قبل 7 أشهر، فتحت دولة الإمارات العربية المتحدة ذراعيها مستقبلة العالم في ظروف استثنائية غير مسبوقة، ليشكل إكسبو 2020 دبي بوابة العالم الكبرى للمرور نحو عالم متعاف، وبشعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» دشنت الإمارات رحلة أممية جديدة من العمل الدولي الجماعي، من أجل ترسيخ مستقبل مزدهر ومستدام للبشرية جمعاء.
واختتمت فعاليات الحدث الدولي الذي شاركت فيه 191 دولة، لشكل محطة فارقة في مسيرة دولة الإمارات على صعيد المكاسب الاستراتيجية التي حققتها من الاستضافة الناجحة للحدث والتي عززت من موقعها الرائد على المستويين الإقليمي والدولي.
القوة الناعمة
شكل إكسبو 2020 دبي رمزاً لنجاح القوة الإماراتية الناعمة وقدرتها على التأثير وحضورها الفاعل في مختلف الدول والمجتمعات والثقافات حول العالم، حيث نجحت الإمارات في حشد كبار المسؤولين وصناع القرار في العالم عبر عشرات المؤتمرات واللقاءات الدولية التي نظمها الحدث لمناقشة ومواجهة أبرز التحديات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات والخروج بتوصيات ومقترحات ترسم خارطة طريق نحو عالم أكثر استقراراً وازدهاراً.
واستضاف الحدث العشرات من القمم العالمية في مختلف الأصعدة، والتي شارك فيها كبار صناع القرار والخبراء من مختلف دول العالم.
وأكد حجم زيارات إكسبو 2020 دبي الذي اقترب من 25 مليون زيارة من مختلف دول العالم، مكانة الإمارات كحاضنة عالمية للتسامح والتعايش، كما جسد حجم الثقة الدولية بالإمارات كواحة للأمن والاستقرار في المنطقة تسود فيها قيم العدالة والشفافية واحترام القانون.
حضور استثنائي لكبار القادة والمسؤولين العالميين
تحول إكسبو 2020 دبي طوال فترة انعقاده إلى أهم تجمع عالمي لكبار القادة من ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات والذين زاروا الحدث وشاركوا في جانب من القمم والمؤتمرات والملتقيات الدولية التي شهدها على مدى 6 أشهر.
وتمكنت دولة الإمارات خلال إكسبو 2020 دبي من حشد قادة المجتمع الدولي في موقع واحد للبحث في أبرز التحديات التي تواجه العالم في شتى المجالات والخروج بتوصيات ومقترحات ترسم خريطة طريق نحو عالم أكثر استقراراً وازدهار.
وعكس الحضور الرسمي العالمي في إكسبو 2020 دبي موقع دولة الإمارات الريادي على المستويين الإقليمي والدولي، وحجم تأثيرها في العلاقات الدولية والدور المثالي الذي تلعبه في تعزيز التواصل بين الأمم والشعوب.
وشهد إكسبو 2020 دبي زيارة العديد من الملوك من ضمنهم جلالة فيليم ألكساندر ملك المملكة الهولندية وزوجته الملكة ماكسيما، وجلالة كارل السادس عشر غوستاف ملك مملكة السويد، وجلالة الملك فيليب ملك بلجيكا وقرينته، وجلالة الملك ليتسي الثالث ملك ليسوتو.
وحظي الحدث العالمي بزيارة عشرات رؤساء الدول ومن أبرزهم فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا، وفخامة رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، وفخامة جايير بولسونارو رئيس جمهورية البرازيل، وفخامة إيفان دوكي ماركيز رئيس جمهورية كولومبيا، وفخامة إسحاق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل، وفخامة غي بارميلين رئيس الاتحاد السويسري، وغيرهم العديد من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة.
وعلى مستوى أولياء العهود والأمراء برزت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين الشقيقة، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير ويليام دوق كامبريدج إلى جانب عشرات الزيارات لـ رؤساء الوزراء في مختلف دول العالم.
وشهد إكسبو 2020 دبي لحظة فارقة باستضافته أسبوع الأهداف العالمية، الذي أقيم للمرة الأولى على الإطلاق خارج مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بحضور كبار المسؤولين الأمميين الذين بحثوا سبل تحقيق أهداف التنمية العالمية المستدامة في موعدها المقرر بحلول عام 2030.
وخلال مشاركتهم بالحدث العالمي أشاد كبار القادة والمسؤولين بدولة الإمارات التي سخرت مواردها وطاقاتها لتنظيم دورة استثنائية وتاريخية للحدث وإخراجه على النحو الذي يحقق الهدف المرجو منه لجميع شعوب العالم.
نموذج للتعافي
طوى العالم مع انطلاق إكسبو 2020 دبي سنتين عجاف من الإغلاق جراء جائحة كورونا ليدخل في مرحلة جديدة من التعافي وتعزيز والتواصل والتعاون الدولي في مجابهة التحديات الإنسانية الأكثر إلحاحاً.
وشكل النموذج الإماراتي في المواجهة والتعامل مع الجائحة كلمة السر في نجاح إكسبو 2020 دبي، فعلى الرغم من ظهور متحور «أوميكرون» الذي اجتاح العالم خلال انعقاد الحدث الدولي، فإن وتيرة الزيارات والفعاليات حافظت على نسقها التصاعدي بفضل الثقة الكبيرة بالمنظومة الصحية في دولة الإمارات وبكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أمنت سلامة الجميع، هذا بالإضافة إلى المرونة والاحترافية العالية التي أظهرتها كافة القطاعات الأخرى والتي أسهمت بدورها في نجاح الحدث.
المكاسب الاقتصادية
حقق الاقتصاد الإماراتي مجموعة من الفوائد والمزايا خلال انعقاد إكسبو 2020 دبي تمثلت في جذب عدد كبير من المستثمرين وكبار رجال الأعمال من جميع أنحاء العالم، وعقد الشراكات العالمية بين الشركات الإماراتية والأجنبية، ورفع معدلات التدفق السياحي للدولة وانتعاش القطاع الفندقي.
ويتوقع مراقبون اقتصاديون تأثيرات قصيرة ومتوسطة الأثر على مستوى الناتج المحلي غير النفطي للدولة، إضافة إلى تطوير قاعدة الشراكات الاستراتيجية مع العديد من الكيانات والقوى الاقتصادية حول العالم، ناهيك عن التأثير الإيجابي لعمليات تطوير البنية التحتية حول مقر المعرض.
وشهدت سوق العقارات الإماراتية مع بدء توافد الزائرين للحدث تحسناً ملحوظاً في زيادة الطلب على الفلل والوحدات الفاخرة وعقارات الواجهات المائية خاصة في دبي، كما عزز إكسبو 2020 دبي قبل وأثناء انعقاده من جودة خدمات المواصلات ومشاريع البنية التحتية المرتبطة بها.
استشراف المستقبل
سيتحول موقع إكسبو 2020 دبي بكل ما يملكه من أحدث البنى التحتية الرقمية والمادية إلى «دستركت 2020»، التي ستتطور وتتوسع في مرحلة إرث الحدث الدولي، في إطار رؤية متفرّدة تستشرف آفاق المستقبل بقوة.
وتمثل «دستركت 2020» نموذجاً فريداً للمدينة المستقبلية التي تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها، من أجل تحقيق متطلبات الاقتصاد العالمي الجديد القائم على الابتكار والموهبة والمدعوم بأحدث التقنيات والتصاميم التي توصلت إليها الإنسانية، من أجل الإنسانية.
وستعمل «دستركت 2020» على دمج التطبيقات المبتكرة لأحدث التقنيات الذكية، مثل إنترنت الأشياء، لمواجهة التحديات، وتحسين الخدمات التي تمكّن المجتمع من أن يصبح أكثر ذكاءً واستدامة.
وصممت البيئة المادية الفريدة التي تتمحور حول الإنسان في «دستركت 2020»، التي تعيد استخدام 80 بالمائة من البنية التحتية والمعالم المعمارية المتميزة المخصصة لفعاليات «إكسبو 2020 دبي»، بهدف تعزيز آليات التعاون والمساحات التي تدعم الابتكار وتضمن تحقيق الازدهار.
وتعد تلك المكاسب جزءاً من كل، حيث تتعدد المكاسب التي حققتها الإمارات من خلال هذه الاستضافة التي عززت من موقعها كمركز دولي لصناعة القرار وحشد المواقف العالمية تجاه أبرز التحديات التي تواجهها البشرية.