تواصل دولة الإمارات، ودول الخليج عموماً، مسيرتها الطموحة، نحو التحوّل الرقمي الشامل، وتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية، عبر الاستثمار في أحدث تقنيات الاتصال والتنقل الذكي والأمن السيبراني. وفي قلب هذا التحوّل، تبرز شركة «سامسونج للإلكترونيات الخليج» كشريك موثوق للجهات الحكومية والقطاعات الحيوية، بفضل ما تقدّمه من حلول مبتكرة متقدمة تلائم المتطلبات التشغيلية للعمليات الحرجة. وفي هذا السياق، أجرت مجلة «الجندي» الحوار التالي مع السيد وسام أبو صايمة، نائب رئيس الشركة ورئيس قسم أعمال المؤسسات في «سامسونج للإلكترونيات الخليج»، للحديث عن مسيرته المهنية، ورؤية الشركة لتعزيز قدرات الدفاع والأمن في المنطقة، وأحدث الابتكارات التقنية التي تقدمها للمؤسسات.

حدثنا عن مسيرتك المهنية والطريق الذي أوصلك إلى منصب نائب الرئيس ورئيس قسم أعمال المؤسسات في سامسونج للإلكترونيات الخليج؟
ركزت مهنياً منذ البداية على التكنولوجيا والابتكار، قبل أن يتحول تركيزي إلى دعم المؤسسات في المنطقة لاعتماد حلول تقنية آمنة ومتوافقة مع المتطلبات التنظيمية، وقادرة على تعزيز عملياتها التشغيلية.
ومع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن قطاعات الدفاع والحكومة والنقل واللوجستيات والمرافق الصحية والطاقة في الخليج تطلب أمراً واحداً: أجهزة عملية مخصصة للمؤسسات، تضع الأمن أولوية منذ البداية. ومن خلال قيادة فريق أعمال المؤسسات في سامسونج الخليج، نعمل على الجمع بين ابتكاراتنا الرائدة ومنصة Samsung Knox وشراكاتنا مع الجهات الحكومية، لضمان أن تعمل المؤسسات في بيئات حساسة وحرجة بكل ثقة.
نحن فخورون بدعم جهود الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، والأمن السيبراني، وتعزيز جاهزية البنية الرقمية الوطنية، بما يتماشى مع رؤيتها لتكون مركزاً عالمياً للتقنيات المتقدمة والاقتصادات المعتمدة على البيانات.
ومن خلال حلولنا المتقدمة والتزامنا بتطوير بنية تحتية داعمة لشبكات الجيل الخامس، نمكّن المؤسسات والجهات الحكومية من بناء منظومات رقمية أكثر ذكاءً وسرعة وأماناً. وبصفتنا أحد رواد التكنولوجيا، نفخر بدورنا الفاعل في دعم وتمكين هذه الرؤية الوطنية.

كيف تُسهم سامسونج في تعزيز حلول الدفاع والأمن في منطقة الخليج؟
تشهد المنطقة تحولاً رقمياً متسارعاً يقوده دعم حكومي واستراتيجيات وطنية واضحة، وسامسونج شريك أساسي في تنفيذ هذا التحول، بفضل قدراتها في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتحول الرقمي.
وتتم مساهمة الشركة عبر ثلاثة محاور رئيسية:
1. توفير أجهزة Galaxy الميدانية القوية، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف المقاومة للحرارة العالية والغبار والاهتزاز، والمصممة لقطاعات الدفاع والشرطة والموانئ وقطاع النفط والغاز.
2. تعزيز الأمن السيبراني عبر منصة Samsung Knox المدمجة في الأجهزة على مستوى العتاد والنظام، والتي تقدّم حماية من الدرجة الدفاعية.
3. تكييف حلول سامسونج محلياً، بحيث يمكن تشغيلها ضمن شبكات خاصة أو بيئات سيادية، بما يتوافق مع متطلبات الجهات الحكومية، والدفاع، والطاقة، والنقل.

ما هي الرؤية الاستراتيجية لسامسونج تجاه قطاعي الدفاع والأمن في الشرق الأوسط؟
تتمثل رؤية سامسونج في ضمان حماية منظومات العمل في القطاعات الحيوية «من جميع الزوايا»، بحيث تكون الأجهزة آمنة منذ جذورها، قابلة للإدارة على نطاق واسع، ومتوافقة مع اللوائح التنظيمية المحلية.
كما نوفر للمؤسسات الدفاعية والأمنية إدارة كاملة للأجهزة داخل مقراتها، مع إمكانية الدمج مع منصّات القيادة والسيطرة، بالإضافة إلى تخصيص الإكسسوارات وواجهات الاستخدام لتناسب متطلبات العمل الميداني.
كما تمتد هذه المنهجية إلى القطاعات المدنية الحيوية، مثل الموانئ والمطارات والمرافق، دون الحاجة إلى إعادة بناء البنية الرقمية في كل مرة.
ما أبرز الابتكارات التي تقدمها سامسونج للقطاعات الدفاعية والأمنية في الخليج؟
صُممت أجهزة سامسونج لتتنقل بسلاسة بين المكتب والمركبة والميدان، مع الحفاظ على الأداء العالي والأمان.
وهذا ينطبق على سلسلة أجهزة Galaxy المتينة والتي صُممت خصيصاً لتلبية احتياجات قطاعي الدفاع والأمن، حيث تدعم الاستخدام بالقفازات، والبطاريات القابلة للتبديل السريع .(Hot-Swap) إلى جانب أحدث إصدار من نظام أندرويد وواجهة One UI من سامسونج، بما يضمن عمل التطبيقات التشغيلية بسلاسة.
وعند ربط الجهاز بمنصة Samsung DeX، يمكن استخدامه كمحطة عمل كاملة، ما يقلل عدد الأجهزة التي تحتاج المؤسسة إلى تأمينها. أما على صعيد الاتصال، فنحن نمكّن الجهات من تشغيل الأجهزة ضمن شبكات الجيل الخامس الخاصة (Private 5G) وشبكات Wi-Fi المتقدمة، وهي ميزة ضرورية ليس فقط للقواعد والمنشآت العسكرية، بل أيضاً للموانئ الذكية، والحقول النفطية، والمتاجر الكبرى والمراكز التجارية التي تعتمد على شبكات مغلقة. وكل ذلك يتم ضمن منظومة الأمان Knox، بحيث يظل مستوى الحماية ثابتاً حتى مع اختلاف طبيعة المهام، سواء كانت تطبيقات تكتيكية، أو لوجستية، أو صحية.
وتُعد سامسونج أيضاً الشركة الوحيدة في هذا المجال التي توفر قدرات الذكاء الاصطناعي على مستوى الجهاز نفسه (On-Device AI) عبر منظومة التنقل الخاصة بها، ما يسمح ببقاء البيانات الدفاعية أو الصناعية الحساسة على الجهاز دون الحاجة لإرسالها إلى السحابة العامة. كما ندعم توفير نسخ برمجية مخصصة عند الطلب، بحيث تصل الأجهزة إلى العملاء مهيّأة بالتطبيقات والإعدادات وخصائص الحماية منذ اليوم الأول. ويسهم تخصيص التجربة وفق صوت العميل ولغته وآليات عمله في تعزيز سرعة تبنّي الحلول وتقليل الأخطاء لدى فرق الخطوط الأمامية.
وبفضل الشراكات المباشرة التي تجمع سامسونج بالجهات الحكومية وبالقطاعات الدفاعية والأمنية، نعمل عن قرب على توفير أفضل المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجاتهم التشغيلية وتنسجم مع أهدافهم الاستراتيجية.
كيف تلبي حلول سامسونج الاحتياجات العسكرية والدفاعية في الإمارات والخليج؟
تحتاج المؤسسات الدفاعية والعسكرية في المنطقة إلى أجهزة تتحمل ظروف التشغيل القاسية، وتتكامل بسلاسة مع البرمجيات العسكرية القائمة، وتكون قابلة للإدارة والتحكم بشكل مركزي.
وتأتي سلسلة “Galaxy Tab Active” و”XCover” لتلبي هذه الاحتياجات، حيث تحمل شهادات التحمل MIL-STD-810H ودرجات حماية IP، مما يجعلها مناسبة للاستخدام في الصحراء، والمركبات، والبيئات البحرية. وتكمن ميزة هذه الأجهزة في أنها تعمل بنظام أندرويد متكامل وحديث، مما يمكن المؤسسات من استخدام تطبيقاتهم الموجودة بالفعل. وعلى عكس المنافسين، تتميز أجهزتنا بالنحافة والتصميم السلس، كما تقدم منصة Knox Suite أدوات متقدمة لفرض السياسات الأمنية مثل تعطيل الكاميرات في المناطق الحساسة، منع التخزين الخارجي، فرض استخدام VPN، وإدارة التحديثات ومراقبة حالة الجهاز.
كيف تسهم شراكات سامسونج مع الوزارات والجهات الحكومية في الإمارات والمنطقة في تشكيل منهجيتها للابتكار في قطاعي الدفاع والأمن؟
تلعب الشراكات المؤسسية في دولة الإمارات ودول الخليج دوراً جوهرياً في منظومة عمل سامسونج، إذ تتيح لنا الوزارات، والجهات الأمنية، ومشغلو البنى التحتية الحيوية اختبار حلولنا في ظروف تشغيل حقيقية، تشمل درجات الحرارة المرتفعة، واهتزاز المركبات، والعمل مع فرق متعددة اللغات، إضافة إلى البيئات الشبكية الخاصة التي تخضع لضوابط صارمة ومعقدة لحوكمة المحتوى. هذا التعاون العملي يمنحنا رؤية دقيقة حول ما يجب تطويره في متانة الأجهزة، وما يتطلب تبسيطاً إضافياً في تجربة الاستخدام، وما ينبغي أن يكون قابلاً للتحكم المباشر من قبل مراكز عمليات الأمن السيبراني ومراكز التحكم الشبكي التابعة للجهات الحكومية.
ونحن نترجم هذه التجارب إلى حلول مصممة خصيصاً للمنطقة، وهو ما يفسر سبب توافق الأجهزة والسياسات الأمنية التي نقدمها لقطاع الدفاع مع احتياجات قطاعات أخرى مثل النقل، اللوجستيات، المطارات، الموانئ، والمرافق. فهذه الشراكات المحلية هي التي تجعل من المنتجات العالمية حلولاً قابلة للتطبيق بفعالية في بيئة الخليج، ونفخر بالثقة التي توليها لنا الحكومات المحلية في دعم مهماتها الحيوية ومشاريعها الاستراتيجية.
ما هي أولويات سامسونج الاستراتيجية لقطاعي الدفاع والأمن في الخليج خلال 5 – 10 سنوات المقبلة؟ وكيف ترون دوركم في دعم مسيرة التحديث الدفاعي في المنطقة؟
تتمثل استراتيجيتنا المستقبلية في ترسيخ مكانة سامسونج كمنصة رائدة لأمن الأجهزة والتنقل المؤسسي في المنطقة، عبر توفير أجهزة آمنة منذ التصميم، قادرة على تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه، والعمل ضمن شبكات الجيل الخامس الخاصة، وإتاحة إدارة مركزية داخل مقرات المؤسسات عند الحاجة. ونهدف إلى تمكين المؤسسات الدفاعية من بناء طبقة من نقاط النهاية (endpoints) الموثوقة والثابتة والتي تشكل قاعدة أساسية لتطوير حلول حديثة مثل اللوجستيات الرقمية، القواعد الذكية، وأنظمة الاتصال الميداني الآمن.

هل تود توجيه رسالة عبر مجلة «الجندي» إلى المجتمع الدفاعي في دولة الإمارات أو في المنطقة بشكل عام؟
رسالتي واضحة: الأمن في سامسونج ليس شعاراً.. بل مبدأ تشغيلي يُطبق على الجهاز ذاته. فكل ما نطوره ـــــ من الذكاء الاصطناعي المحلي بدون سحابة، إلى شبكات الجيل الخامس الخاصة، إلى إدارة Knox داخل مقرات الجهات ـــــ مصمم ليضمن أن تكون البيانات الحساسة تحت سيطرتكم الكاملة، وأن تبقى عملياتكم مؤمنة بالكامل. ونحن ندرك أن مجتمع الدفاع في المنطقة يضع السيادة الرقمية، والموثوقية، والدعم طويل الأمد ضمن أولوياته القصوى، وسامسونج ملتزمة بتلبية هذه المتطلبات في الإمارات وعلى مستوى دول مجلس التعاون.
» حوار الجندي










