Military spending

تزايد الإنفاق العسكري العالمي في ظل «كوفيد19-»

رغم‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تقلص‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬لصالح‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى،‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والإغاثية،‭ ‬لتخفيف‭ ‬أعباء‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬فإن‭ ‬أحدث‭ ‬التقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭. ‬فحسب‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‭ (‬SIPRI‭)‬،‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2021،‭ ‬فإن‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬981‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬2‭.‬6‭ % ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2019،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬يثير‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬التزايد‭ ‬المستمر‭ ‬وراء‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الدلالات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬لاستمرار‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة؟‭ ‬وتداعياتها‭ ‬المحتملة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين؟

الإنفاق‭ ‬العسكري

هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتجاهات‭ ‬النظرية‭ ‬حول‭ ‬مفهوم‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري،‭ ‬أحدها‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬المعنى‭ ‬الضيق‭ ‬الذي‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الموازنة‭ ‬الدفاعية‭ ‬لدولة‭ ‬ما،‭ ‬والأرقام‭ ‬المجردة‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عنها،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التسليح‭ ‬أو‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬أو‭ ‬التدريب‭. ‬وهناك‭ ‬اتجاه‭ ‬آخر‭ ‬يتبنى‭ ‬نظرة‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬يتضمن‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬المشروعات‭ ‬المدنية‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المدنية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬مثل‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والأساسية‭ ‬والمشروعات‭ ‬الخدمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭. ‬

غير‭ ‬أن‭ ‬الاتجاه‭ ‬السائد‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬شمولية‭ ‬للإنفاق‭ ‬العسكري،‭ ‬والذي‭ ‬يتبناه‭ ‬معهد‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‭ (‬sipri‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬باعتباره‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬الإنفاق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬والمهام‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬والمشروعات‭ ‬المشتركة‭ ‬مع‭ ‬هيئات‭ ‬مدنية،‭ ‬والصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة،‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬الصيانة‭ ‬والبحوث‭ ‬والتطوير،‭ ‬والمساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬لأخرى،‭ ‬والمشاركات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬مهام‭ ‬خارجية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الأزمات‭ ‬والصراعات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام‭.‬

ويتأثر‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬لدولة‭ ‬ما‭ ‬بأوضاعها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وطبيعة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‭ ‬وبالتطورات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البيئتان‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬فالدولة‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬اقتصاداً‭ ‬قوياً‭ ‬تتجه‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري‭ ‬باعتباره‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتعظيم‭ ‬قوتها‭ ‬المسلحة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قوتها‭ ‬الشاملة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬تشكل‭ ‬الركيزة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتعظيم‭ ‬قوتها‭ ‬الشاملة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬وزنها‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مشكلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬فإنها‭ ‬ستقلص‭ ‬من‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري،‭ ‬لأن‭ ‬أولوياتها‭ ‬ستكون‭ ‬منصبة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬التنموية‭ ‬والخدمية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بحياة‭ ‬مواطنيها‭. ‬

كما‭ ‬يتأثر‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬بطبيعة‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬جيرانها،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬يطغى‭ ‬عليها‭ ‬الجانب‭ ‬الصراعي،‭ ‬فإنها‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري‭- ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬مشكلات‭ ‬اقتصادية‭- ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعظيم‭ ‬قوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬الرادعة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬خصومها‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬فإن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البيئتان‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬على‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬التي‭ ‬شهد‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭ ‬استقطاباً‭ ‬حاداً‭ ‬بين‭ ‬المعسكر‭ ‬الغربي‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والمعسكر‭ ‬الشرقي‭ ‬بقيادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬حينما‭ ‬ظهرت‭ ‬المحاور‭ ‬والتحالفات،‭ ‬والتي‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الأطلسي‭ (‬الناتو‭) ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬وارسو‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬محموم‭ ‬وإنفاق‭ ‬متزايد‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬غير‭ ‬التقليدية،‭ ‬البيولوجية‭ ‬والنووية،‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬العظميين،‭ ‬أفضى‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

ومع‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬تراجع‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬–‭ ‬مرحلياً‭ – ‬ثم‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬نتيجة‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬الصراع‭ ‬والنفوذ‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وبروز‭ ‬أنماط‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬كالحروب‭ ‬التجارية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والفضائية‭ ‬والسيبرانية،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬ظاهرة‭ ‬سباق‭ ‬التسلح‭ ‬العالمي‭. ‬

مؤشرات‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ – ‬19

جاء‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‭ (‬SIPRI‭)‬،‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2021‭ ‬ليؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬رغم‭ ‬جائحة‭ (‬كوفيد‭ – ‬19‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬انكماش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬وتراجع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فوفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬التقرير،‭ ‬فإن‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬981‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬2‭.‬6‭ % ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2019‭.‬

وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬كحصة‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بلغ‭ ‬متوسطاً‭ ‬عالمياً‭ ‬قدره‭ ‬2‭.‬4‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ليرتفع‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬2‭.‬2‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬أكبر‭ ‬ارتفاع‭ ‬سنوي‭ ‬منذ‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2009‭. ‬وتخالف‭ ‬التوقعات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭ ‬لصالح‭ ‬الأولويات‭ ‬الأخرى،‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬لتخفيف‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬على‭ ‬العالم‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقائمة‭ ‬الدول‭ ‬والمناطق‭ ‬الأكثر‭ ‬إنفاقاً‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬عالمياً،‭ ‬فإنها‭ ‬جاءت‭- ‬حسب‭ ‬التقرير‭- ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ ‬-جاءت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والصين،‭ ‬والهند،‭ ‬وروسيا،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬ضمن‭ ‬أكبر‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬انفاقاً‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وشكَّلت‭ ‬معاً‭ ‬62‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬778‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بزيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬4‭ % ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬لتستحوذ‭ ‬وحدها‭ ‬على‭ ‬39‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭. ‬وجاءت‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬ووصلت‭ ‬قيمة‭ ‬نفقاتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬13‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬وفي‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬حلت‭ ‬الهند‭ ‬وبلغ‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري‭ ‬72‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ (‬نحو‭ ‬3‭.‬7‭ % ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭) ‬وفي‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬روسيا‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري‭ ‬61‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬أي‭ ‬محو‭( ‬3.1‭ % ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬العالمي‭) ‬وفي‭ ‬المرتبة‭ ‬الخامسة‭ ‬حلت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬59.2‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬3‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭.‬

2‭ ‬-استمر‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬وأوقيانوسيا‭ ‬في‭ ‬الارتفاع،‭ ‬فإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬اليابان‭ ‬أنفقت‭ (‬49.1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ (‬45.7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬وأستراليا‭ (‬27.5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬وتعد‭ ‬آسيا‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬متواصلاً‭ ‬في‭ ‬لإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1989،‭ ‬لاعتبارات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتوترات‭ ‬الحدودية‭ ‬والصراعات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭. ‬

3‭ ‬-تزايد‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬لمعظم‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬حيث‭ ‬أنفقت‭ ‬12‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬أعضائه‭ ‬حوالي‭ ‬2‭ % ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬جيوشها،‭ ‬وذلك‭ ‬بزيادة‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬على‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬جاءت‭ ‬ألمانيا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬السابعة‭ ‬حيث‭ ‬أنفقت‭ ‬52‭.‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬5‭.‬2‭ %. ‬وتجاوزت‭ ‬فرنسا،‭ ‬التي‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الثامنة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري،‭ ‬عتبة‭ ‬2‭ % ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2009‭. ‬وتتفق‭ ‬هذه‭ ‬التقديرات‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬والذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬2020‭ ‬كان‭ ‬العام‭ ‬السادس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬الذي‭ ‬يسجل‭ ‬فيه‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬الحلفاء‭ ‬الأوروبيين‭ ‬وكندا،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬فعلية‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭,‬9‭ %‬،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬إجمالي‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬للأعضاء‭ ‬الثلاثين‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬إلى‭ ‬1‭,‬028‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬860‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭.‬

4‭ ‬-انخفض‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬المجمع‭ ‬لـ‭ ‬11‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭.‬5‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬143‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬9‭ % ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭. ‬لكن‭ ‬حسب‭ ‬بيانات‭ ‬التقرير‭ ‬فإن‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬فقط‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬زادت‭ ‬معدلات‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري،‭ ‬حيث‭ ‬رفعت‭ ‬مصر‭ ‬إنفاقها‭ ‬بنسبة‭ ‬7‭.‬3‭ %‬،‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬7‭ %‬،‭ ‬والأردن‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭.‬5‭ %‬،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬7‭ %.‬

5‭ ‬-ارتفع‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬الإفريقية‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭.‬4‭ % ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬18‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وكانت‭ ‬الزيادة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تشاد‭ ‬وأوغندا‭ ‬ونيجيريا‭ ‬ومالي‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬وذلك‭ ‬لاعتبارات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتوترات‭ ‬والصراعات‭ ‬ومواجهة‭ ‬التنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭. ‬

قراءة‭ ‬تحليلية‭ ‬لاتجاهات‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬العالم

تنطوي‭ ‬الإحصائيات‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬المهمة،‭ ‬العسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاستراتيجية،‭ ‬تتمثل‭ ‬فيما‭ ‬يلي‭:‬

1‭ ‬-التوجه‭ ‬العام‭ ‬للإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬والجائحات‭ ‬العالمية،‭ ‬التي‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬فيه‭ ‬جائحة‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬هذا‭ ‬الإنفاق‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬ثباته‭ ‬عند‭ ‬مستوياته‭ ‬السابقة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬وتخفيف‭ ‬تداعياتها،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬المرتفع،‭ ‬ولم‭ ‬تتغير‭ ‬خارطة‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬إنفاقاً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ (‬العام‭ ‬الأول‭ ‬للجائحة‭) ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق‭. ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينفي‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬محدوداً‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أعادت‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أولوياتها‭ ‬ضمن‭ ‬استجابتها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬خلفتها‭ ‬الجائحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بتقليص‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري،‭ ‬وتوجيهه‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

2‭ ‬-الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يتركز‭ ‬بصورة‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية،‭ ‬التقليدية‭ ‬وغير‭ ‬التقليدية،‭ ‬للدول،‭ ‬فإن‭ ‬جانباً‭ ‬آخر‭ ‬بدأ‭ ‬يستحوذ‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهو‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬البحوث‭ ‬والتطوير‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬بالنسبة‭ ‬للصناعات‭ ‬الدفاعية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬وبالسباق‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬نحو‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

3‭ ‬-يشهد‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬تزايداً‭ ‬مضطرداً‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري،‭ ‬لكن‭ ‬الملاحظة‭ ‬الجديرة‭ ‬بالانتباه‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ارتفع‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الأربع‭ (‬الأمريكتين‭ ‬وأوروبا‭ ‬وآسيا‭ ‬وإفريقيا‭) ‬فإنه‭ ‬انخفض‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬كما‭ ‬يوضحه‭ ‬الشكل‭ ‬أدناه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬شاهداً‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬أجواء‭ ‬الصراع‭ ‬والتوتر‭ ‬في‭ ‬البيئتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬

ماذا‭ ‬وراء‭ ‬تزايد‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬العالم؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تزايد‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تقف‭ ‬وراءه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬والاعتبارات،‭ ‬يمكن‭ ‬توضيحها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ ‬-سيطرة‭ ‬طابع‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تتنافس‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬والمكانة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضاً‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دورها‭ ‬الإقليمي‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬بعضها‭ ‬بعضاً،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬استمرار‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري‭ ‬وتحديث‭ ‬ترسانتها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭.‬

2‭ ‬-لاتزال‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وخاصة‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬باعتبارها‭ ‬عنوان‭ ‬قوتها‭ ‬الشاملة‭ ‬ورمز‭ ‬نفوذها‭ ‬السياسي‭ ‬والقوة‭ ‬الرادعة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬لأمنها‭ ‬القومي‭ ‬ومصالحها‭ ‬العليا،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنها‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬ثابتة‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬إنفاقها‭ ‬العسكري،‭ ‬قد‭ ‬يزيد‭ ‬أو‭ ‬يقل‭ ‬أحياناً،‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬وضعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وطبيعة‭ ‬التغيرات‭ ‬والمستجدات‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

3‭ ‬-النزاعات‭ ‬والمواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬تفسر‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬استمرار‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬والتي‭ ‬تدفع‭ ‬الأطراف‭ ‬المتورطة‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬ترسانتها‭ ‬من‭ ‬الأسلحة،‭ ‬التقليدية‭ ‬وغير‭ ‬التقليدية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعثر‭ ‬جهود‭ ‬تسوية‭ ‬هذه‭ ‬النزاعات‭. ‬فحسب‭ ‬تقرير‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للعام‭ ‬2021‭ ‬فإن‭ ‬خريطة‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬تشهد‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬التعقيد،‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يتجسد‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬تستمر‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬وسوريا‭ ‬واليمن،‭ ‬كما‭ ‬يستمر‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وفي‭ ‬إفريقيا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬مستعرة،‭ ‬وهذه‭ ‬الصراعات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭. ‬

4‭ ‬-مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬ترتبط‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬بالحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬تشهد‭ ‬وجوداً‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬التنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بمنطقة‭ ‬الساحل‭ ‬وجنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬دولها‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬إنفاقاً‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬حيث‭ ‬تزايد‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بصورة‭ ‬لافتة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬تعرضت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دولها‭ ‬لعمليات‭ ‬إرهابية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تنظيمات‭ ‬محسوبة‭ ‬على‭ ‬تنظيمي‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش‭.‬

وبحسب‭ ‬مؤشر‭ ‬الإرهاب‭ ‬العالمي‭ ‬للعام‭ ‬2020‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬نشاط‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬يعد‭ ‬العامل‭ ‬الأساسي‭ ‬وراء‭ ‬تصاعد‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬نفذ‭ ‬التنظيم‭ ‬41‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬هجماته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتصدي‭ ‬للتنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬يفسر‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬منه‭ ‬الزيادة‭ ‬المضطردة‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬بالفعل‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وإنما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تخصص‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬ميزانياتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬للمشاركات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الخطر،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬إفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

أخيراً

إن‭ ‬الزيادة‭ ‬المضطردة‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تعكس‭ ‬سيطرة‭ ‬طابع‭ ‬التوتر‭ ‬والصراع‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وتصاعد‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬والإقليمية‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬كوفيد‭ – ‬19‮»‬،‭ ‬فإنها‭ ‬تؤشر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬سباق‭ ‬التسلح‭ ‬العالمي‭ ‬بصورة‭ ‬تفوق‭ ‬مرحلة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬دور‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬وخاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬حروب‭ ‬المستقبل‭. ‬

المصادر‭ ‬والمراجع‭:‬

Stockholm International Peace Research InstituteSIPRI‭, ‬World military spending rises to almost‭ $‬2‭ ‬trillion in 2020,26‭ ‬April 2021‭,‬https‭://‬bit.ly/3ufUiwI

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض