الطبيب- سالم الكويتي )أخصائي طب أعماق والعلاج بالأكسجين عالي الضغط(
يعد برنامج الغوص العلاجي لمصابي الحروب وأصحاب الهمم الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويهدف لتطبيق أحدث العلاجات المتطورة على مستوى العالم وتفعيل سبل الرعاية والتأهيل لأصحاب الهمم وفق أفضل الممارسات العلمية لتمكينهم ودمجهم مع بقية فئات المجتمع.
وتقوم فكرة البرنامج على توفير بيئة خالية من الوزن تحت الماء لتساعدهم على الحركة باستخدام معدات الغوص التي يسهل السيطرة فيها على درجة الحرارة وجوانب السلامة المطلوبة.
أحرز البرنامج نتائج مبهرة خلال فترة زمنية وجيزة، إذ ظهرت النتائج على المصابين بشكل ملحوظ عن آثار الحرب وبتسريع اندماجهم واختلاطهم في المجتمع.
أهمية برنامج الغوص العلاجي:
حصل البرنامج العلاجي على الدعم الفوري من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة بالشراكة مع مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وقامت على توفير وتسهيل جميع السبل لاستمرار هذا البرنامج وتسخيره لخدمة الأفراد المستهدفة.
يسعى البرنامج إلى تقديم حلول شاملة تغطي كافة جوانب حياة الشخص المستهدف وأهمها:
الجانب الجسدي:
من خلاله يسعى إلى تحسين حركة أعضاء الجسم وإعطاء المشارك المرونة للقيام بمختلف الحركات معتمداً على نفسه، مع تقوية وتحفيز العضلات وتكييفها بحيث تصبح قادرة على أداء وظائفها من خلال الحركات التي يقوم بها المشارك تحت الماء والتي تساعده على تحريك أغلب العضلات التي يصعب تحريكها واقعياً.
الجانب النفسي:
يهدف إلى زيادة ثقة المشارك في نفسه وتقديره لذاته وتحسين الصحة بشكل عام، وتحفيز ذهنية المشارك وتوفير أجواء من الرفاهية المرح والسعادة والشعور بالإيجابية، وذلك باستخدام أساليب علاجية جديدة تختلف عن العلاجات التقليدية المتعارف عليها.
الجانب الاجتماعي:
يركز على سرعة دمج المشارك مع المجتمع وإعطائه الشعور بأنه عنصر فعال في محيطه وتطوير مهاراته الفردية وغرس حب العمل الجماعي لديه.
الفئات المستفيدة من البرنامج:
أصحاب الهمم وممن يعانون إصابات مرضية مثل إصابات الحبل الشوكي. وإصابات الدماغ المكتسبة والحالات العصبية مثل الشلل الدماغي والتصلب المتعدد والسكتة الدماغية واضطراب طيف التوحد واضطراب ما بعد الصدمة وممن يعانون القلق والكآبة وآلام الظهر أو من لديهم بتر في الأطراف الفردية والمتعددة.
الخطوات العلاجية:
يبدأ برنامج الغوص العلاجي بفحص المشاركين طبياً بواسطة أطباء مختصين في هذا المجال للتأكد من لياقتهم الطبية وملاءمتهم لهذا البرنامج، ومن ثم تبدأ عملية تدريبهم على معدات الغوص على أيدي مدربين اختصاصيين لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع أصحاب الهمم. وبعد التأكد من جاهزية المشارك وقدرته على التعامل مع معدت الغوص، تبدأ المرحلة العملية بواسطة الكادر الطبي المتخصص في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم.
وبشكل عام يحقق البرنامج نتائج متعددة الأبعاد لأصحاب الهمم، بدءاً من ممارسة الرياضة المرتبطة بحركة الجسم ضد مقاومة الماء، كما أن خاصية الطفو في الماء تعطي المشاركين الفرصة لاستكشاف وتطبيق مجموعة من الحركات الجديدة باستخدام أطرافهم، إضافة إلى مساعدتهم في اتخاذ وضعيات في الجسم يصعب تحقيقها على الأرض، وأخيراً فإن عملية الطفو وانعدام الوزن تجربة جديدة ومبهجة خاصة للأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.