كتاب الجندي

عرض كتاب: الطائرات من دون طيار.. الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية والقوى الصاعدة

يتناول الكتاب في فصوله الأربعة الرؤية الاستراتيجية والتعاون المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في مجال الطائرات من دون طيار، ويبين الملامح المستقبلية لهيمنة الدولتين على هذه الصناعة العسكرية، في ظل ظهور منافسين جدد؛ إذ دخل مجال المنافسة في هذه الصناعة كثير من الدول مثل الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة ومصر وتركيا.

أمريكا

تفتخر وزارة الدفاع الأمريكية بأن أسطولها من الطائرات العسكرية غير المأهولة قد ارتفع، خلال عقد واحد، من قرابة 50 طائرة إلى 7500 طائرة من أنواع وفئات مختلفة، تشكل 31% من الطائرات العسكرية الأمريكية، وتُستخدَم في جميع المجالات الجوية، والبرية، والبحرية؛ ولذا تعمل الوزارة على تدبير الموازنات المطلوبة لدعم هذه الصناعة التي سوف تحقق معدلات نمو إيجابية في العمالة تصل إلى 4.5% عام 2025.

وبرغم تعدُّد الشركات الأمريكية، التي تصنِّع أنظمة الطائرات غير المأهولة وتنوُّع إنتاجها العسكري والمدني؛ فإن مبيعاتها الخارجية تقارب 10% فقط من إجمالي حجم مبيعاتها؛ ولذا تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة مبيعاتها الخارجية، مع وضع مسألة حظر الأنواع الاستراتيجية في الحسبان.

وتصدِّر الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من أنظمة الطائرات من دون طيار، بدءاً من الطائرات الصغيرة، مثل رافين، حتى الطائرات الاستراتيجية (الفئة الأولى المحظورة) مثل: «بريديتور» و«جلوبال هوك»، وهي الفئة التي اقتصر تصديرها على دول أوروبية حليفة معدودة.

إسرائيل

وأما إسرائيل؛ فقد قطعت أشواطاً كبيرة في تصنيع الطائرات غير المأهولة منذ عام 1974. وهي تنتج طرازات عدَّة متنوعة الاستخدام مع أنظمة المعلومات والاتصالات والبرمجيات الخاصة بها، ويشتري سلاح الجو الإسرائيلي كثيراً من هذه المنتجات؛ إذ يخطط لإحلال الطائرات غير المأهولة خلال أربعة عقود أو خمسة محل الطائرات المأهولة في جميع المهام القتالية، كما تصدِّر إسرائيل هذه الأنظمة إلى عشرات الدول، ومنها دول متقدمة مثل: فرنسا، وروسيا، والصين؛ مستفيدةً من الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية على منتجاتها.

التعاون الأمريكي – الإسرائيلي

بدأ التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في مجال الطائرات غير المأهولة في سبعينيات القرن الماضي؛ حين زوَّدت الدولة الأولى الثانية بعشرات من هذه الطائرات، ولكن سرعان ما تبدلت الصورة؛ وأصبحت إسرائيل، منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، مصدِّراً رئيسيّاً لإمداد الولايات المتحدة بتكنولوجيا الطائرات غير المأهولة.

وتتجلَّى هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على أسواق الطائرات غير المأهولة في اعتماد معظم دول العالم عليهما في استيراد هذه الطائرات، أو مشاركتهما في برامج إنتاجها؛ إذ يتركز معظم طلب الاتحاد الأوروبي على أنظمة الطائرات الأمريكية من دون طيار، أو على الأنظمة الأوروبية الهجينة التي صُنعت في إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، مضافاً إليها أجهزة استشعار صنعتها شركات أوروبية.

وتُعَدُّ الولايات المتحدة الأمريكية من المورِّدين الأساسيين لدول أوروبا وحلف «الناتو»، وتسهم في برامج الحلف للاستثمار في هذه الصناعة.

وتنتشر الطائرات من دون طيار، التي تصنعها الشركات الإسرائيلية أو تشارك في صنعها، في دول ومناطق آسيوية عدة؛ كما تُبدي وزارة الدفاع الإسرائيلية مرونة في بيع هذه الطائرات لدول إفريقيا لأسبابٍ استراتيجية.

ويرى المؤلف أن الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية على صناعة الطائرات غير المأهولة تتجه إلى الزوال مع امتلاك كثير من الدول برامجها الخاصة لإنتاج هذه الطائرات.

وعلى سبيل المثال تنشط دول أوروبية؛ مثل: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج في إنتاج الطائرات من دون طيار الصغيرة أو المتناهية الصغر.

وتسعى شركة «داسّو أفياسيون» الفرنسية إلى إنتاج الطائرة الشبح «داسّو نورون»، كما تشارك نظيرتها البريطانية «بي أيه إي سيستمز» في إنتاج طائرة متوسطة الارتفاع.

وثمَّة مشروعات لمجموعة «إيرباص» بالتعاون مع ألمانيا وإيطاليا لتصنيع الجيل المقبل من الطائرات غير المأهولة المتوسطة الارتفاع العالية التحمُّل مثل الطائرة “تالاريون”.

الصين

وتمتلك الصين برامج مبتكَرة لأنظمة متنوعة الفئات من الطائرات من دون طيار، وتُعَدُّ منافَستُها للولايات المتحدة الأمريكية في إنتاج الطرازات الاستراتيجية مسألة وقت فقط.

الشرق الأوسط

وفي الشرق الأوسط طوَّرت إيران طرازات مختلفة من الطائرة «أبابيل» اعتماداً على التكنولوجيا الروسية؛ وطوَّرت باكستان الطائرة المحلية الصنع “شاهبار”، والطائرة “فالكو” بشراكة إيطالية؛ وتمتلك تركيا منتجات محلية قوية من طرازات: “بيرقدار”، و”مالازجيرت”، و”فيستل”، و”أنكا”.

وحصلت تركيا على طائرات إسرائيلية متنوعة، كما حصلت على طائرات أخرى أمريكية الصنع. وأفادت تقارير أن دولة الإمارات العربية المتحدة سعت، في فبراير 2013، إلى شراء طائرات أمريكية استراتيجية تنتجها شركة “جنرال أتوميكس”.

الدول العربية وفي المنطقة العربية تُعَدُّ دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في هذا المجال، وقد أَسست شركة «أبوظبي لاستثمارات الأنظمة الذاتية (أداسي)» للاستثمار في هذه الطائرات، وخلال معرض دبي الدولي للطيران عام 2011 كشفت شركة «أدكوم» عن نموذج نظام طائرة الاستطلاع «يونايتد 40» المتوسطة الارتفاع العالية التحمُّل.

أضف إلى ذلك الطائرة الاستراتيجية «سمارت-آي 1» التي صمَّمتها وصنعتها شركة «أدكوم» في وقت سابق، والطائرة التي تعمل على إنتاجها من طراز «يبهون يو أيه في هنتر».

كما بدأت مصر، في عام 2012، إنتاج نظام الطائرة من دون طيار المتعددة المهمات «أيه إس إن 209»، عبر الهيئة العربية للتصنيع، وتجاوز الإسهام المصري في مكوناتها نسبة 99%؛ ودخلت مرحلة التشغيل الكامل في القوات المسلحة المصرية.

معلومات المؤلف:
ربيع محمد يحيى

عمل محرراً ومترجماً في قطاع الأخبار في التلفزيون المصـري.

عمل مقدم برامج حوارية سياسية ونشـرات إخبارية بقناة النيل الدولية في التلفزيون المصـري بين عامي 2002 و2011.

نُشـِرت له تحقيقات ومقالات كثيرة بصحف مصـرية وعربية في الشأن الإسـرائيلي.

حاصل على ليسانس ألسن، تخصص لغة عبرية، من جامعة عين شمس في القاهرة عام 2000.

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض