Sudan copy OK

تسليح الحليف دون المخاطرة بتسليح الخصوم.. منع تحويل مسار الأسلحة

تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬سطورها‭ ‬القادمة‭ ‬لرصد‭ ‬وتحليل‭ ‬أهم‭ ‬مقاربات‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وذلك‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬تسليح‭ ‬الحليف‭ ‬دون‭ ‬المخاطرة‭ ‬بتسليح‭ ‬الخصم‭. ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬صعب‭ ‬المنال،‭ ‬ويمثل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحكومات‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬الصراع‭ ‬المعقدة‭ ‬والمتشابكة‭ ‬لعالمنا‭ ‬المعاصر،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الأسلحة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬المصنعة‭ ‬للسلاح‭ ‬أو‭ ‬الناقلة‭ ‬له‭.‬

من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الأدبيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدراسات‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭: ‬

1 مفهوم‭ ‬‮«‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭:‬

أ‭.‬ إعادة‭ ‬توجيه‭ ‬النقل‭ ‬الفعلي‭ ‬للسلاح‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬لمستخدم‭ ‬معين‭ ‬لمستخدم‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬مصرح‭ ‬له‭ ‬باستخدامها‭.‬

ب‭.‬ جعل‭ ‬النقل‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬أثناء‭ ‬التسليم‭ ‬أو‭ ‬بعده،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬عمداً‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬إهمال‭ ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬السلاح‭.‬

ج‭.‬ مبادلة‭ ‬السلاح‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سلطة،‭ ‬أو‭ ‬مال،‭ ‬أو‭ ‬مقايضة،‭ ‬أو‭ ‬هدايا،‭ ‬أو‭ ‬منفعة،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬خدمة‭ ‬أخرى‭.‬

2 عادة‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬‮«‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬منع‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بالأسلحة‭ ‬والقضاء‭ ‬عليه‭ ‬ومنع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬أو‭ ‬للاستخدام‭ ‬النهائي‭ ‬غير‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬والمستخدمين‭ ‬النهائيين‭ ‬غير‭ ‬المصرح‭ ‬لهم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭. ‬

3 أن‭ ‬تحويل‭ ‬الأسلحة‭ ‬والاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تزعزع‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬حالات‭ ‬تقويض‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬بوقوع‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬والدول‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬حلقة‭ ‬مفرغة‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬المعاصر‭. ‬لذا‭ ‬فالمسؤولية‭ ‬العالمية‭ ‬المشتركة‭ ‬تقتضي‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تغطي‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬‮«‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلى‭ ‬استخدامها‭ ‬النهائي‮»‬‭ ‬لمنع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬بالاتجار‭ ‬بها‭ ‬للجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬والمجرمين‭ ‬والجهات‭ ‬الإرهابية‭. ‬

4 من‭ ‬بين‭ ‬الأسلحة‭ ‬المحول‭ ‬مسارها،‭ ‬يعد‭ ‬التراكم‭ ‬والنقل‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬للأسلحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬والأسلحة‭ ‬الخفيفة‭ ‬وإساءة‭ ‬استخدامها‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬تأجيج‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬والجرائم‭ ‬وإدامتها‭ ‬وتفاقمها‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عديدة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أشارت‭ ‬إيزومي‭ ‬ناكاميتسو،‭ ‬وكيلة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والممثلة‭ ‬السامية‭ ‬لشؤون‭ ‬نزع‭ ‬السلاح،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بمليار‭ ‬قطعة‭ ‬سلاح‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬مميتة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬الصراع‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الصراع،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬منتشر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭ ‬من‭ ‬الأمريكتين،‭ ‬إلى‭ ‬إفريقيا،‭ ‬إلى‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا‭.‬

5 لتحويل‭ ‬السلاح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬المباشرة‭ ‬مثل‭ ‬الوفيات‭ ‬والإصابات‭ ‬والنزوح‭ ‬والأذى‭ ‬النفسي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬مثل‭ ‬العواقب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والخدمات‭ ‬الإنسانية‭.‬

6 تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬هي‭ ‬تجارة‭ ‬ديناميكية‭ ‬ومتعددة‭ ‬الأوجه،‭ ‬فعندما‭ ‬تسد‭ ‬ثغرات‭ ‬وفجوات‭ ‬يستغل‭ ‬الفاعلون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬التجارة‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬أخرى‭. ‬وبالتالي،‭ ‬يواجه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬لمنع‭ ‬تحويل‭ ‬وجهة‭ ‬الأسلحة‭ ‬والاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬فيها‭.‬

الهدف‭ ‬من‭ ‬الدراسة

تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬سطورها‭ ‬القادمة‭ ‬لرصد‭ ‬وتحليل‭ ‬أهم‭ ‬مقاربات‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وذلك‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬تسليح‭ ‬الحليف‭ ‬دون‭ ‬المخاطرة‭ ‬بتسليح‭ ‬الخصم‭. ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬صعب‭ ‬المنال،‭ ‬ويمثل‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الحكومات‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬الصراع‭ ‬المعقدة‭ ‬والمتشابكة‭ ‬لعالمنا‭ ‬المعاصر،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الأسلحة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬المصنعة‭ ‬للسلاح‭ ‬أو‭ ‬الناقلة‭ ‬له،‭ ‬سواء‭: ‬

1 الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العدو‭ ‬أثناء‭ ‬نزاع‭ ‬مسلح‭.‬

2 الحصول‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬تغيير‭ ‬الحكومة‭ ‬الحليفة‭ ‬أو‭ ‬الموالية‭. 

3 الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬قوات‭ ‬الدول‭ ‬المصنعة‭ ‬للسلاح‭ ‬أو‭ ‬القوات‭ ‬الحليفة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ساحات‭ ‬المعارك‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬جغرافية‭ ‬كانت‭ ‬تخضع‭ ‬لسيطرتها‭. ‬

وهذا‭ ‬يساهم‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬القوي‭ ‬واستدامة‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وإعاقة‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والتنمية‭ ‬بعد‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭. ‬

أهم‭ ‬مقاربات‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة

التحكم‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬عمليات‭ ‬النقل‭: ‬تشترك‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬واردات‭ ‬وصادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬النقل‭ ‬وإعادة‭ ‬النقل‭ ‬للأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الصانع‭ ‬وتنتهي‭ ‬بتسليم‭ ‬السلاح‭ ‬المنقول‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬المستخدم‭ ‬النهائي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬نقل‭ ‬السلاح‭ ‬بإعادة‭ ‬تصديره‭ ‬لمستخدمين‭ ‬نهائيين‭ ‬جدد‭. 

ويحدث‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬عمليات‭ ‬النقل‭ ‬عند‭ ‬فقدان‭ ‬الأسلحة‭ ‬أو‭ ‬سرقتها‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬نقلها‭ ‬عمداً‭ ‬إلى‭ ‬مستلم‭ ‬غير‭ ‬مرخص‭ ‬له‭ ‬رسمياً‭ ‬باستلامها‭ ‬واستخدامها،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬ينتهك‭ ‬المستورد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الاستخدام‭ ‬النهائي‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬موضح‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬التوضيحي‭ ‬التالي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬عمليات‭ ‬النقل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مراحل‭ ‬سلسلة‭ ‬النقل،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬المنشأ‭ ‬أو‭ ‬المصنع‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬المغادرة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬النقل‭ ‬إلى‭ ‬المستخدم‭ ‬النهائي‭ ‬المقصود،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬التسليم‭ ‬إلى‭ ‬المستلم‭ ‬المعلن،‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصر‭ ‬أو‭ ‬طال،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬مخازن‭ ‬السلاح‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ساحات‭ ‬الصراع‭. ‬

أنماط‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬

تتحمل‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للأسلحة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬السلاح‭. ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭:‬

•‭ ‬إجراء‭ ‬تقييمات‭ ‬شاملة‭ ‬للمخاطر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭ ‬والمتوسط‭ ‬والطويل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استكشاف‭ ‬جميع‭ ‬سيناريوهات‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬السلاح،‭ ‬ودراسة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المحددة‭.‬

•‭ ‬ممارسة‭ ‬العناية‭ ‬الواجبة‭ ‬في‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬المستخدم‭ ‬النهائي‭.‬

•‭ ‬ضمان‭ ‬سلامة‭ ‬النقل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراحله‭. ‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬ينبغي‭ ‬للدول‭ ‬المستوردة‭ ‬ودول‭ ‬العبور‭ ‬أن‭: ‬

• تطور‭ ‬أو‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬فعالة‭ ‬لمراقبة‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬تضمن‭ ‬التطبيق‭ ‬الصارم‭ ‬لقوانين‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭. ‬

• تسجل‭ ‬جميع‭ ‬الأسلحة‭ ‬الخاضعة‭ ‬لولايتها‭ ‬القضائية‭ ‬وتسجيلها‭. ‬

• تتعاون‭ ‬بشكال‭ ‬كامل‭ ‬مع‭ ‬طلبات‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأسلحة‭ ‬المفقودة‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المصدرين‭ ‬والمستوردين‭ ‬والناقلين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬‮«‬الرقابة‭ ‬التشاركية‭ ‬التكاملية‮»‬‭ ‬لضمان‭ ‬التسليم‭ ‬الآمن‭ ‬وتخفيف‭ ‬مخاطر‭ ‬التحويل‭ ‬يعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬أمن‭ ‬سلسلة‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬ومن‭ ‬تغيير‭ ‬مسارها‭.‬

مجابهة‭ ‬الفساد‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬الكفاءة‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭: ‬حيث‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬يشيع‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تجار‭ ‬الأسلحة‭ ‬إما‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬الإداريين‭ ‬وإما‭ ‬استغلال‭ ‬عدم‭ ‬كفاءتهم‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

1 تزوير‭ ‬مستندات‭ ‬الشحن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أوصاف‭ ‬السلع‭ ‬والمعلومات‭ ‬الشخصية‭ ‬عن‭ ‬الشاحن‭ ‬والمستلم‭.‬

2 التقليل‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الشحنات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬لتقليل‭ ‬التدقيق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسؤولي‭ ‬الجمارك‭.‬

3 استخدام‭ ‬الطرق‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬ونقاط‭ ‬متعددة‭ ‬للشحن‭ ‬وإخفاء‭ ‬وجهة‭ ‬الشحنات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬المتجهة‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬معينة‭.‬

4 خدش‭ ‬أو‭ ‬تلوين‭ ‬الأرقام‭ ‬التسلسلية‭ ‬وعلامات‭ ‬التعريف‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭.‬

5 تفكيك‭ ‬الأسلحة‭ ‬ووضع‭ ‬ملصقات‭ ‬خاطئة‭ ‬على‭ ‬حاويات‭ ‬التخزين‭ ‬وإخفاء‭ ‬الأسلحة‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خلف‭ ‬السلع‭ ‬المنزلية‭ ‬ومواد‭ ‬البناء‭ ‬والآلات‭. ‬

6 استخدام‭ ‬الشركات‭ ‬الوهمية‭ ‬والمشترين‭ ‬الاسميين‭ ‬لإخفاء‭ ‬هويات‭ ‬المهربين‭ ‬وصلاتهم‭ ‬بالشحنة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭.‬

حوكمة‭ ‬وترشيد‭ ‬التسليح‭ ‬أثناء‭ ‬الصراعات‭: ‬تطرح‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬أثناء‭ ‬الصراعات‭ ‬مخاطر‭ ‬معقدة،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬خطر‭ ‬استيلاء‭ ‬العدو‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬كانت‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬حليف،‭ ‬وخطر‭ ‬وقوع‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬جهة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬بعد‭ ‬تغيير‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬الصراع،‭ ‬وخطر‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الأسلحة‭ ‬وانسحاب‭ ‬القوات‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬الصراع‭ ‬وترك‭ ‬الأسلحة‭ ‬غنيمة‭ ‬للعدو‭.  

وفقاً‭ ‬لخبيرة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬ونائبة‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون‭ ‬بواشنطن،‭ ‬راشيل‭ ‬ستول‭ ‬‮«‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬معرفة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬تذهب‭ ‬الأسلحة‭ ‬ومن‭ ‬يستخدمها،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭. ‬فمن‭ ‬الوهم‭ ‬حقاً‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الحرب،‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬حقاً‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬السلاح‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‮»‬‭.‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬خير‭ ‬مثال،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬مجموعة‭ ‬SITE Intelligence‭ ‬الأمريكية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عن‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬نشره‭ ‬داعش‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬أسلحة‭ ‬وإمدادات‭ ‬بالمظلات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأمريكيين‭ ‬كانت‭ ‬مرسلة‭ ‬لأكراد‭ ‬وحدات‭ ‬حماية‭ ‬الشعب‭. ‬

صعود‭ ‬حركة‭ ‬طالبان،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬الآن‭ ‬بحكم‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬أفغانستان،‭ ‬هو‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أحد‭ ‬الأمثلة‭ ‬الأكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬الصراع‭. ‬فطالبان‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬الترسانة‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭. ‬والدرس‭ ‬المستفاد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬للأسلحة‭ ‬قد‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬الحليفة،‭ ‬ولكنها‭ ‬أيضاً‭ ‬قد‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬المسلحة‭ ‬للحكومة‭ ‬المستقبلية‭ ‬المحتملة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الخصوم‭. 

تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للسلاح‭ ‬مسؤولية‭ ‬مراعاة‭ ‬المخاطر‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بنقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬وإجراء‭ ‬تقييم‭ ‬لمخاطر‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬حوكمة‭ ‬وترشيد‭ ‬التسليح‭ ‬أثناء‭ ‬الصراعات‭. 

المزيد‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬للسلاح‭ ‬أثناء‭ ‬استخدامه‭: ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬من‭ ‬المخزونات‭ ‬الخاضعة‭ ‬لسيطرة‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬التابعة‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬نتيجة‭ ‬لإجراءات‭ ‬المراقبة‭ ‬الضعيفة‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬سرقتها‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬يتم‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬السلاح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مهاجمة‭ ‬قوافل‭ ‬نقل‭ ‬المعدات‭ ‬وأفراد‭ ‬الأمن‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬الأسلحة‭ ‬أثناء‭ ‬الخدمة‭. ‬ويؤثر‭ ‬تحويل‭ ‬المسار‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القوات‭ ‬الوطنية‭ ‬وقوات‭ ‬الأمن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تلك‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عمليات‭ ‬السلام‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والتي‭ ‬تعرضت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2004‭ ‬و2014‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬حادثة‭ ‬لتحويل‭ ‬مسار‭ ‬للأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬وذلك‭ ‬بفقدان‭ ‬750‭ ‬قطعة‭ ‬سلاح‭ ‬و1‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬طلقة‭ ‬ذخيرة‭ ‬نتيجة‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬القوافل‭ ‬والمواقع‭ ‬العسكرية‭ ‬الثابتة‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الحوادث‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توثيقها،‭ ‬حوادث‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬فقد‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬قطعة‭ ‬سلاح‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬750‭.‬000‭ ‬طلقة‭ ‬ذخيرة‭. ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬المسدسات‭ ‬والبنادق‭ ‬والمدافع‭ ‬الرشاشة‭ ‬وقاذفات‭ ‬القنابل‭ ‬والأسلحة‭ ‬المضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬وقذائف‭ ‬الهاون‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الذخيرة‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذه‭ ‬الأسلحة‭. ‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التأمين‭ ‬للسلاح‭ ‬أثناء‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬المهام‭ ‬الرسمية‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬المحلية‭ ‬بات‭ ‬أمراً‭ ‬حتمياً‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬السلاح‭.  

الحد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تداول‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭: ‬‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬المقتنيات‭ ‬الشرعية‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬والأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬المصنعة،‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬يمثل‭ ‬إعادة‭ ‬تداول‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬مصدراً‭ ‬آخر‭ ‬لتدفقات‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تصنيعها‭ ‬وتحويل‭ ‬مسارها‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬يعاد‭ ‬تداولها‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭.  ‬فالذخيرة‭ ‬ذات‭ ‬العيار‭ ‬الصغير‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنتاجها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬منتشرة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭. ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬توثيق‭ ‬وجود‭ ‬560‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الذخيرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬في‭ ‬سبع‭ ‬مناطق‭ ‬نزاع‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الذخيرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توثيق‭ ‬وجودها‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إنتاجها‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬1990‭. ‬

التنفيذ‭ ‬الأمين‭ ‬والمتسق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬للقوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬الوطنية،‭ ‬والاتفاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭: ‬اتفقت‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬الوطنية،‭ ‬والاتفاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حددته‭ ‬من‭ ‬التزامات‭ ‬المادة‭  ‬11‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬معاهدة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬‮«‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬نفاذها‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2014‭ ‬لتنظيم‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬إلى‭ ‬دبابات‭ ‬القتال‭ ‬والطائرات‭ ‬المقاتلة‭ ‬والسفن‭ ‬الحربية‮»‬‭.‬

‭ ‬الالتزامات‭ ‬والتدابير‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تتخذها‭ ‬لمنع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭:‬

1 الالتزام‭ ‬بمنع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭. ‬

2 الالتزام‭ ‬بتقييم‭ ‬المخاطر‭ ‬ووضع‭ ‬تدابير‭ ‬المجابهة‭ ‬والوقاية‭.‬

3 الالتزام‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬إجراءات‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬وإنفاذها‭. ‬

4 الالتزام‭ ‬بتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬فعالة‭.‬

تبدأ‭ ‬جهود‭ ‬منع‭ ‬ومكافحة‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬الأمين‭ ‬والمتسق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬للقوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬الوطنية،‭ ‬والاتفاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬

دور‭ ‬فاعل‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭: ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬تحالف‭ ‬أرماس‭ ‬باجو‭ ‬كونترول‮»‬‭ ‬الأرجنتيني،‭ ‬وهو‭ ‬تحالف‭ ‬يضم‭ ‬150‭ ‬منظمة‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬لرقابة‭ ‬تنفيذ‭ ‬معاهدة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭.‬

التعاون‭ ‬الدولي‭: ‬مشكلة‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حلها‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬منها‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بمفردها‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعطيل‭ ‬شبكات‭ ‬الاتجار‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬بالسلاح‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬ونقل‭ ‬والدروس‭ ‬المستفادة،‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬التقنية‭ ‬والمادية‭ ‬لبناء‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الأخرى‭ ‬فقيرة‭ ‬الإمكانات‭ ‬والتجارب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬بالرقابة‭ ‬على‭ ‬مخزونات‭ ‬السلاح‭ ‬ومراقبة‭ ‬الحدود‭.  ‬كما‭ ‬يضمن‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬العمل‭ ‬المنسق‭ ‬لاعتراض‭ ‬عمليات‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬وفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬عصابات‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭. ‬

التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬وفي‭ ‬إنتاج‭ ‬دراسات‭ ‬وخرائط‭ ‬معرفية‭ ‬وازنة‭: ‬مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬لإنتاج‭ ‬دراسات‭ ‬وخرائط‭ ‬معرفية‭ ‬وازنة‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭. ‬فخرائط‭ ‬لشبكات‭ ‬الفساد‭ ‬المتورطة‭ ‬وطرق‭ ‬التهريب‭ ‬الدولية،‭ ‬والسماسرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين،‭ ‬وأساليب‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وخرائط‭ ‬نقاط‭ ‬التسليم،‭ ‬والواجهات‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬المجموعات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬معرفة‭ ‬وازنة‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التدريب‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معاهد‭ ‬جامعية‭ ‬أو‭ ‬بحثية‭ ‬أو‭ ‬دولية،‭ ‬مثل‭ ‬معهد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لبحوث‭ ‬نزع‭ ‬السلاح‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2015‭ ‬و2020،‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬تقييمات‭ ‬لإدارة‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخيرة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬11‭ ‬دولة،‭ ‬هو‭ ‬مثال‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬المأمول‭. 

‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة‭: ‬مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التقنيات‭ ‬الجديدة،‭ ‬مثل‭ ‬أجهزة‭ ‬التدمير‭ ‬الذاتي،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬المشروع،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتطلب‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭. ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬تخصيص‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنح‭ ‬البحثية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬لتطوير‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬جديدة‭ ‬ومبتكرة‭ ‬لمنع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭. 

الخاتمة‭ ‬

برغم‭ ‬الترسانة‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تخضع‭ ‬لها‭ ‬الدول‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمراقبة‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬المحول‭ ‬مسارها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬تم‭ ‬تصنيعها‭ ‬وامتلاكها‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬قبل‭ ‬تحويل‭ ‬مسارها‭ ‬إلى‭ ‬مستلمين‭ ‬غير‭ ‬مرخصين،‭ ‬فهناك‭ ‬أيضاً‭ ‬الأسلحة‭ ‬يدوية‭ ‬الصنع‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬طبيعتها،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬تم‭ ‬تجميعها‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬‮«‬حيث‭ ‬تدعم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وحلفاء‭ ‬الناتو‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بالسلاح‮»‬‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬‮«‬في‭ ‬ظل‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬منع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة‭. ‬مما‭ ‬دعا‭ ‬يورجن‭ ‬ستوك‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للإنتربول‭ ‬إلى‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭.‬

يجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إذاً‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬إشراف‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬الأسلحة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وذلك‭ ‬بتطوير‭ ‬أشكال‭ ‬مبتكرة‭ ‬من‭ ‬نظم‭ ‬التتبع‭ ‬والجرد‭ ‬التفصيلية‭ ‬للأسلحة‭ ‬الموردة،‭ ‬بحيث‭ ‬تنشئ‭ ‬نظاماً‭ ‬دولياً‭ ‬لمراقبة‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أساليب‭ ‬غير‭ ‬تقليدية‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬بيئات‭ ‬الصراع‭ ‬المتطورة‭ ‬والمتباينة‭.‬

في‭ ‬الختام‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المحاولات‭ ‬السياسية‭ ‬والتشريعية‭ ‬لمنع‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬السلاح،‭ ‬فإن‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬مخاطر‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منها‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للجهة‭ ‬المصنعة‭ ‬للسلاح‭ ‬والناقلة‭ ‬له‭ ‬ضمان‭ ‬ألا‭ ‬ينتهي‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬قوى‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭. ‬يمكن‭ ‬للتكنولوجيات‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬تحويل‭ ‬مسار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬ولكنها‭ ‬مجال‭ ‬يحتاج‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والدمج‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬القانونية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬التتبع‭ ‬دون‭ ‬التجسس‭.‬

‮»‬‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬وائل‭ ‬صالح‭  ‭‬خبير‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬تريندز‭ ‬للبحوث‭ ‬والاستشارات‭‬

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض