راشد ثاني المطروشي​
مدير عام الدفاع المدني بدبي

دولة الإمارات.. 50 عاماً من “اللا مستحيل”

عندما وضع الآباء المؤسسون قواعد الدولة، كانت رؤيتهم للمستقبل سديدة، وإرادتهم على البناء والتطوير راسخة، ونهجهم للبناء والتنمية قويماً، وإصرارهم ثابتاً على بناء دولة متقدمة ورائدة في الرخاء والعطاء واستدامة التنمية الشاملة في الحاضر والمستقبل.. رغم قسوة الظروف..

كما يقول المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”: 

“إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على معاناة الماضي وقسوة ظروفه”.

فقد قامت دولة الإمارات في مرحلة تاريخية كانت فيها فكرة “الاتحاد” محض حلم يراود الجميع ، لتكون نبراساً للاتحاد الراسخ الجذور الذي يصنع الخير وينشره، وفي “طبيعة صحراوية” توهم الآخرون أنها قاحلة عصية على أهلها، تحولت بعقول وسواعد أهلها والخيرين من الأصدقاء إلى واحة خضراء خصبة بالعطاء المستدام، وفي زمن كانت تتراجع فيه وتائر التنمية في المنطقة، نهضت أوسع وأشمل وأسرع نهضة حضارية بشرية وعمرانية جعلت من التحديات فرصاً للنجاح ومنصات للتفوق وميادين للريادة، وفي عقود ملتبسة باليأس شع نور الأمل في النفوس وتجلى خيراً في حياة الناس وإنجازات تنافسية عالمية تفوق ما توقعه الآخرون، وفي منعطفات متأزمة انكفأ الآخرون فيها على أزماتهم، كانت الإمارات ومازالت رائدة في السخاء على المحتاجين من مختلف الأمم والبلدان، وحينما التبست على العقول معالم التَفَكُرِ السديد وغشت غمامة الانغلاق والتطرف بعض البصائر، صارت الإمارات موئلاً للتسامح والتعايش والانفتاح.

ورغم كل الظروف، تعززت مكانة دولة الإمارات الرائدة في مؤشرات التنافسية العالمية، لاسيما خلال جائحة  «كوفيد-19» ومرحلة التعافي منها، لتكون أسرع  دولة في التعافي عالمياً.. بفعل كفاءة الإدارات الحكومية، والرعاية الصحية المتكاملة للمواطنين وللمقيمين، ووجود بنية تحتية قوية جاذبة للاستثمار وللمبدعين، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، واستدامة الخدمات والعمليات في مختلف القطاعات، ومواصلة فعالية سلاسل التوريد، والحوكمة الرشيدة للموارد، والاستخدام الإبداعي لأحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والعمل عن بُعد.

بفضل قيادتنا الرشيدة التي سارت على نهج الآباء المؤسسين في رعاية المواطن وتنمية الموارد البشرية والمادية والتقنية، وبناء الدولة والمجتمع وفق قيم حضارية راسخة ورؤية مستقبلية استشرافية متجددة.. مذللة التحديات على اختلافها.. لأنه «لا مستحيل في قاموس الإمارات» وواثقة من أن “عامنا الخمسين ويوبيلنا الذهبي سيكون مختلفاً عن جميع الأعوام”.. كما يقول سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.

وفي مطلع “الخمسين” لا بد لنا أن نستذكر باعتزاز وعرفان الدور القيادي والريادي للآباء المؤسسين في وضع أسس دولة حضارية متنامية متقدمة عالمياً، وفرت لمواطنيها وللمقيمين فيها سبل العيش الكريم، وبيئة مستدامة محفزة للابتكار ومنتجة للمعرفة وراعية للتسامح والتعايش بين مختلف الثقافات.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض