راشد ثاني المطروشي​
مدير عام الدفاع المدني بدبي

“مسبار الأمل” و”براكة”.. آفاق مستدامة للتنمية الشاملة

بفضل الدعم المستمر لقيادتنا الرشيدة والرعاية الكريمة التي تحظى بها القطاعات الاستراتيجية في مختلف الميادين العلمية والتقنية والاقتصادية والصحية والخدمية وغيرها، ومنها قطاعا (الفضاء)، و(الطاقة النظيفة والمستدامة)، تمكنت دولتنا من تحقيق إنجازين علميين واقتصاديين كبيرين، متمثلين بإطلاق “مسبار الأمل” إلى المريخ، واستكمال عملية بدء تشغيل أول مفاعل في محطات براكة للطاقة النووية، الذي أصبحت فيه دولة الإمارات الأولى في العالم العربي، التي نجحت في تطوير محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء بطريقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة.
وبهذه المناسبة لا بد من الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها قبل 49 عاماً، كانت تستنير برؤية و(حلم) المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الواضحة، وإلى السعي الحثيث والممنهج لاستشراف المستقبل.. كما جاء في قوله (طيب الله ثراه):
«نحن نشعر كوننا عرباً بأن لنا دوراً عظيماً في هذا المشروع وفي هذه الأبحاث، وفخورون بالتقدم الهائل في علوم الفضاء، بفضل القواعد التي أرساها العلماء العرب منذ مئات السنين، ونأمل أن يعم السلام ويدرك البشر الأخطار، التي تهددهم بسبب التأخر»
وعلى ذات النهج أنجزت قيادتنا الرشيدة مشاريع (صناعة المستقبل).. كونها:
“ترجمة لثقافة اللامستحيل التي كرستها دولة الإمارات منذ قيامها وتمارسها فكراً وعملاً ومسيرة”. مثلما هي: “استثمار بالإنسان”، كما أكد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
فأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من بين تسع دول في العالم تطمح لاستكشاف كوكب المريخ.. وذلك من أجل تحسين جودة الحياة على الأرض، وتشجيع التعاون الدولي، وتحقيق الريادة العالمية في مجال أبحاث الفضاء، ورفع مستوى الكفاءات الإماراتية في مجال استكشاف الكواكب الأخرى، وترسيخ مكانة الإمارات كمنارة للتقدم في المنطقة.
وفي نفس الوقت يشكل استكمال عملية بدء تشغيل أول مفاعل في محطات (براكة) للطاقة النووية تطوراً اقتصادياً نوعياً كمحرك أساسي في النمو المتعدد الجوانب، في حاضر ومستقبل الإمارات، وستوفر فرصاً متزايدة للتنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة، وتفتح آفاقاً واسعة للكوادر الوطنية الشابة لأداء دورهم العلمي الإبداعي في صناعة المستقبل، ومن أجل بيئة نظيفة لأجيالنا القادمة.. تلك المحطات التي ستوفر طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة.
وبهذ المناسبة لا بد من التعبير عن اعتزازنا بجهود كفاءاتنا الوطنية من المهندسين والفنيين لدورهم المتميّز في تحقيق هذه الإنجازات الكبيرة، وبالتعاون المثمر مع الشركاء الدوليين، الذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات التاريخية التي تتزامن مع عام الاستعداد للخمسين.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض