مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

موقف إماراتي مساند في المغرب العربي

لطالما تحلت سياسة دولة الإمارات بالحكمة والتأني في قراراتها ولكن تمتاز بالجرأة في خطواتها بعد دراسة مستفيضة هادفة الى استقرار المنطقة وترسيخ مبادئ الدولة الوطنية والسوم تمر العلاقات الإماراتية المغربية بمنعطف هام في مسار التعاون الثنائي المتعمق في المجالات ذات الاهتمام المشترك مع افتتاح قنصلية الإمارات في مدينة العيون بالجنوب المغربي،وهو ليس بالأمر الغريب فقيادتي البلدين تجمعهما أواصر صداقة قديمة منذ عهد المؤسسين في عام 1971 ..وهذه الخطوة إنما هي أرفع تعبير على الاعتراف بمغربية الصحراء ولها مدلولات سياسية وقانونية واستثمارية عديدة.ورغم النزاع الذي يعد الأقدم في القارة الأفريقية والذي تطالب فيه جبهة البوليساريو باستقلال الأقاليم الصحرواية عن المغرب وواجهته المملكة بمقترح الحكم الذاتي تحت سيادتها بدعم أممي جاء القرار الإماراتي حكيماً بالوقوف إلى جانب هذه المشورة لتضم صوتها إلى الدول التي أيدت هذا الحل الملائم والواقعي وصوت العقل المغربي ودبلوماسيتها التي ستخدم مستقبلاً الرؤية نحو الوحدة الترابية للمملكة،فتكون الإمارات بهذه الخطوة هي الدولة الخليجية الأولى التي تفتتح قنصلية لها هناك إلى جانب عدة دول أفريقية قامت بذلك مثل جزر القمر وجيبوتي وغيرها،سيراً على منهجها الثابت في دعم القضايا العادلة والاتجاه دائماً نحو الحل السياسي التفاوضي والذي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الصادرة في عام 2007.الخير والسلام ورفعة الأوطان والإنسان ..محاورُ رئيسية تنظر إليها الدبلوماسية الإماراتية حينما تضع يدها في يد أصدقائها ،فلا شك أن خطوة إلى جانب كونها تدعم القرارات السيادية للمملكة فإن لها مردود إيجابي لكلا  البلدين اقتصادياً أيضاً ،فمع كون الاستثمارات والتمويلات المباشرة الإماراتية بالمغرب تأتي في المرتبة الأولى عربيا، أصبحت الإمارات تتصدر الاستثمار الأجنبي في سوق الأسهم المغربية بقيمة سوقية تناهز 88.9 مليار درهم
هذه المؤشرات تفرش طريقاً ممهداً أمام رجال المال والأعمال للاستثمار في مدينة العيون المغربية تحديداً والتي تجمع بين الروح البدوية والطابع الحضري و تعتبر مدينة حديثة وسوقاً واعدةً للسياحة الصحراوية مع وجود فنادق كبرى فيها وأسواق للمنتجات المحلية،فضلاً عن امتيازها بالثروات المعدنية والمنجمية الهامة.
ومع هذه الخطوة الإماراتية الدبلوماسية الهامة في افتتاح القنصلية هناك يكون بصيص الأمل أكثر اتساعاً بتحفيز دول عربية وخليجية أخرى لدعم التوجه المغربي بإكسابه اعترافاً دولياً ممتداً وكتابة فصل جديد من النصر للقضايا الأممية العادلة .

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض