تُعد شركة «تكسليس» (Texelis) الفرنسية إحدى أبرز الشركات المتخصصة في تطوير حلول التنقل العسكري للمركبات القتالية بجميع أنواعها، حيث جمعت بين الخبرة التقنية والرؤية المستقبلية لتتحول من مصنع لقطع الغيار إلى مزود عالمي لأنظمة تنقل متكاملة. وفي هذا الإطار، التقت مجلة «الجندي» السيد جان فانديل، المدير التنفيذي للشركة، لمعرفة المزيد عن مسيرته ورؤيته الاستراتيجية، ودور «تكسليس» في تطوير أحدث المنصات الدفاعية وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن مسيرتك المهنية التي قادتك إلى منصب المدير التنفيذي لشركة تكسليس.
بدأت مسيرتي المهنية في مجالي المبيعات وتطوير الأعمال بقطاعي السيارات والدفاع، ثم توليت قيادة أنشطة الشركة الدفاعية قبل أن أصبح مديرها التنفيذي. وخلال الـ 15 عاماً الماضية، شهدت وشاركت في التحولات الجوهرية التي مرت بها «تكسليس»، حيث تحولنا من مجرد مصنع لقطع الغيار مثل المحاور وعلب التروس، إلى شركة رائدة في تصميم وتطوير وإنتاج أنظمة تنقل متكاملة. واليوم، نحن فخورون بما وصلنا إليه من تقنيات متقدمة، منها أنظمة الدفع الهجينة المزودة بمحركات داخل العجلات، وناقلات الحركة الكهربائية المبتكرة للمركبات المجنزرة التي نطورها بالتعاون مع شركة «ميلريم» المتخصصة في الروبوتات والتابعة لمجموعة «ايدج». لقد اعتمدنا في استراتيجيتنا على بناء شراكات دولية لتطوير حلول شاملة للدفاع، سواء لمركبات رباعية الدفع (4×4) أو ثمانية الدفع (8×8)، ونحن فخورون جداً بشراكاتنا مع عدة دول مثل صربيا وفنلندا وإندونيسيا وغيرها خارج فرنسا.
شهدنا مؤخراً أخباراً لافتة عن «تكسليس».. ماذا يمكن أن تخبرنا عن أبرز مشاريعكم الحالية؟
تعد «تكسليس» المورد الرئيسي لحلول التنقل الخاصة بمركبة «سرفال» رباعية الدفع الجديدة، التي طُورت لصالح الجيش الفرنسي بالتعاون مع شركائنا في شركة KNDS الفرنسية. وبالفعل تم التعاقد على 2000 مركبة ضمن 35 فئة مختلفة، بدءاً من ناقلات الجنود وحتى أنظمة الدفاع الجوي قصير المدى. كما بدأت بلجيكا حالياً عملية التعاقد على هذه المركبة أيضاً، والتي حظيت باهتمام عدد من الدول الأخرى. وفي الوقت الحالي نروّج لهذه المنصة عالمياً تحت اسم «سيليريس»، ونبحث فرص تعاون مع شركاء جدد، بمن فيهم شركاء محتملون من دولة الإمارات.
وإلى جانب الحلول التقليدية التي نوفرها لشركائنا في مختلف أنحاء العالم، نعمل بشكل مكثف على تطوير أنظمة الدفع الهجينة للمركبات القتالية المدولبة والمجنزرة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك مركبة «فيكتور» من شركة «ميلريم» التي أشرت إليها سابقاً.
ما هي حلولكم رباعية الدفع.. وما الذي يمكن أن تقدموه لدولة الإمارات؟
نقدّم حلاً فريداً في مجال التنقّل البري؛ منصة عسكرية متكاملة خضعت لـ 5 أعوام من الاختبارات المكثفة ومدعومة باستثمارات بلغت ملايين الدولارات. كما نوفّر فريق خبراء كاملاً لمواءمة المنصة مع المواصفات المحلية، وبروتوكول إنتاج يسهم في إطلاق خط إنتاج محلي في أقل من عام.
وهذا ليس مجرد كلام نظري، فقد نفذنا ذلك بالفعل مع شركة PT SSE في إندونيسيا لمركبة لإنتاج مركبة P2 Tiger، وكذلك مع شركة INKAS الكندية، فضلاً عن مركبة سرفال التابعة للجيش الفرنسي التي تعتمد المنصة ذاتها، كما لدينا شركاء ومشاريع أخرى جارية حالياً.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد جميع شركائنا على سهولة وسرعة التعاون معنا، حيث تمكنوا من طرح مركبات عالية الأداء، متوافقة بالكامل مع معايير الناتو، ومهيأة للاستخدام في الأسواق المحلية والتصدير، وكل ذلك بأسعار تنافسية للغاية. ولا تعتبر «سيليريس» مجرد منصة، بل هي حل شامل يتيح للجميع النمو معاً: فبعض الشركاء لم يسبق لهم إنتاج مركبات تتجاوز حمولتها 10 أطنان، واليوم أصبحوا ينافسون في فئة 18 طناً، بينما تمكن آخرون من دخول عالم إنتاج المركبات لأول مرة. ونحن فخورون بدعم جميع شركائنا، وتبادل الخبرات بينهم، سواء في مجال التدريع أو الأنظمة أو غيرها من التقنيات، بما يعزز التكامل ويحقق قيمة مضافة للجميع.
ما الفرق بين منصة «سيليريس» وأي حلول تنقل أخرى؟
إلى جانب الجودة العالية، تعد «سيليريس» النموذج الأمثل للإنتاج المحلي. فهي مصممة بطريقة «التركيب من خلال مجموعات جاهزة»، بحيث تتضمن كل الوثائق والدعم الفني اللازم لإطلاق خط إنتاج جديد في منشآت الشركاء. ويذكر أن إنتاج المنصة تجاوز 200 مجموعة سنوياً لصالح الجيش الفرنسي وأسواق التصدير، ما يجعلها متاحة فوراً لأي برامج جديدة. وبفضل هذا الإنتاج المتواصل، يمكن ضمان أسعار مناسبة حتى ما بعد عام 2035، إلى جانب حصول العملاء على التحديثات المستقبلية ودعم يمتد لأربعين عاماً، كما نقدم للجيش الفرنسي.
وما يميز «سيليريس» حقاً هو نطاق الشراكة، حيث نعمل إلى جانب الشريك منذ مراحل تطوير المركبة، ونقوم بمواءمة المجموعات والبرمجيات مع احتياجات الشركاء الخاصة، كما نساعد في عملية الدمج والتجميع، ونتولى تدريب الفرق المحلية، لنضمن امتلاك شركائنا للسيطرة الكاملة على المنتج مع تسليم أول مركبة للمستخدم النهائي. وبعد بدء الإنتاج، تصبح المركبة ملكاً للشريك بالكامل، بشعاره وتصميمه، وكل ذلك خلال أقل من عام واحد.
هل تم تطوير أي مركبات باستخدام منصة «سيليريس» حتى الآن؟
نعم، تم تطوير ثلاث مركبات بالفعل. الأولى هي مركبة «سرفال» التابعة للجيش الفرنسي، حيث دخلت أكثر من 400 مركبة الخدمة حتى الآن، لتشكل الداعم الأساسي لقواته البرية، وتُستخدم في مهام متعددة بدءاً من ناقلات الجنود وحتى مكافحة الطائرات المسيّرة وحمل الصواريخ. المركبة الثانية هي «P2 Tiger» الإندونيسية، والتي تخضع حالياً للتجارب الصناعية. وتُعد نقلة نوعية لصناعة الدفاع في إندونيسيا، وقد تصبح رمزاً وطنياً للصناعة المحلية.
أما الثالثة فهي مركبة من تطوير شركة «INKAS» الكندية، والمتوقع الكشف عنها في معرض «ميليبول باريس» في نوفمبر المقبل. هذه المركبات الثلاث ليست سوى البداية، إذ تجاوزت الطلبات المؤكدة حالياً 2000 مركبة، وما زالت هناك فرص كبيرة لتطوير المزيد.
وأخيراً، هل تود توجيه رسالة عبر مجلة «الجندي» إلى المجتمع الدفاعي عامة، وفي دولة الإمارات على وجه الخصوص؟
نطمح بقوة للعمل في دولة الإمارات، وما زلنا نؤمن بأننا سنجد الشريك المناسب لتطوير مركبات جديدة معنا. نحن نبحث عن شركة لديها الرغبة في النمو السريع وتحقيق إنجازات كبرى دون انتظار الدوافع السياسية، شركة تدرك جيداً القيمة التي نقدمها، وأهمية امتلاك مركبات عسكرية حقيقية قادرة على خوض العمليات القتالية، بعيداً عن التصاميم المدنية غير المهيأة للانتشار الميداني.
» حوار : الجندي