تتجسد مرحلة إرث إكسبو 2020 دبي بعد انتهاء فعالياته في تحول موقعه إلى وجهة متكاملة للتواصل والريادة والإبداع تساهم في نمو اقتصاد الابتكار واستقطاب أكبر الشركات والمشاريع الناشئة والأفراد والعائلات، وتحمل هذه الوجهة اسم «دستركت 2020».
وبعد الأشهر الستة التي سيقام خلالها معرض إكسبو 2020 دبي، ستبرز «دستركت 2020» كمنطقة عالمية ذكية ومستدامة، لتحتفظ بروح معرض إكسبو العالمي، وتدعم مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة وتركز على دفع النمو في القطاعات الرئيسية بما فيها: السفر والسياحة، واللوجستيات والنقل، والتعليم، والإنشاءات، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والبلوك تشين.
«دستركت 2020»
تشكل «دستركت 2020» مجمعاً عصرياً مصمماً لتوفر توازناً مثالياً بين الانسجام والاتصال والحياة الاجتماعية، وتتميز ببنية تحتية ذكية محددة الغايات، ومصممة لتحقق حاجات موظفي وسكان المستقبل، كما تجمع المنطقة بين مساحة ملائمة للابتكار والمساكن المعاصرة، والمنشآت التعليمية، والمرافق الترفيهية، ومجموعة من وجهات الجذب الاجتماعية، وستضم المنطقة 80 % من مرافق ومنشآت موقع إكسبو 2020 مع الحفاظ على منشآته الأيقونية.
وتجسد منطقة «دستركت 2020» شكلاً جديداً من المجمّعات متعددة الاستخدامات، حيث تركز على إنشاء منظومة محفزة للابتكار، وتدعم أساليب السكن والعمل المستقبلية، كما تعد نموذجاً لمدنٍ ذكية محورها الإنسان، مستفيدة من البنية التحتية الرقمية والمادية المتطورة، إذ توفر بيئة متكاملة للسكن والعمل المعاصرين، من خلال المساحات التجارية والسكنية الحديثة والمرنة، ومتعددة الاستخدامات، مع العديد من المساحات المشتركة والمناطق المفتوحة، للتشجيع على التفاعل والتعاون، إلى جانب توفير خيارات متنوعة، من مرافق الضيافة والتجزئة والمطاعم والمقاهي، وتضم تصميم نموذج المنطقة وكافة مكوناتها بما يلائم القطاعات الحيوية في مستقبل دولة الإمارات، على غرار المدن الذكية، والرعاية الصحية الذكية، والعمليات اللوجستية الذكية، ووسائل النقل الذكية، كما تركز أيضاً على مجموعة من القطاعات التي يتوقع أن تزدهر في عالم ما بعد الجائحة، خصوصاً تلك المرتبطة بالتنقل والاستدامة والفرص، الموضوعات الأساسية الثلاثة في إكسبو دبي.
وستدعم «دستركت 2020» التنوع والإبداع، كما أنها أول مجمّع في المنطقة، يتم تسجيله وفق معايير (ويل) للمجمعات السكنية، والتي تقيس مدى قدرة المجمعات السكنية حول العالم، على توفير أسلوب حياة صحي لسكانها. وفي ظل أسلوب حياة مديري المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة المزدحم بالأعمال، تسعى المنظومة للحفاظ على صحة السكان، والتماسك الاجتماعي، وتوفير أسلوب حياة متوازن، من خلال المساحات المجتمعية المتكاملة، والمرافق القادرة على احتضان التفاعل الاجتماعي. حيث ستحتوي دستركت على مساحات فعاليات معالم مذهلة من إكسبو 2020، وهي ساحة الوصل، التي ستكون مركزاً للمجمع، ووجهة كبرى للفعاليات، وجناح الاستدامة تيرا في إكسبو، الذي سيصبح مركز الأطفال والعلوم، ليلهم العقول الشابة، ويشجع على تقدير عظمة عالمنا، وستكون المنظومة وجهة حيوية، تدعم التنوع والإبداع، مع الفعاليات الاجتماعية والثقافية على مدار العام.
ستتم عمليات إعادة توظيف وتحويل موقع إكسبو دبي إلى «دستركت 2020» على مراحل بعد فترة محددة من انتهاء فعاليات الحدث، وعند اكتمال قدرتها الاستيعابية ستكون مسكناً لـ 145,000 نسمة من السكان والموظفين. وستحتفظ «دستركت 2020» بمساحة طابقية تتجاوز 2,500,000 قدم مربعة متاحة أمام شركات الطرف الثالث لتطوير مساحات سكنية، وتجارية، وفندقية، وتعليمية، ومتعددة الاستخدامات.
الوصول بسهولة
بفضل موقعها في جنوب دبي، بالقرب من مطار آل مكتوم الدولي، فإنه يمكن الوصول بسهولة إلى منطقة «دستركت 2020» من مختلف مطارات الإمارات وموانئها. وستكون مجتمعاً شاملاً مع المساحات الخضراء المفتوحة للاستخدامات السكنية والتجارية، والمنصات الاجتماعية والثقافية، والمنشآت التعليمية، إلى جانب العديد من مرافق الضيافة ومتاجر التجزئة والمأكولات والمشروبات.
وفي إطار دعم رؤية الإمارات 2021 التي تعد التكنولوجيا الرقمية واحدة من القطاعات السبعة الرئيسية فيها، سيشكل إكسبو 2020 دبي نموذجاً متميزاً للتواصل الرقمي من خلال تبني تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) التي سيستمر استخدامها في «دستركت 2020».
تهدف «دستركت 2020»، إلى المساهمة في تعزيز جاذبية دبي للشركات الناشئة الإبداعية والمشاريع الابتكارية الناشئة، ولتحقيق هذا الهدف، قامت بإطلاق برنامج عالمي لرواد الأعمال تحت اسم «سكيل2دبي» لتمكين الشركات الناشئة والصغيرة من التوسع دولياً من خلال المشاركة في منظومتها للابتكار. وسيقام البرنامج الذي يجتذب الشركات من مختلف أنحاء العالم، على المنصة التي يوفرها إكسبو 2020 ويحمل رؤية هذه الفعالية الضخمة الخاصة بتواصل العقول من أنحاء العالم، ودعم التنوع والابتكار ومشاركة المعرفة لإنشاء فوائد دائمة للمنظمات. وسيمكّن البرنامج الشركات الناشئة والمبتكرين العالميين من ملاءمة أعمالهم مع دبي، من خلال الاعتماد على الشراكات المقامة إثر مشاركة بلادهم في أول معارض إكسبو الدولية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
كما سيحصل المتقدمون الرابحون في «سكيل2دبي»على دخول مريح إلى دبي ضمن «دستركت 2020»، بما في ذلك الدعم الذي يحتاجونه للتوسّع والتكيف كي يثبّتوا أقدامهم في السوق الإماراتية. وتشمل الفوائد التي يحصلون عليها مساحة عمل مجانية لسنتين، والدعم في تجهيز الأعمال، والتأشيرات، والمزيد. إضافة إلى ذلك سيحصلون على الدعم من البنية التحتية الملموسة والرقمية الممتازة في «دستركت 2020»، ومن موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومنظومتها المثالية للعمل والسكن. ويصب البرنامج في تمكين نمو الابتكار في مختلف القطاعات من خلال تزويد هذا الشركات الناشئة والصغيرة بالأدوات والبيئة التي يحتاجونها للإبداع والازدهار. وتهدف «دستركت 2020» إلى إنشاء منظومة قائمة على الابتكار من خلال جمع الشركات ببعضها، كبيرة كانت أم صغيرة، من مختلف القطاعات ومن مختلف أنحاء العالم ليتعاونوا ويكتسبوا ميزات تنافسية إضافية.
ولتحقيق هذا الطموح، يركز «سكيل2دبي»على جذب الشركات التي ما زالت في المراحل المبكرة من نموها والتي تعمل في القطاعات الأساسية لمستقبل دبي والاقتصاد القائم على الابتكار، إضافة إلى الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا الانتقالية الداعمة والضرورية لتحقيق الغاية من «دستركت 2020».
وستساهم الشركات الناشئة والمبتكرون العالميون المشاركون في «سكيل2دبي» في تنويع اقتصاد الإمارات، وبناء جيل جديد من الشركات التي توفر فرص العمل، وتحفز الإبداع، وتؤدي دورها كمنصة لجذب المواهب المختلفة – وجميعها تعتبر مكونات رئيسية في بيئة الابتكار التي توفرها «دستركت 2020».
