صالح حمد القلاب​​
وزير إعلام سابق​

لولا.. قوات «الإمارات»

إنه من حق الأشقاء “الإماراتيين”، الاحتفاء بقواتهم المسلحة المظفرة العائدة من اليمن بعد أداء واجب قوميٍّ ووطني في إطار تحالف دعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية، والمؤكد أنه لولا بطولات وتضحيات هذه القوات، لما كان هناك كل هذا الاستقرار في هذا البلد العربي الذي جعله موقعه الجغرافي، يتحكم بأهم معبرين في هذه المنطقة، الأول باب المندب والثاني هو قناة السويس على الطرف الشمالي من البحر الأحمر.
والمعروف أنه قبل أن تلبي قوات دولة الإمارات العربية المتحدة ذلك النداء الوطني والقومي كان هناك تهديد بإنشاء ما أطلقت عليه إيران اسم: “الهلال الشيعي” وأطلق عليه العرب الرافضون للتوجهات المذهبية والطائفية اسم: “الهلال الإيراني” ويقيناً أنه لو لم يتم إنشاء “تحالف” دعم الشرعية اليمنية الذي تشكل “الإمارات” رقماً رئيسياً فيه لكان هذا “الهلال” قائماً الآن ولكان طرفه الأول ينطلق من صنعاء.. وطرفه الثاني ينتهي في اللاذقية مروراً بهذه المنطقة الاستراتيجية الخطيرة قبل أن يصل إلى العراق وإلى سوريا.. وبالطبع إلى لبنان.
ثم، ومادام أن حديثنا هو عن القوات الاماراتية المظفرة، التي عادت قبل أيام ترفرف فوق هامات فرسانها رايات النصر، فإنه لا بد من التذكير بأن “عدن” لولا وصول هذه القوات في اللحظة الحاسمة لكانت الآن مثلها مثل بغداد ومثل دمشق ومثل ضاحية بيروت الجنوبية ولكان الإيرانيون يسيطرون على باب المندب وربما أيضاً على جزء رئيسي من البحر الأحمر نفسه.
ولعل ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال هو أنه كانت هناك محاولات إيرانية جادة لتغيير هوية هذا البحر، الذي أهميته قصوى إنْ بالنسبة لدولة الإمارات وإن بالنسبة لدول الخليج العربي كلها، وكان يومها يسيطر الإخوان المسلمون على مصر وعلى السودان وكانت إيران قد التحقت بهذا التحالف “الشيطاني” وكان أردوغان قد أنشأ قاعدة بحرية لتركيا على شواطئ هذا البحر الأحمر السودانية.
إن ما أريد قوله هو أنه لو لم تصل قوات الإمارات الباسلة فعلاً إلى عدن في اللحظة الحاسمة وتحقق كل هذه الإنجازات الهائلة والعظيمة، التي حققتها، لكانت هذه المدينة التاريخية الآن مثلها مثل بغداد تحت سيطرة الميليشيات المذهبية الإيرانية.. وأيضاً مثل ضاحية بيروت الجنوبية ومثل طرابلس الليبية.

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض