إن نشر حاملات طائرات أصغر حجماً، يمكن أن يقلل من فرص توجيه الخصوم ضربة قاصمة للبحرية الأمريكية عن طريق إغراق أو تعطيل حاملة طائرات واحدة بحجم الحاملة «نيميتز» أو «فورد» التي تحمل كل واحدة منها آلاف البحارة وتكلف عشرات المليارات من الدولارات بما على متنها من الأجهزة والأنظمة العديدة والمتطورة. ويبدو هذا معقولاً، حيث لا يزال مستقبل حاملات الطائرات في حالة تغير مستمر. محاولات الانتقال إلى حاملات طائرات صغيرة الحجم، التي يُطلَق عليها بتفاؤل «حاملات المستقبل 2030 » ،تبدو مجمدة. لذا ، فإن البحرية الأمريكية تمضي قدماً في إعداد سفهنا ذات السطح الكبير، السفن الهجومية البرمائية، كي تسمح لمقاتلات F-35B التابعة لقوات المارينز الأمريكة بالعمل من على متنها. تمتاز الطائرة المقاتلة F-35 بقدرتها على الإقلاع والهبوط قصير المدى. هذا وقد وقعت البحرية الأمريكية مؤخراً عقداً بقيمة 200 مليون دولار مع شركة BAE Systems لتحديث السفينة الهجومية البرمائية Boxer لتمكين المقاتلة F-35 Joint Strike Fighter من العمل من على متنها. وهذه هي خامس سفينة إبرار حاملة لطائرات الهليكوبتر يتم تعديلها على هذا النحو. وسوف تستكمل سفينة USS Boxer مزيجاً من عمليات الصيانة والتحديث وإصلاح الأنظمة التالية فيها: بنية البدن ونظام الدفع ومولدات الكهرباء والأنظمة المساعدة وأنظمة الاتصالات والقتال، بالإضافة إلى التعديلات اللازمة لإعداد السفينة لعمليات المقاتلة F35B Joint Strike Fighter (JSF -F) من على متنها، وفقاً لبيان صادر عن قيادة الأنظمة البحرية الأمريكية.
في الخريف الماضي، قامت البحرية الأمريكية بنشر 13 طائرة F-35Bs على متن سفينة «أمريكا America» الهجومية البرمائية. وقال وزير البحرية آنذاك: سيكون بإمكان السفينة في وقت لاحق أن تستوعب ما يصل إلى 20 طائرة. لكن فائدة الحاملات الأصغر تبدَّت مؤخراً عندما تفشى وباء كورونا COVID-19 على متن الحاملة «تيودور روزفلت». لذا وجهت البحرية الأمريكة سفينة «أمريكا» إلى بحر الصين الجنوبي بدلاً من الحاملة روزفلت، لتفوِّت على الصين الاستفادة من مصيبة روزفلت. وكان ذلك فوزاً لفكرة الحاملات الصغيرة.