وستحقق الشركات الصغيرة فوائد جمة من وجودها في هذه المدينة الذكية، التي توفر شبكة الجيل الخامس (5G)، وأفضل بنية تحتية ممكنة، لتمكين التقنيات المستقبلية، مع سهولة الوصول إليها والتنقل داخلها، بفضل خط المترو المباشر، الذي أنشئ تحت اسم «مسار 2020»، ضمن الخط الأحمر لمترو دبي، كما تقع «دستركت 2020»، في موقع ممتاز عند تقاطع شارع الشيخ محمد بن زايد وشارع إكسبو، وتبعد 45 دقيقة عن مطارين كبيرين، و15 دقيقة عن واحدة من أكبر مطارات الشحن في العالم، مطار آل مكتوم الدولي، إضافة إلى العديد من المزايا التي تجعل «دستركت 2020» نموذجاً مختلفاً من الوجهات العصرية، التي توفر مكاناً ممتازاً للسكن والعمل، وتلائم متطلبات المستقبل.
وفي إطار سياسة التخطيط طويل الأمد، نجحت منطقة «دستركت2020» قبل بدء فعاليات إكسبو 2020 دبي باستقطاب عدد من كبرى الشركات العالمية التي ستتخذ من المنطقة مقراً لعملياتها الإقليمية بعد انتهاء الحدث، حيث استأجرت شركة سيمنس الألمانية مكاتب في مبنيين في «دستركت 2020» لمدة عشرة سنوات، وستدير الشركة عمليّاتها في دبي بعد ختام إكسبو 2020 دبي. وستمتد المكاتب الجديدة لسيمنس على مساحة تبلغ نحو 11 ألف متر مربع، وستكون من بين المكاتب الأكثر تقدما من الناحية التقنية في دولة الإمارات، وستشكل قاعدة لشركتي سيمنس، وسيمنس للطاقة. ومن المتوقع أن يعمل نحو ألف موظف في المبنيين لصالح شركة سيمنس، بعد تحول موقع إكسبو 2020 دبي إلى دستركت 2020.
وسيشجع وجود الشركة الألمانية على تحقيق النمو في عدد من القطاعات، وتعزيز الابتكار، وإتاحة فرص عمل جديدة، في دستركت 2020، بما سيمثل قيمة مضافة لها في الأجل الطويل.
وبوصفها شريك البنية التحتية وعمليات التشغيل الذكية لإكسبو 2020 دبي من فئة شريك أول رسمي، سيكون وجود سيمنس في دستركت 2020 عاملا مهما جدا للمساعدة في تحفيز الابتكار وتبادل الأفكار بين المؤسسات في الكثير من القطاعات، وبشكل خاص قطاعات اللوجستيات والطاقة وتقنية المستقبل الرئيسية في دولة الإمارات.
كما تعتزم «أكسنتشر»، الشركة العالمية لخدمات التقنية المتخصصة، افتتاح مركز للتكنولوجيا الرقمية في «دستركت 2020»، فيما ستقوم «ميرك كي جي إيه إيه»، شركة العلوم والتكنولوجيا الألمانية الرائدة عالمياً في مجال العلوم المتقدمة والتكنولوجيا، بتأسيس «مركز ميرك للاستدامة» في «دستركت 2020» ويضم المركز برامج متنوعة تهدف إلى إيجاد حلول بحثية قائمة على تطبيق التقنيات والعلوم المتقدمة لتحديات الاستدامة. ويهدف «مركز ميرك للاستدامة» إلى تسريع مسار الحلول المستدامة للتحديات الحضرية العالمية، وبناء القدرات وتطوير المهارات عبر إطلاق مجموعة من البرامج التعليمية والبحثية، التي تشجع على التعاون والعمل المشترك في البحث والتطوير لدعم جيل جديد من المبتكرين وتحفيز مسيرة التحول نحو عالم أكثر استدامة. وسيضم المركز أيضاً حاضنةً للمشاريع الناشئة تركز على دعم نمو الشركات الجديدة في مجال الاستدامة. كما سيقوم المركز بتسهيل الاطلاع على الخبرات الواسعة واستخدام البنية التحتية لمجموعة «ميرك» الشركة الرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا.
من جانبها ستنضم شركة «أطلس كابيتال»، التي تتخذ من مدينة شنغهاي مقراً لها، إلى الشركات العاملة في «دستركت 2020» حيث ستؤسس لها مقراً خاصاً بتقنية «البلوك تشين» يمتد على مساحة 15,000 متر مربع في «دستركت 2020»، ما يدعم الجهود التي تبذلها المنطقة لتشكيل بيئة تقنية رائدة للبلوك تشين وغيرها من التكنولوجيا المستقبلية. وسيساعد هذا المقر على جذب مجموعة من الشركات الباحثة عن تبني تكنولوجيا البلوك تشين المتقدمة، من خلال تزويدهم بمساحة للتعاون، وإتاحة الخبرات العالمية لهم.
» بشار أكرم (صحفي اقتصادي(