الاكتئاب الصيفي

لا ترتبط الإصابة بالاكتئاب بفصل الشتاء فقط، بل من الممكن أن يصاب به بعض الأشخاص خلال فصل الصيف، فالاكتئاب الصيفي يعتبر شكلاً من أشكال الاضطراب العاطفي الموسمي الذي يتمثل في تغيرات كبيرة في المزاج والسلوك والانخفاض الواضح في مستويات الطاقة والحيوية ، حيث تبدأ الأعراض لدى معظم المصابين في أواخر فصل الربيع أو أوائل فصل الصيف وتنتهي في الخريف. 

لذلك، فإن ما يميِّز الاكتئاب الصيفي عن الاكتئاب الشتوي هو أنَّه يحدث خلال الفصل الأكثر انشغالاً وأنشطةً في العام، وعندما يختلف نمط الحياة عن العادة، ويمكن أن تتداخل هذه الظروف مع الأحداث الحزينة أو الإجهاد المتواصل الذي يشعر به الفرد.

أسباب الاكتئاب الصيفي

يحدث الاكتئاب الصيفي بشكل أقل شيوعاً من الاكتئاب الشتوي، وحتى الآن لم يتم تحديد سبب واضح لحدوث هذا النوع من الاضطراب، لكن يعتقد أن لتغير مستويات هرمونَي السيروتونين والميلاتونين في الدماغ دور في ذلك، حيث يعمل هرمون السيروتونين على تنظيم الحالة المزاجية، كما يقوم هرمون الميلاتونين بتنظيم الساعة البيولوجية للإنسان، هذا وبالإضافة إلى وجود العديد من النظريات حول سبب إصابة الناس بالاكتئاب خلال أشهر الصيف مثل:

1- ارتفاع حرارة الطقس وزيادة عدد ساعات النهار والتي تعتبر من أبرز أسباب الإصابة بالاكتئاب في فصل الصيف، حيث يضطر الكثير من الأشخاص إلى البقاء في المنزل، لتجنب المناخ الحار، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والميل للعزلة.

2- التعرض لأشعة الشمس والتي تؤثر سلباً على توازن هرمونات الجسم، فالتغير في حرارة الطقس والتعرض لأشعة الشمس تؤدي الى خفض معدل هرمون السيروتونين، أو هرمون السعادة، مما يؤثر على الحالة النفسية العامة للأشخاص ويتسبب في الغضب وسرعة الانفعال عند التعامل مع الآخرين ومن ثم المعاناة من الاكتئاب.

3- التغير في الأنشطة المعتادة للفرد وعدم القدرة على القيام بالأنشطة المفضلة خلال فصل الصيف بسبب الحر والرطوبة مما قد يؤثر ذلك على المزاج والنشاط.

4- زيادة الوزن، حيث يخرج بعض الأشخاص من فصل الشتاء وهم يعانون زيادة في الوزن، مما يتسبب في ضيق الملابس الصيفية على أجسامهم، ومن ثم الشعور بالحرج والخجل عند التواجد في التجمعات، لذلك يفضلون الانعزال عن الآخرين.

5-المخاوف المالية وعدم القدرة على تحمل زيادة النفقات المالية بسبب تكاليف السفر والإجازات خلال فصل الصيف.

عوامل الخطورة

يزيد خطر حدوث اكتئاب الصيف لدى:

النساء بمعدل أربع مرات أكثر من الرجال.

الأشخاص الأصغر عمراً بشكل شائع بين 18 و30 عاماً. 

الأشخاص الذين يعانون اضطرابات نفسية أخرى مثل:

الاكتئاب الشديد

القلق النفسي ونوبات الهلع 

الاضطراب ثنائي القطب

الفصام

اضطرابات الطعام

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

كما أن هذه الحالة قد تزداد خطورتها وتأثيرها على المريض في مناطق العالم التي تعاني درجات حرارة عالية، مثل دول الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في فصل الصيف.

أعراض اكتئاب الصيف

يسبب اكتئاب الصيف مجموعة من الأعراض المزعجة وتشمل:

ضعف الشهية وفقدان الوزن.

القلق النفسي والشعور بالضيق وشدة الانفعال.

الأرق والخمول.

صعوبة في النوم (الأرق).

عدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة.

انخفاض الطاقة وصعوبة التركيز.

تشخيص وعلاج اكتئاب الصيف

تتداخل أعراض اكتئاب الصيف مع العديد من الاضطرابات النفسية، لذا يخضع الشخص غالباً لعدة تقييمات نفسية، ويتم كذلك إجراء فحوصات مخبرية، مثل: تعداد الدم الكامل، وفحص الغدة الدرقية لاستبعاد وجود أسباب جسدية.

ويتم علاج اكتئاب الصيف بطريقة أو أكثر من الطرق الآتية:

ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء مثل اليوغا وذلك للتخفيف من التوتر والقلق. 

العلاج النفسي ويُعرف أيضاً بالعلاج السلوكي المعرفي والذي يُساعد المريض على تحديد السلوكيات والأفكار السلبية والتعامل معها بالشكل الصحيح.

العلاج بالأدوية حيث يتم استخدام مضادات الاكتئاب المتنوعة بشكل شائع لعلاج اكتئاب الصيف أو الاضطرابات الموسمية عموماً. 

الوقاية من الاكتئاب الصيفي 

يمكن أن يؤدي الاكتئاب الصيفي إلى تغيير سلوكيات الأفراد وتحطيم معنوياتهم ورفع مستويات التوتر بشكل كبير، ولكن بشكل عام تعد حالات الاكتئاب الصيفي مؤقتة وعلاجها يتمثل في اتباع بعض النصائح التي من شأنها التخفيف من هذه المشكلة مثل: 

محاولة البقاء في الظل وتجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة.

الخروج من المنزل وتجنب العزلة في البيت.

البقاء على تواصل دائم مع الأصدقاء والأقارب وممارسة الأنشطة الاجتماعية بشكل منتظم.

تنظيم نمط الحياة والحفاظ على جدول أنشطة وعادات يومية منتظمة.

الحصول على قسط كافٍ من النوم يومياً لتجنب الإرهاق والتعب العام.

الحرص على ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي والسباحة بشكل منتظم للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية. 

القيام بأنشطة للاسترخاء وتخفيف الضغط مثل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والتأمل والقراءة والكتابة. 

البحث عن أنشطة ترفيهية ممتعة بعيداً عن الأماكن الحارة.  

تناول غذاء صحي ومتوازن يحتوي على المعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالطاقة وتساعد على التركيز بشكل أفضل.

الاهتمام بأخذ كميات كافية من الماء والسوائل الطبيعية لتحسين الترطيب والوقاية من الجفاف والحرص على تقليل الكافيين.

تجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالتوابل والابتعاد عن الأطعمة المصنعة واستبدالها بالأطعمة الطازجة.

الحرص على توفير وقت كافٍ للراحة خلال اليوم.

تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتخفيف الضغط النفسي والابتعاد عن المقارنات بأساليب الحياة المختلفة للمشاهير. 

طلب المساعدة الطبية مبكراً في حال تفاقم الأعراض أو عند الحاجة لذلك. 

الخلاصة

في النهاية لا يمكن الاستهانة بأعراض اكتئاب الصيف، حيث إنه يشير إلى توتر واكتئاب يهدد الصحة العقلية للشخص المصاب به، ويمكن للأشخاص الذين يشعرون بالملل والقلق والاكتئاب خلال فصل الصيف اتباع نمط حياة صحي يساعدهم على تحسين مزاجهم وصحتهم النفسية حتى يتمكنوا من التغلب على الأفكار والمشاعر السلبية اتجاه قدوم فصل الصيف.