مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

تغيرات استراتيجية في الشرق الأوسط

تغيرات استراتيجية سياسية تشهدها المنطقة بعد فترة طويلة من النزاعات ومحاولات دول إقليمية لفرض نفوذها، متلاعبة بالنسق الأيديولوجي ومدعومة اقتصادياً وعسكرياً.. ووسط ذلك، جاءت إدارة جديدة في البيت الأبيض لها نظرتها المختلفة حول ما يدور.

حالة من الترقب تسود المنطقة أشعلت وأخمدت نيراناً بناءً على تغير في التحالفات والأعداء واختلاف الرؤى المستقبلية، فعلى سبيل المثال محاولة تركيا التقرب من دول عربية فاعلة مثل مصر والسعودية، إلا أن الخلافات لا تزال جوهرية في مدى تغير سياستها الداعمة للإخوان واستقطابهم.

ومن المرجح أن تركيا بين خيارين، إما تسليم المطلوبين، أو ترحيلهم إلى دول أوروبية، وتغيير سياستها. وإما متابعة دورها التخريبي.. وهو ما قد يضعف محاولاتها في التقرب لحل العديد من مشاكلها العالقة، ومنها الاقتصادية، وتزعزع ثقة حلف الناتو بها، وسط بروز النظرة الجديدة لإدارة بايدن، والخيار الأول المتمثل في التقارب والتخلي عن سياساتها التي انتهجتها منذ نحو عقدٍ من الزمن، يفتح لها أبواباً أفضل لحل خلافاتها الداخلية والإقليمية، والنأي بنفسها عن تحديات قد تكون أكبر من طاقتها في المستقبل القريب.

وبالتالي يبدو أن هناك محاولات  تركية  اليوم لتسوية بعض الملفات مثل ليبيا وسوريا التي يظهر فيها أن هناك تفاهمات عربية بالتنسيق مع روسيا لإبعاد إيران عن المشــهد، وإبقاء بشار الأسد لفترة انتقالية..

وفي المقابل، نرى إيران تُصعِّد من موقفها في اليمن، بعد انحسار دورها نسبياً في العراق بعد زيارة البابا، وإخراجها الوشيك من سوريا، مترقبةً ما قد ينتج عنه من ضغط دولي جديد للوصول إلى إتفاق نووي حديث، خاصة لأن بعض الوسطاء يتوقعون أن تلتزم إيران بشروط (الاتفاقية) فيما يتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية وخطط التوسع.

ولعل الأيام حبلى بالتطورات التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور سياسات وتحالفات وكتل جديدة.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض