هند ناصر السويدي
كاتبة إماراتية
Hend Nasser Alsuwaidi
Emirati writer

دولة الإمارات ودبلوماسية المساعدات الإنسانية العالمية

ترك المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” إرثاً كبيراً من العطاء والمساعدات للعديد من البلدان في شتى بقاع الأرض، وقد سارت على نهجه قيادتنا الرشيدة في تقديم المساعدات الإنسانية من دون تمييز أو تفرقة.

فقد بلغت قيمة المساعدات الإنسانية الإماراتية خلال الفترة بين عامي 2010 إلى 2021 ما قيمته 206 مليارات و34 مليون درهم، وهذه الأرقام جعلت دولة الإمارات من أكبر الدول المانحة في العالم، وأخذت هذه المساعدات أشكالاً عدة، منها ما هو إنمائي أو على هيئة قروض أو على شكل منح، وتصدرت المساعدات الإنمائية المرتبة الأولى بنسبة تجاوزت 87 % من إجمالي المساعدات الإماراتية إلى الخارج.

وقد يتساءل الكثيرون عن ماهية هذه المساعدات، ولماذا تقوم الدولة بدفع هذه المبالغ الطائلة؟ نستطيع أن نلخص إجابة هذا السؤال فيما قاله سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمام المجلس الوطني الاتحادي “إن ربط المساعدات الإنسانية بهدف سياسي يتنافى مع الجانب الإنساني لهذه المساعدات”.

فالمساعدات الإنسانية الإماراتية لا ترتبط بتوجه الدولة الحاصلة عليها سياسياً، وإنما تُقَدَّم كخير من أجل الخير، وبدورها مُعَزِّزَة للسلام والأمن القومي لدولة الإمارات، ومكونةً رصيداً كبيراً من الحب تجاه دولة الإمارات من قبل الجميع، كما أن هذه المساعدات تنمي العلاقات الخارجية بشكل تام، الأمر الذي يضع دولة الإمارات في مكانة مرموقة بين دول العالم.

ويتضح ذلك من خلال خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الذي أكد أن المساعدات الإنسانية يجب أن تكون متوفرة للجميع، دون النظر إلى عرق ٍأو دينٍ أو لون، وهذا ما اتضح عملياً من خلال المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للعديد من البلدان من أجل مواجهة تفشي “Covid-19”.

ولذلك عززت هذه المساعدات الإنسانية من مكانة الإمارات على كافة الصعد العربية والإسلامية والعالمية، الأمر الذي انعكس بدوره على دولتنا الحبيبة، فجعل من دولة الإمارات مكاناً عالمياً لالتقاء التسامح والإنسانية والمَحبة بين الناس.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض