مما لا شك فيه، أن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لها دور كبير في التأثير على حياة البشر وتوجيه سلوكهم، خاصة أننا اليوم نتقدم تكنولوجياً، وللأفراد مساحة كبيرة عبر تلك المنصات الرقمية التي تخصص لهم حياة خاصة وعالماً خاصاً يتعلمون منه ويعيشون في بيئة تنافس البيئة الواقعية، وقد تكون أقوى منها.
في ظل تلك التحديات التي يواجهها الوالدان، وسط ذلك التنوع في وسائل التواصل الاجتماعي، وما تحتويه من إيجابيات وسلبيات، والذي يفرض نفسه بقوة كسلاح ذي حدين، نرى أنه من الضروري أن تكون هناك رقابة أسرية لتواجه وتحد من تلك المخاطر التي قد يتعرض لها الأبناء خلال تصفحهم تلك الوسائل، خاصة أن معظم الأبناء يقضون أوقاتاً طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي دون متابعة من الأهالي، ما ينعكس ذلك على سلوك الأبناء، ويجعل أبناءنا عرضة لارتكاب الأخطاء، وقد تكون بعض تلك الأخطاء كبيرة لا تراجع فيها.
وإذا ما أكدنا على الرقابة الأسرية والتربية، نرى أن هناك خطأ كبيراً في بعض الممارسات خلال الرقابة، بحيث نرى التعنيف الدائم والمقارنات التي تضع الأبناء في محل تنافس، وقد يصل إلى الكره والتنفير من تلك الأساليب الخاطئة، لذا من الضروري على الوالدين مصادقة أبنائهم والتحدث معهم ومشاركتهم أحزانهم ومشاكلهم وحياتهم الخاصة، وكسر الحواجز التي تعيق تدخل الوالدين لحل المشاكل.
وإذا افتقد الأبناء القدوة الحسنة في بيتهم، سيبحثون عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن القدوة الحسنة والمثال الراقي يبحث عنه الأبناء خلال فترة حياتهم، وإذا كان ذلك الجزء مفتقداً لديهم سيرون في أي شخصية قدوة لهم.
كذلك الأسرة، هي أساس بناء المجتمع، والتي من خلالها يتم إنشاء جيل مسؤول يحافظ على وطنه وهويته وسلوكه، لذا من الضروري أن نعزز الهوية الوطنية لدى أبنائها ونغرس مفهوم المواطنة الصالحة لديهم، خاصة أن وسائل التواصل الاجتماعي تنقل لنا اليوم الكثير من الممارسات الخطيرة والخاطئة، وتنقل أيضاً هوية مختلفة عما نريده لأبنائنا وما يجب أن يكون عليه أبناؤنا، ومن الضروري وسط تلك التحديات التكنولوجية وانتشار واسع النطاق لوسائل التواصل الاجتماعي أن نغرس في أبنائنا الرقابة الذاتية، ونعلمهم الاعتماد على النفس والمسؤولية في التصرف وفق ما تم تربيتهم عليه من القواعد والعادات والتقاليد والإسلام الذي يؤكد الخير والعمل الطيب، وأن أي تصرف منهم سيمثل شخصيتهم المسؤولة والسمعة الطيبة لهم ولوطنهم.
