DSC02558

«سافران» و«معهد الابتكار التكنولوجي»… شراكة استراتيجية لقيادة الجيل الجديد من الذكاء الجيوفضائي

في ظل التحولات المتسارعة في ميادين الدفاع وتنامي أهمية الذكاء الجيوفضائي في تعزيز الوعي الميداني واتخاذ القرار، برزت خلال معرض دبي للطيران خطوة نوعية جديدة تعكس توجهات رائدة نحو تطوير تقنيات أكثر استقلالية ودقة. فقد أعلنت “سافران إيه أي” (Safran.AI)، الذراع المتخصصة بالذكاء الاصطناعي ضمن “سافران للإلكترونيات والدفاع”، و”معهد الابتكار التكنولوجي” (TII)، نيتهما تشكيل تحالف استراتيجي لتطوير منصة جيل جديد من الذكاء الجيوفضائي (GEOINT) المعتمد على الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI).

يمثل هذا التحالف المرتقب محطة فاصلة في عملية تطوير حلول GEOINT الميدانية، حيث يجمع بين خبرة “سافران” الطويلة في تحويل بيانات الأقمار الصناعية عالية الدقة إلى معلومات استخباراتية جاهزة للاستخدام، وقدرات معهد الابتكار التكنولوجي في تطوير تقنيات الذكاء الوكيلي ومنصات التنسيق الذكية. ويهدف التعاون إلى ابتكار منظومة تحليل ذاتي قادرة على تحويل الصور الفضائية إلى استخبارات ذات قيمة عملياتية عالية، مدعومة بتوصيات وخيارات فعلية يمكن اتخاذها مباشرة في الميدان.

وبخلاف الأنظمة التقليدية التي تقتصر على الكشف الآلي، ستوفر المنصة الجديدة طبقة متقدمة من الفهم الجيوفضائي، قائمة على الدمج بين الذكاء الاصطناعي ووجود «العنصر البشري في الحلقة»، بما يسمح بتحليل سياقات معقدة والتنبؤ بالتحركات الميدانية واتخاذ إجراءات دقيقة بسرعة غير مسبوقة.

ويمثل توقيع اتفاقية التعاون خلال المعرض أول إنجاز رسمي ضمن مسار التحالف، تمهيداً لانطلاق العمل المشترك بين الجانبين. وسيركّز التعاون على ثلاثة محاور تقنية متقدمة تمثل جوهر الابتكار الجديد:

  1. أنظمة ذكاء اصطناعي جيوفضائي وكيلي

ستتيح هذه الأنظمة للمحللين طرح أسئلة استخباراتية معقدة باستخدام اللغة الطبيعية، والحصول على تقييمات سياقية بدلاً من مجرد طبقات كشف. وتعتمد على نموذج لغوي ضخم مدرَّب خصيصاً على سيناريوهات عسكرية، ما يخفف العبء الذهني على المستخدمين ويمنحهم فهماً أعمق للمشهد العملياتي.

  1. مصنع كواشف ذكاء اصطناعي موجّهة

يوفر هذا النهج القدرة على بناء نماذج ذكاء اصطناعي مخصصة بسرعة كبيرة ومن بيانات محدودة، مع ضمان سيادة البيانات والتحكم الكامل بالمعايير العملياتية، ما يعزز جاهزية المهام ويمنح الجيوش مرونة غير مسبوقة.

  1. محرك دمج متعدد الوسائط عالي الاستقلالية

يجمع هذا المحرك بين هندسة الاستخبارات التشغيلية من سافران وتقنيات التنسيق معهد الابتكار التكنولوجي، لتوفير صورة عملياتية موحدة في الوقت الفعلي، من مصادر تصوير متعددة، وفي مختلف الظروف الجوية.

وفي تعليق على هذا التعاون، قال سيباستيان فابر، الرئيس التنفيذي لـ “سافران إيه أي”: “على مدى 30 عاماً، بنت سافران للإلكترونيات والدفاع والإمارات العربية المتحدة علاقة تقوم على الثقة والطموح المشترك. ومن خلال هذا التحالف، نلتزم بتقديم حلول متقدمة تدعم احتياجات مجتمع الاستخبارات وتعزز الأمن الوطني وقدرات اتخاذ القرار”.

من جانبها، أكدت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، أهمية هذه الخطوة قائلة: “يمثل هذا التحالف خطوة حيوية نحو تحقيق سيادة في مجال الذكاء الجيوفضائي. إن دمج تقنيات الذكاء الوكيلي مع خبرة سافران في المجال، ينقلنا من مرحلة التحليل إلى الفهم الذاتي المستقل، لتتمكن الأنظمة من التفكير والتوقع والعمل. نحن نبني أسس ذكاء القرار الذي يعزز المرونة الوطنية ويعيد تشكيل كيفية إدراك الدول لبيئاتها العملياتية وطرق تأمينها”.

وبحسب الجانبين، سيبدأ الفريق المشترك عمله منذ اليوم الأول، مع توزيع أعضائه بين فرنسا والإمارات تحت مظلة واحدة تعكس ديناميكية غرف العمليات، حيث يلتقي الابتكار بالجاهزية الميدانية.

 

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض