إيماناً بدور المرأة المحوري في مختلف المجالات، ولأنها عنصر فاعل في المجتمع وركن أساسي في عملية التنمية، تعمل المملكة العربية السعودية جاهدة على إتاحة الكثير من الفرص الوظيفية أمام المرأة السعودية لتثبت نفسها، وتواكب تطلعات مجتمعها، وتساهم في نهضة البلاد في شتى المجالات، حيث إن تمكين المرأة السعودية ودعمها هو أحد أهم أركان “رؤية السعودية 2030”.
وتعيش المرأة السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم، على وتيرة إصلاحات وتغييرات جعلتهن أكثر تطلعاً إلى مستقبل تسود فيه المساواة بين الرجل والمرأة، لدرجة أن القيادة السعودية سمحت بدخول المرأة في المجال العسكري بشكل موسع، حيث حرص العاهل السعودي على إتاحة الكثير من الفرص والدورات التدريبية في القوة البدنية واستخدام الأسلحة وغيرها الكثير من الأمور التي تؤهل المرأة عسكرياً.
تجارب ملهمة
وقد أعلنت وزارة الدفاع السعودية مطلع 2020، عن افتتاح أول قسم نسائي عسكري في القوات المسلحة السعودية، وذلك لاستقطاب وتلبية احتياجات أفرعها في مختلف أنحاء المملكة من العنصر النسائي. وكانت وزارة الدفاع السعودية قد أعلنت مطلع أكتوبر الماضي 2019 عن فتح باب القبول والتجنيد للتقديم على الوظائف العسكرية النسائية، من رتبة (جندي أول- عريف- وكيل رقيب – رقيب).
وتولي المملكة، مجال التدريب في القطاع العسكري أهمية كبيرة، فقد اختارت مؤسسة مسك الخيرية السعودية 11 فتاة سعودية للمشاركة في البرنامج التدريبي لبناء وتطوير قدرات المرأة في قطاع الأمن وحفظ السلام، الذي أطلقته هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع وزارة الدفاع والاتحاد النسائي العام بدالإمارات في منتصف 2019 لتدريب 134 فتاة من 7 دول عربية، في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بأبوظبي. وعبرت فتاة سعودية تدعى إلهام العريني خلال مشاركتها في البرنامج، عن سعادتها الكبيرة لخوض هذه التجربة، وقالت في مقابلة مصورة مع موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الإمارات على “تويتر” إنها تؤمن “بقدرات ودور المرأة السعودية في شتى المجالات خاصة في مجال القيادة العسكرية وحفظ الأمن والسلام”.
كثيرة هي قصص النجاح والتفوق التي بدأت تحققها المرأة السعودية في القطاع العسكري خلال فترة وجيزة، وفي هذا السياق روت هيئة الصناعات العسكرية السعودية، المسيرة العلمية والمهنية، لإحدى مهندسات الطيران، المنتسبة للهيئة، ونشرت فيديو عبر حسابها الرسمي على “تويتر”، يحكي عن قصة شهلاء صالح العزاز؛ مهندسة الطيران السعودية، التي تخرجت من الولايات المتحدة الأمريكية، في تخصص Aerospace Engineering (هندسة الطيران والفضاء)، وتعمل حالياً في الهيئة. وسلط الفيديو الضوء على جوانب من مسيرة المهندسة السعودية العلمية والمهنية، وطموحاتها المستقبلية، حيث تقول شهلاء العزاز: “رغم صغر سني، وقلة عدد الفريق، إلا أننا استطعنا أن نتجاوز الكثير من التحديات”، وأردفت: “دور الهيئة هو تمكين الصناعات العسكرية السعودية، ومن هنا عرفنا حجم المسؤولية، ومن هذا المنطلق كانت إنجازاتنا، وكل ما نتمناه في الهيئة العامة للصناعات العسكرية، هو توطين 50% من الصناعات العسكرية”.
وتشهد الصناعات العسكرية السعودية تقدماً كبيراً، وأصبح للمرأة فيها دور ملحوظ، فقد ذاع صيت رائدة الأعمال السعودية طرفة المطيري في مجال صناعة وتجهيز الملابس العسكرية، بعد أن نجحت في تجاوز تحديات الدخول في هذا المجال، واخترعت بدلة عسكرية بتقنية معتمدة من مختبرات ومنظمات دولية للوقاية من أضرار الأسلحة الكيماوية، والأشعة تحت الحمراء، كما لا يمكن للكاميرات الحرارية كشفها أو تتبعها، الأمر الذي مكنها من إبرام صفقات وتوقيع عقود مع شركات عسكرية عالمية، وفتح لها باب المشاركة في أهم المعارض العسكرية والأمنية. وتقول المطيري التي تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمصنع “سندس الديباجة”، المتخصص في الصناعات العسكرية: “إن توجيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعدم إجراء أي صفقة أسلحة بدون منتج محلي، هو الأمر الذي شجعها ودفعها إلى التوصل في تصميمها لتصنيع هذه البدلة العسكرية بأيادٍ سعودية”.
البدايات
وقد انخرطت المرأة السعودية في قطاعات الأمن بوزارة الداخلية السعودية في العام 2018، عبر وظائف في مختلف المجالات من أهمها الجوازات والقطاعات الأمنية، كمكافحة المخدرات، وأقسام السجون، والبحث الجنائي، فضلاً عن عملها في الجمارك، والحراسات الأمنية في الأسواق والمستشفيات الحكومية والأهلية، كما وافق مجلس الشورى السعودي على توظيف النساء في قطاعات وزارة الحرس الوطني في الأعمال المساندة.