رحلة إلى الفضاء

حققت الإمارات حلم عربي علمي سيخلده التاريخ في جوانب عدة مع إنطلاقة مشروع رحلة الفضاء الى العد التنازلي الذي سيكون لأول مرة باللغة العربية حتى إطلاق المسبار الى المريخ .قصة النجاح الأولى تحققت  في مبدأ تنفيذ الاستراتيجيات حيث أن الفكرة بدأت من خلوة وزارية في صير بن ياس عام ٢٠١٤ وإدارته من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء لينطلق بعد ست اعوام وهو وقت تنافسي لأن متوسط هذه البرامج ١٠ أعوام .ونجاح آخر يسطر بوجود الشباب الإماراتيين الذين عملوا على المشروع والذين يتوسط عمرهم  ٢٧ عاماً و أمامهم الكثير ليحققوه مستقبلاً ،ويسير معه دخول الدولة نادي رواد الفضاء والمشاركة في البحوث العملية لنعتبر سفراء للعرب.والنقطة المضيئة في هذا المشروع العربي الإسلامي أن المسبار الذي عمل عليه  ١٥٠ مهندس وباحث من أبناء دولة الامارات شكلت المرأة  ٣٦٪؜ من  نسبة العاملين فيه، وأضف إليها ما تحقيق  ٢٠٠ تصميم علمي في المسبار و٦٦ قطعة تم بنائها في الإمارات .ولعل الملفت للنظر في هذا المشروع -الذي سيدرس الغلاف الجوي للمريخ ويساعد على كشف الرحلات العلمية التي تدرس جغرافية الأرض-التكلفة التي تعتبر قليلة جداً مقارنة بمشاريع من هذا الحجم،إذ تبلغ قيمة المسبار بالكامل ٢٠٠ مليون دولار .
و لنضع في حساب النجاح أن الانطلاقة حدثت في ظل وجود جائحة كبيرة ودون تأجيل للمشروع وهذا لهو دليل على نجاح الإجراءات الإحترازية في الدولة والإصرار على تحدي الصعاب والذي يعد سمة من سمات المشروعات الإماراتية الضخمة ذات الصبغة العالمية.
والمخاطر كثيرة في مثل هذه المشاريع التي تنطلق للفضاء وبعد ساعات يدخل الغلاف الجوي لتستمر رحلته  في قطع المسافة ٧ اشهر حتى يصل للمريخ ومن ثم يكمل دورانه حول الأرض في عامين يساويان عاماً في المريخ يدرس خلالهما جميع الفصول .والفخر الأكبر  إدارة الرحلة ستكون في منطقة الخوانيج بدبي حيث تقع المزارع وتنطلق منها رحلات البر قبل أعوام قليلة .ومن حرص الإمارات على النهوض بالعالم العربي وبناء الأمل وسط صراعاته أطلق برنامج «نوابغ الفضاء العرب»، لاحتضان ورعاية عقول عربية في علوم الفضاء وتقنياته وصناعاته، وبلغ عدد المسجلين فيه ١١٢٠٠ حتى الشهر الماضي في مؤشر عملي على تحفز الطاقات والمواهب والكوادر العربية العلمية لتوسيع الحضور العربي في مجال استكشاف الفضاء وتطوير الصناعات العديدة والمتشعبة المرتبطة به.