سيشكل فريق (الروبوت ـــــ الجندي) عنصراً مهماً في ساحات القتال المستقبلية، مما يخلق قوة قتالية معقدة، ولكن من المحتمل أن تكون أكثر ديمومة وأكثر فاعلية. يطرح تعقيد ساحة المعركة في المستقبل مشاكله الخاصة، كما يخلق تنوع الأنظمة الروبوتية والعدد اللامتناهي تقريباً من المهام العسكرية المحتملة معضلة للباحثين الذين يرغبون في التنبؤ بأداء تفاعلات الإنسان والروبوت في البيئات المستقبلية.
صارت آثار التقدم في التقنيات المبتكرة (الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار، والأنظمة الميكانيكية، والبرمجيات) على البشر والروبوتات واضحة. ومن بين القضايا الناشئة التي تناولت هذه العلاقة التفاعل بين الروبوتات والبشر. في البداية، تم استثمار هذا التفاعل بين الإنسان والروبوت بشكل أساسي في الروبوتات التي تقدم خدمات للناس. ومع تطور الصناعة الحديثة بسرعة، تطلب هذا تكامل جوانب التفاعل المختلفة، المادية والاجتماعية على حد سواء في التصنيع. ويمكن أن يتقارب هذان المجالان من الروبوتات (الروبوتات الخدمية والروبوتات الصناعية) إلى حد ما ويتشاركان في مشكلات متشابهة جداً. وقد يتبعان طرقاً مماثلة لحل المشكلات. عندما تعمل الروبوتات في الخدمة، يتم دمجها بالكامل داخل بيئة البشر. بالإضافة إلى ذلك، فإن للإنسان والروبوت أدواراً مميزة في البيئة، إذ يعتبر الإنسان مساعداً في سياق الروبوتات الصناعية، حيث يعمل كمساعد ومدرب، في حين أن الروبوت في الخدمة يأخذ دور المساعد في سياق الروبوتات (مرشد، معلم، ممرض، إلخ). ومع ذلك، في كلتا الحالتين، يجب أن تكون الأنظمة الآلية قادرة على اتخاذ قرارات مناسبة بشأن الكيانات غير المتجانسة الموجودة في البيئة. يجب أن تنتبه الروبوتات إلى وجود مشغلين بشريين. يجب أن تكون سلوكيات النظام الآلي آمنة، مع مراعاة عدم اليقين وتتبع تعليمات المشغلين البشريين، يجب دمج المشغل البشري في حلقة صنع القرار. علاوة على ذلك، فإن دمج التقنيات والبرمجيات المتقدمة في الأنظمة الصناعية، وتزايد تفاعل الروبوت والانسان، يتحدى طريقة بعض الميزات المتعلقة بالروبوتات الخدمية (السلامة، والاتصالات، والمعرفة، وما إلى ذلك) التي يتم تصورها حالياً في مثل هذه المجالات.
الروبوت والتواصل التفاعلي البشري
التفاعل بين الإنسان والروبوت هو مجال دراسي وبحثي يجري تطويره بشكل مكثف في العالم، لفهم وتصميم وتقييم الأنظمة الروبوتية التي تستخدم من قبل الإنسان أو تعمل معه، وهو مزيج مختلط من علوم مختلفة تشمل الحاسوب والذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات والتصميم وعلم النفس والعلوم الاجتماعية. يتطلب التفاعل بحكم تعريفه التواصل بين الروبوت والبشر، وقد يتخذ عدة أشكال تتأثر إلى حد كبير بكيفية عمل الروبوت والانسان. يطبق التفاعل بين الروبوت والانسان في مجالات متنوعة، بما فيها التصنيع، والطب والجراحة، والفضاء، والطيران، وأعماق البحار، والزراعة، والتعليم، والعمليات العسكرية.
شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً لتطبيقات الروبوتات التي تتفاعل فيزيائياً مع البشر في مجالات متعددة. دفعت هذه التطبيقات البحث في العديد من الموضوعات الأساسية للتعاون، مثل تخصيص المهام المشتركة والمزامنة والتنسيق والتحكم في جهات الاتصال والتفاعل المادي وتخصيص الدور التكيفي أثناء التعاون والتعلم من خلال العروض التوضيحية والتحكم الآمن وما إلى ذلك. في الوقت نفسه، أحرزت الأبحاث في مجال الروبوتات الاجتماعية تقدماً هائلاً في فهم سلوك وتعقيد الإشارات اللفظية وغير اللفظية التي يتبادلها الإنسان والروبوتات أثناء التفاعل، مما يسلط الضوء على الجوانب الحاسمة مثل الثقة والوعي المتبادل وتبادل الأدوار. كانت هذه الدراسات مدفوعة في البداية بزيادة المساعدة وتطبيق الروبوتات الخدمية، بدءاً من إدخال الروبوتات في مراكز التسوق والمتاجر إلى المستشفيات والمنازل، ولكنها أصبحت الآن ضرورية لقبول تقنيات الروبوتات الذكية الجديدة في المجالات الصناعية الأخرى، مثل التصنيع. يعمل مجتمع أبحاث التفاعل بين الإنسان والروبوت على تطوير مهارات التفاعل الجسدي والاجتماعي للروبوتات. ويقر جدول أعمال البحث الاستراتيجي للروبوتات التابع للمفوضية الأوروبية بأهمية الروبوتات. ومع زيادة الوعي وسهولة الاستخدام، تمثل الروبوتات فجر حقبة جديدة كمساعدات في كل مكان تعمل على تحسين القدرة التنافسية للأعمال ونوعية الحياة للأفراد. من المتوقع أن يتوسع دورها باستمرار ليتجاوز الدور التقليدي في الصناعة التحويلية، مما يوفر فرصاً كبيرة على المدى القصير إلى المتوسط في مجالات مثل الزراعة والرعاية الصحية والأمن والنقل والتطبيقات العسكرية، بينما من المتوقع على المدى الطويل أن تدخل الروبوتات جميع مجالات أنشطة الإنسان تقريباً، بما في ذلك المنزل.
أصل الروبوت
صاغ الكاتب المسرحي التشيكي كاريل شابك مصطلح «الروبوت» في مسرحيته عام 1921. كان المصطلح مشتقاً من الكلمة التشيكية robota، التي تصف العمل الذي يدين به الفلاح لمالك الأرض، أي «الكدح». وبمعنى آخر الروبوت هو فلاح أو عبد، وكانت كلمة rabota هي الكلمة السلافية القديمة للعبيد. بدأت مسرحية شابك بأداء الروبوتات لأعمال أسيادهم البشرية وانتهت بالروبوتات التي تتمرد ضد مبدعيها وتقتل الجنس البشري، والتي أصبحت موضوعاً مشتركاً لكتاب الخيال العلمي. مؤلف الخيال العلمي (إسحاق أسيموف) الذي كتب في أغلب الأحيان عن الروبوتات في القرن العشرين، لم يوافق على النظرية القائلة إن الروبوتات ستدمر البشرية في النهاية. كتب أسيموف عن الروبوتات التي خدمت البشرية وتمت برمجتها بثلاثة توجيهات أولية بسيطة جداً، أو «قوانين الروبوتات»:
1
لا يجوز للروبوت أن يؤذي إنساناً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بسبب التوقف عن أداء العمل.
2
يجب أن يطيع الروبوت الأوامر الصادرة إليه من قبل البشر إلا إذا كانت هذه الأوامر تتعارض مع القانون الأول.
3
يجب أن يحمي الروبوت وجوده، طالما أن الحماية لا تتعارض مع القانون الأول أو القانون الثاني.
بالنسبة للروبوت العسكري يجب أن تحمي الروبوتات الخاصة بجيش معين أرواح الجنود والحلفاء التابعين له والمدنيين. وأن تتلقى الروبوتات الخاصة بالجيش الأوامر منه، وليس من جانب العدو. علاوة على ذلك، يجب ألا تهتم الروبوتات بوجودها. بيت القصيد حسب التصميم، هو إنقاذ الأرواح البشرية بالتضحية (إذا لزم الأمر) بالآلة. ويقول رائد الروبوتات المخضرم (بارت إيفريت): «بالنسبة لي، الروبوت هو ردنا على الانتحاري». وتتوفر في السنوات الأخيرة العديد من الأبحاث الأكاديمية حول أخلاقيات تسليح أنظمة الذكاء الاصطناعي والسماح لها باتخاذ قرارات قاتلة، إذ نشر معهد جورجيا للتكنولوجيا كتاباً بعنوان «إدارة السلوك المميت في الروبوتات المستقلة»، والذي قدم الأساس لأخلاقيات الروبوتات القتالية. في هذا الكتاب، خلص إلى أنه مع البرمجة المناسبة، يمكن للروبوتات المستقلة أن تتصرف بشكل أخلاقي في ساحة المعركة أكثر من الجنود.
التفاعل بين الجندي والروبوت
كانت الجيوش عبر التاريخ بطيئة في تكييف التقنيات المتطورة إلى تكتيكات عسكرية مقبولة بشكل عام، مما أدى خسائر وهزائم، ولعل تأخر دول أوروبا في دمج الدبابات في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، جعلها تتراجع أمام ألمانيا، لذلك يزداد الوعي في المؤسسات العسكرية بضرورة توظيف الروبوتات في ساحة القتال بسبب التطور السريع في تكنولوجيا الروبوتات. لن تغير الروبوتات الطريقة التي نخوض بها الحروب فحسب، بل ستغير أيضاً من يقوم بالقتال.
يطرح تعقيد ساحة المعركة في المستقبل مشاكله الخاصة بتنوع الأنظمة الروبوتية والعدد اللامتناهي من المهام العسكرية المحتملة معضلة للباحثين الذين يرغبون بدراسة أداء تفاعلات الإنسان (الجندي) والروبوت في البيئات المستقبلية، وفي نفس الوقت توفر هذه التفاعلات في العمليات العسكرية المستقبلية فرصة للباحثين في دراسة القضايا العسكرية المتعلقة بتفاعل الإنسان والروبوت لتقديم نتائجهم لدراسة مشكلات معينة، مثل تفاعل المشغلين مع الروبوتات الأرضية أو الجوية ودراسة المعدات ذاتية التحكم القادرة على السلوكيات الذكية في ساحة المعركة. إن قدرة الإنسان على العمل الجماعي مع أنظمة ذكية في مثل هذه البيئات هي محور تركيز تفاعل الإنسان والروبوت. خاصة أن فريق (الروبوت الجندي) سيشكل عنصراً مهماً في ساحات القتال المستقبلية، مما يخلق قوة قتالية معقدة، ولكن من المتوقع أن تكون أكثر ديمومة وأكبر فاعلية. وعلى الرغم من وجود عقيدة حول استخدام الروبوتات في القتال، فإن الفكرة العامة السائدة داخل المؤسسات العسكرية هي أن الحياة البشرية ستكون دائماً موضع تقدير أعلى من «المعدات»، ووجود الروبوتات التي تقوم بأخطر المهام القتالية هو السبب الرئيسي لاستخدامها في ساحة المعركة. ومع ذلك، إذا لم ينظر الجنود والقادة إلى هذه الروبوتات على أنها أعضاء قيمة في الفريق وربما إنشاء روابط عاطفية معها، فقد لا يتم استخدام هذه الروبوتات على النحو المنشود.
لطالما أظهر البشر نزعة خارقة لإجراء اتصالات عاطفية مع الآلات. لأجيال مضت قام أصحاب السيارات بتسمية سياراتهم بأسماء بشرية، كذلك يُطلق أصحاب القوارب أسماء على زوارقهم المائية. الآن بعد أن أصبحت أجهزتنا قادرة على عرض عناصر الذكاء، فمن المحتمل أن تتعزز الروابط العاطفية، خاصة عندما ينسب البشر للروبوتات القدرة على إنقاذ حياتهم في القتال خاصة في الديناميكيات التي تتشكل عندما يعمل البشر والروبوتات معاً في بيئة قتالية عالية الضغط. سيكون للنتائج آثار على التدريب العسكري في المستقبل لكل من الجنود البشر والروبوتات، حيث من المحتمل أن يكون الاتجاه نحو دور أكبر للآلات المستقلة أو شبه المستقلة للقيام بوظائف الجيش الصعبة والخطيرة أمراً لا رجوع فيه.
يتذكر الرقيب (تيد بوغوش) وهو مدير ورشة الصيانة في معسكر فيكتوري بالقرب من بغداد/العراق أنه في أحد الأيام الممطرة في يناير من عام 2005. دخل فني التخلص من الذخائر المتفجرة إلى ورشة الصيانة. كان في يديه صندوق يحتوي على بقايا نظيره الروبوت، الذي سماه «سكوبي دو». الروبوت (سكوبي دو)، أثناء محاولته نزع سلاح عبوة ناسفة، تم تفجيره إلى أجزاء. يتذكر بوغوش: «لم يتبق الكثير من سكوبي». سجله الحافل يشير أنه كان روبوتاً رائعاً حقاً». أبلغ بوغوش الفني أن (سكوبي دو) غير قابل للإصلاح وعرض عليه روبوتاً بديلاً جديداً. استاء فني المتفجرات المخضرم بشكل واضح. وأصر على أنه لا يريد روبوتاً جديداً. يريد عودة سكوبي دو. وهذا يؤكد ميل بعض الباحثين الى تقسيم التفاعل بين الإنسان والروبوت إلى فئتين: التفاعل عن بعد والتفاعل عن قرب، ويفترض هؤلاء أن التفاعل عن قرب يؤدي الى علاقات أقوى من التفاعل عن بعد. على أساس الفرضية القائلة إن الجنود (البشر) يشكلون روابط أقوى مع المركبات الأرضية المسيرة والتي يتم تشغيلها عن قرب، من الطائرات بدون طيار، والتي يتم تشغيلها بشكل عام عن بُعد.
واجهة للحوار والتفاهم المشترك
الحوار هو أحد أبسط الطرق التي يستخدم بها البشر اللغة، وهو الطريقة الأكثر طبيعية للأشخاص للتفاعل مع عوامل مستقلة معقدة مثل الروبوتات. ستتطلب البيئات التشغيلية للجيش في المستقبل تقنية تسمح لعوامل الذكاء الاصطناعي بفهم وتنفيذ الأوامر والتفاعل معها كأعضاء في الفريق. ابتكر باحثون من قيادة تطوير القدرات القتالية للجيش الأمريكي ومختبر أبحاث الجيش ومعهد التقنيات الإبداعية بجامعة جنوب كاليفورنيا، وهو مركز أبحاث تابع للجامعة ترعاه وزارة الدفاع، نهجاً لتفسير نوايا الجندي والاستجابة لها بمرونة مستمدة من الحوار الناطق مع الأنظمة المستقلة مثل الروبوتات. تعد هذه التقنية حالياً المكون الأساسي لمعالجة الحوار في المختبر لتحويل التفاعل بين الجندي والروبوت وأداء مهام مشتركة بسرعات تشغيلية وتسمى واجهة التفاهم والحوار المشترك Joint Understanding and Dialogue Interface، وهو نموذج أولي يتيح تفاعلات محادثة ثنائية الاتجاه بين الجنود والأنظمة المستقلة مثل الروبوتات، مما يسمح له بالوصول إلى مصادر متعددة النطاق، مثل كلام الجندي ونظام إدراك الروبوت، للمساعدة في صنع القرار التعاوني. يدعم هذا الجهد أولوية تحديث المركبات القتالية وتقليل عبء الجندي عند التعاون مع أنظمة مستقلة ومن خلال السماح بالقيادة والتحكم اللفظي للأنظمة مثل الروبوتات. تُمكن هذه التقنية الجندي من التفاعل مع الأنظمة المستقلة من خلال الكلام ثنائي الاتجاه والحوار في العمليات التكتيكية، حيث يمكن استخدام تعليمات المهام اللفظية للقيادة والتحكم في روبوت متحرك. في المقابل، تمنح التكنولوجيا الروبوت القدرة على طلب التوضيح أو تقديم تحديثات الحالة عند اكتمال المهام. بدلاً من الاعتماد على معلومات محددة مسبقاً، وربما عفا عليها الزمن، حول مهمة ما، يُمكّن الحوار هذه الأنظمة من استكمال فهمهم للعالم من خلال التحدث مع زملائهم من البشر.
ويقول الباحث العسكري الدكتور فيليكس جيرفيتس: «لقد استخدمنا تقنية التصنيف الإحصائي لتمكين محادثة الذكاء الاصطناعي باستخدام أحدث تقنيات فهم اللغة الطبيعية وإدارة الحوار». يمكّن مصنف اللغة الإحصائي الأنظمة المستقلة من تفسير نية الجندي من خلال التعرف على الغرض من الاتصال وتنفيذ الإجراءات لتحقيق الهدف الأساسي. على سبيل المثال، إذا تلقى الروبوت أمراً «بالدوران 45 درجة وإرسال صورة»، فيمكنه تفسير التعليمات وتنفيذ المهمة.
ستؤدي قدرة واجهة الحوار والتفاهم المشترك على الاستفادة من اللغة الطبيعية إلى تقليل منحنى التعلم للجنود الذين سيحتاجون إلى التحكم أو التعاون مع الروبوتات، والتي قد يساهم بعضها في قدرات مختلفة في مهمة، مثل الاستكشاف أو توصيل الإمدادات وبالنهاية الهدف هو تحويل نموذج التفاعل بين الجندي والروبوت من التشغيل اليدوي للروبوتات باستخدام ذراع التحكم الكامل باليد إلى وضع التفاعل بدون استخدام اليدين حيث يمكن للجندي أن يتعاون مع واحد أو أكثر من الروبوتات مع الحفاظ على الوعي الظرفي لمحيطهم.
ووفقاً للباحثين، يختلف واجهة الحوار والتفاهم المشترك (JUDI) عن الأبحاث الحالية المماثلة التي أجريت في المجال المدني، والتي تتطلب مجموعات بيانات كبيرة ومكلفة لتدريب النظام، فإن هذا النهج في المجال العسكري يتطلب أوامر تدريب أقل للجنود، لأن الكلام هو واجهة طبيعية وبديهية للبشر ووقت أقل للتشغيل في البيئات الجديدة. الفرق الآخر هو أن أنظمة الحوار المدني التي يتم تدريبها عادةً على مهمة البحث والإنقاذ تم تصميمها لتقليد أسلوب التفاعل بين الجندي والروبوت الذي يمكن أن يحدث في بيئة تكتيكية مستقبلية.
ومن خلال إنشاء واجهة كلام طبيعية لهذه الأنظمة المستقلة المعقدة، يمكن للباحثين دعم التشغيل بدون استخدام اليدين لتحسين الوعي بالموقف ومنح الجنود الميزة الحاسمة، يعد هذا البحث مهماً وفريداً من حيث أنه يتيح حواراً متبادلاً بين الجنود والأنظمة المستقلة مثل الروبوتات، كما يسمح نهج التصنيف بتحسين الشفافية وإمكانية شرح أداء النظام مما يجعل من الممكن تحليل سبب إنتاج النظام لسلوك معين، وهذا أمر بالغ الأهمية للتطبيقات العسكرية، حيث تتطلب المخاوف الأخلاقية قدراً أكبر من الشفافية للروبوتات. ومع البيئة التكتيكية في المستقبل التي من المحتمل أن تشمل فرقاً مختلطة من الجنود والروبوتات، فإن هذه التكنولوجيا سيكون لها تأثير تحولي على مستقبل العمل العسكري. يؤمن الباحثون أنه يجب دراسة الروبوتات المصممة لغرض معين وتطويرها بشكل أكبر من أجل مهماتها الخاصة. لن تحل الروبوتات أبداً محل البشر في ساحة المعركة ولا ينبغي أن تحل قراراتها محل قرارات الجنود. وأن الروبوتات يجب أن يتحكم بها البشر وألا تُمنح مطلقاً استقلالية كاملة.
» العقيد المتقاعد المهندس خالد العنانزة (مستشار ومدرب في البيئة والسلامة المهنية)