شكَّل إعلان سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2023 عاماً للاستدامة، تتويجاً لمسيرة الدولة الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة، وتمهيد الطريق لاستضافة الإمارات لأكبر حدث دولي في مجال العمل المناخي وهو “مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” (كوب 28)، حيث تعمل الدولة على جعله حدثاً فارقاً في مسيرة العالم نحو التصدي لخطر التغير المناخي، كما تعوِّل عليه الإمارات كثيراً في إيجاد الحلول التي تُسهم بعلاج اعتلالات الأرض بشكل كامل، وسيكون فرصة لعرض رؤية الإمارات في هذا المجال الحيوي.
إن اختيار هذا العام ليكون “عام الاستدامة” فيه كثير من الدلالات والإشارات، كونه يُعيد إلى الذاكرة الجهود الكبرى التي بذلها المؤسس وباني الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيَّب الله ثراه” في الحفاظ على البيئة، والتي كان يراها “رحمه الله” بمثابة المكمل الأساسي لبناء الدولة، الأمر الذي نلحظه في تواجد عشرات المؤسسات البيئية، إضافة إلى المحميات الطبيعية بمختلف أنواعها.
كما تتبنى الدولة توليد الطاقة النظيفة، حيث تُشكِّل محطات براكة نموذجاً عالمياً في التنمية المستدامة، وعندما فكرت بها القيادة الرشيدة استهدفت خفض البصمة الكربونية على مستوى الدولة، وبدأت المحطات بالإنتاج، واجتازت جميع الاختبارات من قِبَل المؤسسات الدولية المختصة، بعد أن كانت مشروعاً طموحاً 14 عاماً، وبالتالي تؤتي ثمارها سلاماً على بيئة الدولة.
الاستدامة قضية جوهرية في مجتمع الإمارات منذ القدم، حيث قدَّمت الدولة منذ إنشائها نموذجاً متميزاً في مجال الحفاظ على البيئة، وكان المغفور له الشيخ زايد “طيب الله ثراه” قائداً عالمياً ورائداً في مجال العمل البيئي والمناخي، وترك بصمات مشهودة في هذا المجال، والقيادة الرشيدة تسير اليوم على نهجه. لصنع غد أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا، وللأجيال المقبلة.
رئيـــــــــــــــــس التحريـــــــــــــــــر
