web_0005_Layer 2

هيثم عوينات الرئيس التنفيذي لشركة «رماية» التابعة لمجموعة «ايدج» للجندي XRANGE تُعزز قدرات الدولة وتُسرّع تطوير وتصدير التكنولوجيا الدفاعية

تُواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها الريادية كمركز عالمي للابتكار الدفاعي، وذلك بفضل تنفيذ رؤيتها الطموحة نحو السيادة التكنولوجية وبناء قدرات وطنية متقدمة. وفي هذا الإطار، التقت مجلة «الجندي» السيد هيثم عوينات، الرئيس التنفيذي لشركة رماية، التابعة لمجموعة ايدج، لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه منشأة XRANGE في تطوير قدرات الاختبار والتقييم والتدريب المتكامل، ودعم الصناعات الدفاعية المحلية، وأجرت معه الحوار التالي:

حدّثنا عن مسيرتك المهنية؟
امتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة الواسعة في قطاعات الدفاع والطيران، مع تركيز خاص على إدارة العمليات، وإدارة البرامج، والتسليم الاستراتيجي. وقبل انضمامي إلى «رماية»، تولّيت عدداً من المناصب القيادية في مؤسسات حكومية وخاصة، واكتسبت خبرة عملية في إدارة البرامج الدفاعية المعقدة وتشكيل فرق العمل متعددة التخصصات. انضممت إلى «رماية» بدافع الشغف بالابتكار والتميّز التشغيلي، وكان هدفي هو تطوير قدرات الاختبار والتدريب. وبدعم من مجموعة ايدج، نجحنا في تحويل «رماية» إلى كيان رائد إقليمي في مجالات التقييم متعدد المجالات. ويشرّفني أن أكون جزءاً من هذا التحوّل في وقت تُركّز فيه دولة الإمارات على تطوير تقنيات سيادية وبنية تحتية دفاعية متقدمة.
ما دور XRANGE في دعم تطوير وتصدير التقنيات الدفاعية المصنّعة في دولة الإمارات؟
تلعب منشأة XRANGE دوراً رئيسياً في تمكين مبادرة «اصنع في الإمارات»، ونلتزم بدورنا بدعم المطوّرين المحليين في دولة الإمارات خلال سعيهم لتحقيق رؤية الثورة الصناعية الرابعة (industry 4.0).
تساهم XRANGE في تسريع الابتكار من خلال توفير منصة متقدمة للاختبار والتقييم والتجريب. فهي تتيح لمطوّري أنظمة الدفاع والطيران إجراء اختبارات الأداء والسلامة في بيئة وطنية، ما يقلّل الاعتماد على المنشآت الخارجية ويوفّر الوقت والتكلفة.
ولا تخدم XRANGE القطاع الدفاعي والأمني فقط، بل تخدم قطاعات وتكنولوجيا ناشئة أخرى، لمواجهة التحديات المستقبلية المختلفة، فعلى سبيل المثال، تدعم XRANGE مشروع Mira Aerspace – التابع لشركة Space 42 والمسؤول عن تطوير منصة HAPS (High Altitude Pseud Satellite) الفضائية، عبر تقديم الدعم اللوجستي والمجال الجوي والتخطيط للمهام.
ويوضح هذا المثال كيف يمكن لمنصات دعم التطوير أن تحقق فوائد كبيرة لدولة الإمارات، وخاصة في مجالات المراقبة البيئية، والزراعة، وتطبيقات الطاقة المستقبلية.
كيف تساهم XRANGE في تحقيق رؤية دولة الإمارات بأن تكون مركزاً عالمياً لحلول الدفاع والأمن؟
تعد منشأة XRANGE إحدى الأصول الاستراتيجية لدولة الإمارات، وموقعاً مثالياً للتجارب المشتركة بين الشركاء المحليين والدوليين، حيث توفّر فرصة للتقييم الواقعي للأنظمة ضمن بيئة مناخية حارة قاسية تمثل تحدياً حقيقياً للأنظمة الدفاعية.
وبفضل بنيتها المتعددة المجالات، تفتح XRANGE آفاقاً وأسواقاً جديدة ذات الصلة بقطاعات الطاقة، والأنظمة ذاتية القيادة، والروبوتات، والفضاء، وإدارة الكوارث. فهي ليست مجرد ميدان للاختبار، بل هي مركز حيوي للتطوير التقني متعدد الاستخدامات.
تُقدّم XRANGE حلول تدريبية مُخصصة للقطاع التجاري، وجهات إنفاذ القانون، والأفراد العسكريين.ما هي العوامل الرئيسية التي تجعلها قابلة للتكيف مع متطلبات المستخدمين المتنوعة؟ وكيف يستفيد عملاء الدفاع من ذلك من حيث الكفاءة التشغيلية والتكلفة؟
ما يميز XRANGE هو بنيتها المعيارية، التي تتيح للجهات المختلفة تخصيص عمليات التقييم والتجريب وفقاً لمتطلباتهم التشغيلية. كما أن المرونة التشغيلية تسهم في تقليل عدد النماذج التجريبية، وتقليص وقت اتخاذ القرار، وتجنّب التعديلات المكلفة، كما أنها مزوّدة بأنظمة متقدمة، واتصالات آمنة، وعمليات اختبار مبسطة وفعالة وفقا للمتطلبات التشغيلية . تُسهم قابلية التعديل في منشآت وأنشطة الاختبار والتقييم (TT&E) في تقليل عدد النماذج الأولية ودورات الاختبار، مما يُسرّع عملية اتخاذ القرار ويُقلل من تكاليف إعادة التصميم أو التعديلات المكلفة. يُساعد الاكتشاف المبكر للمشكلات على حلها بسرعة، مما يُمكّن الشركات المصنعة من طرح منتجات متطورة ورائدة في السوق بثقة.
ومن الميزات الأخرى التي تميزنا عن منافسينا هو نهجنا المرن، الذي يُتيح للعملاء الوصول إلى نظام XRANGE خلال أسابيع وليس أشهر، وذلك من خلال نظام الحجز المتقدم لدينا.

ما هي التدابير التي تعتمدها XRANGE لضمان تنفيذ آمن، ومأمون، وفعّال لعمليات الاختبارات والتجارب؟
في XRANGE، نضع السلامة والأمان في صميم كل ما نقوم به. فنحن نتعامل مع أنظمة تجريبية ما زالت حدود أدائها القصوى قيد الاستكشاف، وهدفنا هو اختبار هذه الحدود ودفعها إلى آفاق جديدة. إلا أن السعي إلى الابتكار لا يكون على حساب السلامة. تأتي السلامة في قمة الأولويات. فنحن نعتمد إجراءات دقيقة ومدروسة لتقليل المخاطر على المنصات، والأهم من ذلك الحفاظ على سلامة الأفراد. ومن خلال التزامنا الصارم بتطبيق أعلى معايير السلامة في جميع مراحل الاختبار، نوفر بيئة آمنة تمكّن شركاءنا من تطوير تقنيات متقدمة بكل ثقة. علاوة على ذلك،تعتبر السلامة في XRANGE ثقافة مؤسسية متجذّرة. إذ يتمتع جميع العاملين بصلاحية إيقاف أي اختبار في حال وجود أي خطر، دون أي عواقب وبدعم كامل من الإدارة. كما تم تأسيس «مجلس سلامة التجارب» الذي يُراجع بدوره كل عملية تجريبية بدقة ولا يسمح ببدء أي اختبار ما لم تكن المخاطر ضمن حدود آمنة، كما نعمل مع العملاء على حل أي تحديات تخص السلامة قبل متابعة العمل.
وفيما يخص نظام الأمن، تخضع المنشأة لنظام مراقبة وتفتيش صارم، بما يشمل نقاط تفتيش مشددة، كما يتم تأمين ميادين الرماية الحية والمناطق الحساسة بأسوار وحراسة على مدار الساعة، وتخضع إجراءاتنا الأمنية لمراجعات دورية من قبل وزارة الدفاع الإماراتية، لضمان الالتزام الكامل بأعلى معايير الحماية والجاهزية.
أما بالنسبة للأمن السيبراني، فنمتلك بنية رقمية محمية باستخدام أبراج تتبع مشفّرة تعمل كـ «قفص فاراداي» يمنع تسرب البيانات أو أي اختراق للإشارات.
كما ندمج هذه التقنية مع أنظمة الرادار الجوي، ومراقبة الطقس، وتحليل الطيف الترددي، في مركز تحكم مركزي واحد، ما يوفر رؤية شاملة ودقيقة لدعم السلامة في جميع مراحل الاختبار.
ولتعزيز مستويات الأمان، نتيح أيضاً إمكانية عزل أنشطة العملاء – سواء افتراضياً أو فعلياً – لضمان عدم حدوث أي تداخل خلال عملياتهم داخل الموقع.
أما من ناحية المجال الجوي، فيتيح إشعار الطيران (NOTAM) الخاص بـ XRANGE تنفيذ العمليات الروتينية حتى ارتفاع 10,000 قدم، وهو ما يبقى ضمن نطاق آمن بعيد عن مسارات الملاحة الجوية التجارية القريبة من جزيرة أبو الأبيض. وفي حال الحاجة إلى اختبارات على ارتفاعات أعلى، نعمل بتنسيق وثيق مع سلطات الملاحة الجوية المدنية والعسكرية في دولة الإمارات بهدف ضمان إدارة دقيقة وآمنة لكافة الأنشطة الجوية.

ما أبرز التوسعات أو الابتكارات المقبلة التي تعمل عليها XRANGE؟
خلال فترة قصيرة منذ الإطلاق ، وسّعنا نطاق عملنا ليشمل عملاء من داخل الدولة وخارجها. أعلنا مطلع العام الجاري عن افتتاح مدرج جديد بطول 1.2 كم لاختبارات الطائرات المسيّرة في مدرج مطار أبو الأبيض، إضافة إلى مدرجين طارئين بطول 800 م لضمان السلامة أثناء اختبارات الطيران. كما افتتحنا منشأة اختبارات بيئية متقدمة تُجري اختبارات على المكونات بحسب معايير MIL-STD-810H الدولية، وتشمل اختبارات الاهتزازات، والحرارة، والرطوبة، والصدمات. وتهدف هذه المنشأة إلى توفير بيئة اختبار واقعية تمكّن المصنعين من تقييم مدى تحمّل منتجاتهم للظروف القاسية وضمان جاهزيتها للتشغيل الميداني. نعمل حالياً على بناء منشأة لاختبار مقاومة العربات المدرعة ضد التهديدات الباليستية والانفجارية بما في ذلك قاذفات القنابل (RPGs)، والأسلحة الخفيفة، والألغام، والعبوات الناسفة، بما يتماشى مع معايير STANAG-4569 الدولية.
ولدعم رؤيتنا طويلة المدى، نطوّر قدراتنا في هندسة الأنظمة وتوسيع نطاق عملياتنا بهدف الوصول إلى قاعدة عملائنا الدوليين.
كيف تُعزز XRANGE القدرات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتنافسية العالمية، والجاهزية التشغيلية؟
XRANGE ليست مجرد ميدان للاختبار، بل منصة وطنية للاستكشاف والابتكار عبر مختلف القطاعات. فهي تلعب دوراً محورياً في دعم الجاهزية العملياتية، وتعزيز التنافسية العالمية من خلال بناء القدرات المحلية، وتطوير الكفاءات، وتشجيع البحث والتطوير، كما تساعد على سد الفجوة بين التصميم النظري والواقع التشغيلي، وتعزز من تطوير الحلول الدفاعية والأنظمة المتكاملة في ميادين البر والجو والبحر والفضاء والمجال السيبراني، مما يضمن تكاملها وموثوقيتها وفعاليتها في بيئات التشغيل المتقدمة.
وفي وقت أصبحت فيه الأنظمة والمنتجات متعددة المجالات عنصراً أساسياً في تشكيل ملامح مستقبل الأمن والدفاع والابتكار على مستوى العالم، تبرز XRANGE الأهمية الاستراتيجية لبناء قاعدة وطنية مرنة، متطورة، وقابلة للتكيّف مع متغيرات المستقبل.
فهي تسهم في تهيئة التقنيات المتقدمة للجاهزية التشغيلية، ليس فقط لدفع عجلة تطوّر الصناعات الدفاعية، بل أيضاً لفتح آفاق جديدة في قطاعات حيوية أخرى، بما يعزز مكانة الدولة في ميادين التكنولوجيا والأمن والابتكار.
فالمرونة والابتكار هما عنصران حيويان في توسيع قدراتنا بما يواكب مستقبل الأمن والدفاع العالمي. وبفضل دعم مجموعة ايدج، نمضي بخطى ثابتة لتعزيز ريادة دولة الإمارات في هذا المجال، وتسريع تطوير التكنولوجيا السيادية. ●

حوار الجندي

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض