وأضاف: الإمارات تعد اليوم ثاني أكبر اقتصاد عربي، ومع تأسيس «ايدج»، تسعى المجموعة إلى الاستفادة من القدرات الاستثمارية القوية للإمارات، وذلك بهدف بناء صناعة دفاعية محلية قادرة على تلبية احتياجات الدولة الأمنية، وتنويع اقتصادها، وتعزيز التوظيف، والمساهمة في اقتصاد المعرفة، والمساعدة في تمكين مستقبل آمن، مشيراً إلى أن عائدات المجموعة تزيد اليوم عن 18.4 مليار درهم (5 مليارات دولار)، وبات لديها مشاريع طموحة لتطوير القدرات السيادية والإمكانات التصديرية، لتصبح الدولة لاعباً دولياً رئيسياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة وقطاع الدفاع.
أوضح اليافعي أن (ايدج) تستهدف تعزيز علاقات التعاون والشراكة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وإيجاد فرص مبتكرة، وإضفاء مزيد من المرونة على عمليات التكيف مع المستجدات، موضحاً أن عدداً قليلاً جداً من الشركات اليوم، يحظى بميزة الاكتفاء الذاتي عندما يتعلق الأمر بتلبية الاحتياجات الدفاعية، حيث يلجأ بعض العملاء لشراء حلول متكاملة، في حين يقوم آخرون بشراء أنظمة فرعية معينة وغير ذلك.
وأضاف أنهم في (ايدج) يسعون إلى تطوير نوعية من العلاقات تجمع بين ابتكارات السوق التجارية والقدرات العسكرية، ومع التطور الذي تشهده الإمارات العربية المتحدة في مسيرتها نحو اقتصاد قائم على المعرفة، وتوجهها لتصبح دولة مصدرة للتكنولوجيا، تستفيد (ايدج) من القدرات والإمكانات الكبيرة والاستثمارية للدولة، والاستفادة من إنجازات مؤسساتنا الوطنية العديدة لا سيما في مجال تحديث هذا القطاع وتطويره، وأنهم يهدفون أيضاً إلى المساهمة بدور محوري في تحفيز الاستثمار في مجال التكنولوجيا المتقدمة، فضلا عن طموحهم إلى بناء تقنيات وحلول ضرورية لتأمين مستقبلنا، ولضمان سيادتنا على هذه التقنيات في الوقت ذاته.
18 ملياراً
وقال اليافعي إنه فيما يخص وضع الدولة على خريطة الصناعات العسكرية المتطورة، فإن عائدات مجموعة (ايدج) تزيد اليوم على 18.4 مليار درهم (5 مليارات دولار)، كما أن لديهم مشاريع طموحة لتطوير قدراتهم السيادية وإمكاناتهم التصديرية، لتصبح الإمارات لاعباً دولياً رئيسياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة وقطاع الدفاع أيضاً، مبيناً أنه وبما أن الإمارات تعتبر اليوم ثاني أكبر اقتصاد عربي، ومع تأسيس مجموعة (ايدج)، فإنهم يسعون إلى الاستفادة من القدرات الاستثمارية القوية للدولة، وذلك بهدف بناء صناعة دفاعية محلية قادرة على تلبية احتياجاتنا الأمنية، وتنويع اقتصاد الإمارات، وتعزيز التوظيف والمساهمة في اقتصاد المعرفة، و تمكين مستقبل آمن.
وتابع أن ما تقوم به (ايدج) هو تطوير حلول عملية لمواجهة التحديات في قطاع الدفاع وغيره من المجالات، وذلك من خلال عملهم الوثيق مع المشغلين والعاملين في الخطوط الأمامية، ومن خلال استثماراتهم المكثفة في البحث والتطوير أيضاً، مشيراً إلى أنهم يطمحون إلى تحقيق الريادة في التكنولوجيا ذات الأهمية العالية، و زيادة قدراتهم في مجال التصدير.
وذكر أن هناك بعض التحديات التي تواجه قطاع الدفاع والصناعات العسكرية، وأنه حالياً لم تعد الصراعات مقتصرة على ساحات القتال التقليدية، بل أصبحت تشمل أيضاً ساحات المواجهة التي تشهد استخدام نظاماً مختلطاً من الحروب الهجينة والتكتيكات المتنوعة غير الواضحة. وبالاستفادة من مواطن الضعف، يستطيع الخصوم استغلال الشبكات والاستراتيجيات المتوفرة دون الحاجة إلى المشاركة في مواجهات مفتوحة.
ذكاء اصطناعي
وأكد أن (ايدج) تدرك جيداً أن الأسلحة تصبح أكثر ذكاءً يوماً بعد يوم، و أن إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والقدرات الذاتية المستقلة قد أوجدت تحديات جديدة في شتى المجالات، موضحاً أنهم في (ايدج) يعملون عبر الدمج بين الكفاءات البشرية المتميزة والتكنولوجيا المتقدمة، على مواجهة التهديدات غير المتكافئة، للحدّ من الصراعات في المستقبل، سواء كان ذلك من خلال تحديد التهديدات وتعريفها، أو من خلال دعم العمليات الميدانية، أو تأمين أنظمة الاتصالات وخدمات تكنولوجيا المعلومات لعملائهم، وأن حماية منظومة العمل تعد أمراً بالغ الأهمية في تحقيق هدف رسالتهم على الصعيد الميداني وفي المجال الرقمي على حد سواء.
وبين أن ما تقوم به التكنولوجيا المتقدمة في واقع الأمر هو تمهيد الطريق نحو عملية التطور، ولذا ينبغي عليهم اعتماد رؤية تستشرف المستقبل، وإدراك التوجهات العالمية والإقليمية والمحلية الرئيسية، لتحديد وترتيب القدرات التي يجب توطينها، والتي تتطلب منهم تعزيز التعاون الوثيق لضمان نجاحهم في تحقيق السلامة والأمن.
وشرح أنه فيما يخص اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصناعات العسكرية، فإن الإمارات اشتهرت بتحديها للمفاهيم السائدة، وسعيها للريادة وتذليل العقبات وتحقيق المستحيل، والعمل على ضمان التقدم والتطور لا سيما بعد أن حافظت على مكانتها العالمية العالية على مؤشر الابتكار العالمي لعام 2020، وصدارتها على مستوى العالم العربي في هذا المجال، لذا تسعى الدولة لوضع الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجياتها الأساسية (استراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، إستراتيجية الذكاء الاصطناعي، وغيرهما)، وهو أيضاً ركيزة أساسية في رؤيتها لمئوية الدولة عام 2071.
تكنولوجيا متقدمة
وأشار إلى أن (ايدج) تستفيد من التكنولوجيا المتقدمة لإيجاد حلول مبتكرة في قطاع الدفاع وغيره من المجالات، مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها، نظراً لأن تلك التقنيات قد أصبحت اليوم جزءاً أساسياً من الحرب الحديثة، حيث تسهم في تحسين القدرة على التحكم والتنظيم الذاتي، والتشغيل الذاتي لأنظمة القتال بالاعتماد على قدراتها في الحوسبة واتخاذ القرار، لافتاً إلى أنه يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تحسين قدرات أنظمة القتال الذكية، بفضل قدرتها على التعامل مع أحجام كبيرة من البيانات الميدانية بكفاءة أكبر.
وذكر أن (ايدج) تعمل حالياً مع شركاء وعملاء متعددين ضمن قطاعات متنوعة في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، وستواصل تعزيز هذه العلاقات لتشكيل منظومة عمل تكنولوجية متقدمة في قطاع الدفاع وغيره من المجالات،حيث ان لديهم حالياً شراكات متنوعة مع مؤسسات كبيرة وصغيرة، وشركات راسخة وناشئة، ومحلية وعالمية، وأن هذه الشراكات المتنوعة يعيدون من خلالها تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
قدرات سيادية
وأفاد أن تركيزهم الأساسي في (ايدج) يتركز على سوق الإمارات العربية المتحدة، حيث تم إنشاء المجموعة بهدف تطوير القدرات السيادية للدولة، وترسيخ اقتصادها القائم على المعرفة، وتعزيز قدراتها على التصدير، خاصة انهم يسعون لتمكين الدولة من تأمين بنيتها التحتية الدفاعية الحيوية، كما يعملون على ابتكار قابلية التشغيل المشترك، وتطوير الخبرات في مختلف المجالات، بالاعتماد على نموذج أعمال يركز على بناء فرص التعاون وتعزيزها لخدمة أهدافهم المشتركة مع شركائهم الآخرين.
ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتبران من الأسواق الرئيسية بالنسبة إليهم، حيث يحظون بعلاقات متينة مع شركائهم الحكوميين في قطاع الدفاع، فضلا عن ذلك فهم منفتحون دائماً على بناء علاقات التعاون والعمل المشترك، والتي من شأنها توسعة قدراتهم وتحقيق أهدافهم في مجال التصدير.
وقال إنه فيما يخص أبرز الأنظمة والأسلحة التي تتميز الدولة بإنتاجها، فإن تأسيس (ايدج) يأتي تماشياً مع طموحات الإمارات في مجال تطوير التكنولوجيا المتقدمة وقطاع الدفاع، إلى جانب تطلعاتهم نحو توفير الأنظمة والأسلحة التي تسعى الدولة إلى تصديرها للخارج، موضحاً أنه ومع تزايد القدرات الصناعية الدفاعية المحلية، تضمن الدولة، من خلال اعتمادها على (ايدج)، قدرتها على تطوير منتجات دفاعية سيادية مهمة تحتاجها للدفاع عن نفسها.
طائرة إماراتية
وبين أنه وبالاستفادة من أحدث التقنيات المتقدمة، فإنهم يقدمون حلولاً مرنة وقوية ومبتكرة، تعزز القدرة على اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة لتجديد قطاع الدفاع، وتطوير مفاهيمه الأساسية، موضحاً أنه وعبر أكثر من 25 مؤسسة تعمل ضمن خمسة قطاعات أساسية، تقوم القوات المسلحة التي تعتبر شريكاً أساسياً لهم، بتشغيل العديد من المنتجات عبر مجموعتهم، بالإضافة إلى عدد من الجيوش دول العالم التي تعتبر (ايدج) المورد المفضل لديها، نظراً لقدرتهم على تطوير الحلول بسرعة وشفافية في جميع تعاملاتهم.
وتطرق إلى أن لدى شركة “أداسي” التابعة لقطاع المنصات والأنظمة في (ايدج) أطلقت طائرة “قرموشة”، وهي أول طائرة إماراتية مسيرة تقلع وتهبط عمودياً وذلك في فبراير 2020، وهذه الطائرة العسكرية خفيفة الوزن ومصممة لحمولة تصل إلى 100 كيلوجرام، وتتميز بقدرة على الطيران لمدة 8 ساعات، أو التحليق لمسافة 150 كيلومترا، وهي مزودة بكاميرا عالية الدقة. ويمكن للطائرة المسيرة اكتشاف التسريبات في خطوط أنابيب الغاز، والقيام بعمليات استطلاع وتفتيش على مرافق البنية التحتية، وإجراء عمليات البحث والإنقاذ.
وأوضح أنه ومن المتوقع أن تقلل القدرات المتقدمة لهذه الطائرة، من التكلفة الإجمالية للعمليات، وأن تتيح للجيوش الحفاظ على طائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الجنود لإنجاز المهام الحرجة والحيوية، وانهم دائمو الابتكار والتجديد في هذا القطاع، من خلال العمل بسرعة وشفافية على تقديم التكنولوجيا والخدمات المبتكرة في السوق.
خطط مستقبلية
وشرح أنه فيما يخص مشاريعهم وخططهم المستقبلية، فإنهم و منذ تأسيس مجموعة (ايدج)، أعادوا ترتيب أولويات الرقمنة والأتمتة وإعادة التركيز على قدرات التصنيع الوطنية الأكثر طلباً، ووضعوا في المرحلة الراهنة خارطة طريق لتطوير منتجاتهم، مبينا انه لا يزال تركيزهم منصباً على ذلك بقوة في المدى البعيد، خاصة أنهم يهدفون إلى المساهمة بدور محوري باعتبار أن التطوير دافعاً للاستثمار في مجال التكنولوجيا المتقدمة، حيث يسعون إلى بناء تقنيات وحلول ضرورية لمستقبلهم، وضمان السيادة على تلك التقنيات.
وذكر أنه ومع تحول الإمارات من موقع المشتري، إلى دولة تستثمر وتتعاون وتصدر منتجاتها، ستعمل (ايدج) على زيادة الاستثمار، وتعزيز علاقاتها مع اللاعبين العالميين لتكون جزءاً من منظومة عمل أقوى باعتبارها جهة مُصدّرة، مؤكداً أنه وخلال خمس سنوات من الآن، تهدف (ايدج) إلى ترسيخ مكانتها كجهة قادرة على الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة، وتقديمها بسرعة فائقة، إلى جانب قدرتها على الجمع بين ابتكارات السوق التجارية والقدرات العسكرية، لتصبح رائدة الجيل الجديد في هذا القطاع.
أفكار جديدة
وقال إنهم يعملون حالياً مع العديد من الشركاء والعملاء في مختلف القطاعات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسيواصلون اعتمادهم على ما حققوه من إنجازات في هذا المجال، مبيناً أن (ايدج) تعد اليوم شريكاً استراتيجياً للعملاء والموردين والبلدان على حد سواء، وتساعد في تزويد الدول بمجموعة واسعة من المنتجات والخدمات المبتكرة وفقاً للمعايير الدولية.
وتابع أن (ايدج) تركز بقوة على التنمية والتعاون المشترك، وأن المجموعة منفتحة على الأفكار والمقترحات الجديدة، حيث تعمل على بناء شراكات مع الأسواق في مختلف أنحاء العالم، وذلك ضمن 3 فئات أساسية تشمل، فئة الموردين المعتمدين لبيع منتجاتها، وهي فئة تحظى بعلاقات تبادلية ذات قيمة عالية، وفئة الشركاء التجاريين الذين يساعدون أيضاً من ناحية الملكية الفكرية لتعزيز القدرات السيادية ضمن مجموعات التكنولوجيا الرئيسية، والفئة الأخيرة هيى فئة الشركاء الاستراتيجيين لبيع المنتجات ونقل الملكية الفكرية ضمن مجموعات التكنولوجيا الحيوية، إلى جانب قيام هؤلاء الشركات بشراء المنتجات والخدمات من مجموعة (ايدج) أيضاً.
أجرى اللقاء: رازي عزالدين الهدمي – تصوير: محمد حسن الشاعر