مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

عقيدة عسكرية للسلام


أثبتت قوات السلام الإماراتية جدارتها في ساحات القتال بعقيدة ثابتة وواضحة، في غرس الوحدة بين الشعوب ومساعدتها على تخطي أزماتها وفق أخلاقيات وقوانين دولية .
وها ونحن نحتفل بقواتنا بعد عوتهم من اليمن رافعين رؤوسنا ورؤوسهم بما حققوه من أهداف في تحرير أكثر من 80% من أراضيها وتدريب القوات اليمنية لأخذ زمام الأمور دون وجود أي أطماع ،كما كان ينشر لدى الإعلام المعادي الذي لم نعد نكترث لما يقوله، لأن الأرقام والأفعال هي التي تبرهن في نهاية المطاف .
ولعلهم يجهلون أن عقيدة الإمارات في الحفاظ على أمنها واستقرار المنطقة هي العقيدة الثابتة التي قدمت لها الدولة دماء 108 من الشهداء الذين يسجلون في تاريخ الدولة ومستقبلها، لما حققوه من سعة عالية لقواتنا المسلحة وكفاءة الجندي الإماراتي وهم يمثلون أقل من 1% من مجمل القوات التي عملت في اليمن والبالغ عددها 18 ألف من قوات الواجب .
وستبقى دولتنا تعمل في عون الأشقاء في اليمن لتقديم المساعدات الإنسانية التي بلغ حجمها أكثر من 20 مليار ونصف المليار درهم إضافة إلى مد قواتٍ لمكافحة الإرهاب.
ولم تكن المهمة سهلة في القتال على ثلاث جبهات مختلفة من الحوثي والإخوان المسلمين المنتشرين في اليمن بكثرة والجماعات الإسلامية المتشددة من داعش والقاعدة رغم ذلك رأينا  الإمارات تبني المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء لإرجاع الحياة الكريمة مع إيمان قيادة الدولة وقواتنا المسلحة في أن العيش الكريم والتعليم هما أعداء جهل الإرهاب ويمنعان انتشاره.
وأضف إلى ذلك حجم استفادة قواتنا من هذه التجربة التي في الحقيقة لم تختر خوضها لولا الضرورة ،والصبر لما يقارب العام ونصف العام من تمادي الحوثي 4 اتفاقيات ومعاهدات تم إبرامها بين المتخاصمين لينقلب على الشرعية ويفرض نفوذه على خارطة اليمن ويبدأ في تهديد المنطقة برمتها وعلى رأسها الشقيقة السعودية لتقوم بتشكيل تحالف عربي تحت الفصل السابع من قرار مجلس الأمن 2216، لنثبت مدى صدقنا ووقوفنا وتضحياتنا مع حلفائنا وأشقائنا لأمن منطقتنا .

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض