راشد ثاني المطروشي​
مدير عام الدفاع المدني بدبي

“خير خلف لخير سلف”

ودعنا وودع الوطن والأمتان الإسلامية والعربية والعالم أجمع، رجل المحبة والسلام والخير والوفاء والصدق والإنسانية، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (رحمه الله)، وفَقَدَ العالم برحيله رجلاً أسدى الخير للعالم بأسره، وفقدته الدولة، كيف لا وهو من ساهم مع الآباء المؤسسين في بناء الدولة ووضع لبناتها الأولى وكان الساعد الأيمن في التخطيط لهذه النهضة الشاملة إلى أن أصبح رئيساً للدولة.

فقدنا عظيماً، ومصابنا جلل، ولكنَّ عزاءنا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (حفظه الله) هو من تسلم الراية بانتخابه من قبل المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، ليقود دولة الإمارات وتمضي في عهده في مسيرتها التي كان سموه جزءاً أصيلاً منها، وشريكاً في وضع السياسات والاستراتيجيات والتخطيط لنهضتها وازدهارها.

إن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة (حفظه الله) خير خلف لخير سلف، فهو قائد استثنائي وزعيم وطني، له حكمة عميقة، ورؤية استراتيجية في مسائل الداخل والخارج، وله حضور فكري وشخصي ومؤسساتي في المحافل الدولية وعند أصحاب القرار في سائر أرجاء المعمورة، وسيكون عهده امتداداً لنهج وعطاء ومسيرة النجاح والبناء والتطور التي شهدتها الدولة على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان (طيب الله ثراه)، وأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد (رحمه الله)، وهو ظل الوالد المؤسس الشيخ زايد وامتداده فينا، تعلم من مدرسته واستمد الحكمة والإنسانية والمواقف منه.

وفي عهد سموه، تستشرف الإمارات عهوداً جديدة أكثر تطوراً ونماءً وازدهاراً وصولاً إلى أعلى المراتب، بعد أن ساهم سموه وقاد الطفرة والنهضة في الفترة الماضية، فسموه مؤسس مئوية دولتنا وواضع خططها وسياساتها الرامية إلى أن تكون الإمارات الأولى في كل شيء، ونحن على ثقة بأن بلادنا ستكون أكثر أمناً وأماناً في عهد حامي حمى اتحادنا، فسموه قد حظي بثقة القائد المؤسس الذي دفع مسيرة الاتحاد عالية شامخة، وحمى الأرض بكل إخلاص وعزيمة، وقاد القوات المسلحة في الإمارات لتكون من أقوى الجيوش وأكثرها بسالة.

وستتابع مدرسة زايد الملهمة قيادة الإمارات إلى القمة، وستمضي الإمارات متابعة طريقها الذي اختطته في الريادة وقيادة العالم وراية المجد تنتقل من يد أمينة إلى أخرى، أيدي رجال آمنوا بربهم وعملوا من أجل شعبهم، فاسعدوه وجعلوه أكثر شعوب العالم سعادة، وجعلوا من الإمارات دولة محورية مهمة ومؤثرة في المحيط الدولي، وبلادنا بعون الله ثم بوجود سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (حفظه الله) على رأس قيادتها مقبلة على مرحلة جديدة من الرفاهية والسعادة والأمن والأمان واستدامة النهضة والتطور والاستمرار في لعب دور أكثر تأثيراً في محيطها وفي العالم في كل المجالات، وسموه قائد يتمتع بمكانة كبيرة على مستوى العالم ولديه مواقف مشهودة وضعته في مصاف أكثر القيادات تأثيراً على المستويين الإقليمي والعالمي.

إن شعب الإمارات سيكون خير سند وخير عون لسموه، ونعاهده على السمع والطاعة، وسنكون جنوداً مخلصين له ولدولتنا، وأوفياء لقيادتنا لا نحيد عن الدرب وسنكون يا صاحب السمو (عصاك اللي ما تِعصاك)، خلفك ومعك دائماً، ونحن على يقين وثقة بأن الإمارات في عهدكم سترتقي إلى أعلى المؤشرات العالمية، وستزيد قوتها وهيبتها ومكانتها الإقليمية والعالمية، كما سترتقي مؤشرات السعادة والرفاهية والرخاء فيها بفضل دعمكم وقيادتكم الرشيدة، ونسأل الله أن يعينكم وأن يوفقكم وأن يسدد خطاكم وأن يحفظكم وأن يديمكم ذخراً لهذا الشعب والأمة.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض