طب الأسرة أو طب العائلة هو أحد التخصصات الطبية، وهو قائم على تقديم الرعاية الصحية الأولية الشاملة والمستمرة للفرد والأسرة للجنسين ولجميع الأعمار.
يرتكز طب الأسرة على عدة مبادئ أهمها:
• الوقاية من الأمراض
• الفحص المبكر للأمراض الشائعة
• تعزيز الصحة النفسية والبدنية على حد سواء
• التثقيف الصحي للأفراد والمجتمع
نشأ طب الأسرة في بدايات العام 1950 كتخصص منفرد، ومن الأخطاء الشائعة هو اعتقاد أن طبيب الأسرة هو طبيب عام، وفي الواقع هو تخصص يتراوح التأهيل له من سنتين إلى أربع سنوات ليكون طبيب الأسرة ملماً بأهم مبادئ هذا التخصص.
من هنا يسهل استنتاج أهمية طب الأسرة للمؤسسات العسكرية، والدور الفعال والتنوع لهذا التخصص، وتنسجم طبيعة تخصص طب الأسرة مع الأدوار الأساسية لسلاح الخدمات الطبية في السلم وأثناء العمليات. ففي السلم يتم تقديم الرعاية الطبية الأولية لمنتسبي القوات المسلحة وذويهم من جميع الأعمار وللجنسين بمركز زايد للرعاية الصحية الأولية في أبوظبي، وقسم طب الأسرة لمستشفى زايد العسكري في البطائح، والعيادات التابعة للقوات المسلحة. وفي هذه المراكز الصحية يتم تعزيز الصحة العامة وخلق فرص الفحص المبكر للأمراض والتثقيف الصحي وخدمات الإقلاع عن التدخين وإنقاص الوزن.
وفي العمليات ومع تنوع الحالات الطبية يكون طبيب الأسرة بمثابة الواجهة الأمامية لتقديم الرعاية الطبية وحلقة الوصل الأساسية لتنسيق العلاج الطبي المؤهل.
تتنوع الحالات التي يواجهها طبيب الأسرة خلال اليوم في العيادة مثل:
• التهابات الجهاز التنفسي العلوي
• أمراض ارتفاع ضغط الدم
• مرض السكري
• ارتفاع الكوليسترول
• الربو
• حالات الاكتئاب والتوتر
• آلم الظهر والمفاصل والعضلات
• التهاب العيون
• الأمراض الجلدية
وقد يواجه الطبيب أيضاً حالات أقل شيوعاً تتطلب مهارة في التشخيص، ومعرفة التخصصات الطبية الأنسب لتقديم الرعاية الصحية المؤهلة التي قد تفوق إمكانات مراكز العلاج الطبي الأولي.
تكمن مهارة طبيب الأسرة في القدرة على العلاج دون الحاجة لتحويل الحالات بصورة متكررة، وتنسيق العلاج مع الموارد والخدمات الصحية المتوفرة مثل مثقفي الصحة والمعالجين النفسيين والعلاج الطبيعي والعلاج المهني والتأهيلي.
حسب الإحصائيات، وفي النظام الصحي المثالي، تتراوح نسبة التحويل من طب الأسرة إلى التخصصات الطبية المتنوعة من 20 % إلى 30 %، وهذا ما يتيح للمؤسسات الطبية التركيز على تقديم العلاج للحالات الأكثر تعقيداً والحالات الطارئة، ويقلل العبء ووقت الانتظار للمرضى.
وتشير الدراسات أيضاً إلى أن الإنفاق الصحيح على الرعاية الصحية الأولية هو بمثابة استثمار في الموازنات المالية الصحية ويقلل على المدى البعيد الانفاق في علاج المضاعفات التي كان بالإمكان تجنبها من خلال الفحص والعلاج المبكر.
أثبتت جائحة مرض “كوفيد-19” أهمية القطاع الصحي للدول، ولخص هذه الأهمية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” بتغريدته: “بقي العالم لسنوات يتجادل.. من يقود الآخر، هل تقود السياسة الاقتصاد؟ أم الاقتصاد يقود السياسة؟ مَن العربة ومَن الحصان؟ واكتشفنا في زمن الكورونا.. أن الحصان وعربته تحملهما الصحة.. وتقودهما مرغمين حيث تريد.. وأن السياسة والاقتصاد يتقزمان أمام فيروس يجعل دهاة العالم في حيرة وخوف وتيه..!”
وأضافت الجائحة إدراكاً جديداً لأولويات القطاع الصحي وأهمية بناء أساسات متينة يرتكز عليها في وقت الأزمات، أساسات مثل الرعاية الصحية الأولية التي لعبت أدواراً مختلفة في التشخيص والعلاج والتثقيف واستقرار الجانب النفسي أثناء انتشار مرض “كوفيد-19” .
ختاماً، الصحة واجب ومسؤولية متبادلة تقع على عاتق الشخص والمؤسسة المقدِّمة للرعاية الصحية، والمبادرات هي نقطة التقاء الطرفين لتحقيق أهداف الجاهزية الصحية والبدنية للقوات المسلحة.
الرائد الطبيب/ حمد صالح حسن الظفيري، أخصائي طب الأسرة، سلاح الخدمات الطبية، وزارة الدفاع