الدكتورة/ هدى النعيمي
كاتبة عراقية
Dr. Huda Al-Nuaimy
Iraqi Writer

السياسة الخارجية النسوية: خطوات نحو التغيير

في عام 2014، أعلنت مارغوت فالستروم، التي كانت وزيرة خارجية السويد آنذاك، أن الحكومة السويدية ستتبنى سياسة خارجية نسوية، لتصبح أول دولة تقوم بذلك، لتحذو بعد ذلك حذوها كندا وفرنسا والمكسيك، بالإضافة إلى تعهد مجموعة من الدول الأخرى بوضع سياسات مماثلة، ومن بينها لوكسمبورغ وماليزيا وإسبانيا.

ولا يوجد تعريف متفق عليه بخصوص السياسة الخارجية النسوية، وما تعنيه بالضبط، وليس هناك الكثير من الاعتبارات المنهجية عنها في الأدب الأكاديمي، والتي تتناول النهج النسوي الذي تعتمده الدولة على صعيد سياستها الخارجية. ومع ذلك يتم التعاطي مع السياسة الخارجية النسوية بوصفها إطاراً متعدد التخصصات يهدف إلى تغيير هياكل ومعايير السلطة، ومعالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة القائمة، ليس على مستوى النوع الاجتماعي فحسب، ولكن أيضاً في تقاطعها مع أبعاد أخرى مثل العرق أو الطبقة أو التوجه الجنسي.

ومع كونها ظاهرة جديدة نسبياً، إلا أن السياسة الخارجية النسوية ترتبط في أحد وجوهها بجهود الدول لضمان الإنصاف بين الجنسين، ناهيك عن إنشاء وزارات للمرأة، وتعميم مراعاة المنظور الجنساني في تشكيل السياسات، ونمو حصص النوع الاجتماعي في الانتخابات. كما أن لها صلات واضحة بأجندة المرأة والسلام والأمن، وفي الحوار الدولي حول حقوق المرأة، فضلاً عن الدور الذي تلعبه الدول منفردة في تعزيز هذه الأجندة ضمن سياستها الخارجية من خلال خطط العمل الوطنية.

وبنفس السياق، فإن السياسة الخارجية النسوية هي سياسة تتبناها الدولة، يتم بموجبها تحديد التفاعلات مع الدول الأخرى، والجهات الفاعلة غير الحكومية، بطريقة تعطي الأولوية للسلام، والمساواة بين الجنسين، والسلامة البيئية، وترسخ وتعزز حقوق الإنسان للجميع. وبالتالي فإنها نهج كامل ومتسق ومتماسك لمجموعة من الأعمال تشمل السياستين الداخلية والخارجية والعلاقات الدولية على حد سواء.

ولما كانت السياسات التي تعزز المساواة بين الجنسين في السياسة الخارجية جديدة نسبياً، فإن من المبكر معرفة الآثار التي ستحدثها، سواء في تحسين حياة المرأة أو في تحفيز الإرادة السياسية لإحداث مزيد من التغيير. كما لا يوجد إجماع حول آثار هذا الاتجاه في السياسة الخارجية، ومدى مفاعليه في الوطنية.

على أن السياسات الخارجية النسوية التي تبنتها بعض الحكومات لم تفض إلى ترسيخ السلام، أو تقليل النزاعات العسكرية، أو معالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة، أو دمج تجارب النساء والفتيات في الحياة السياسية.

الطريق أمام السياسة الخارجية النسوية مازال طويلاً ويتطلب بذل المزيد من الجهود لإحداث التغيير المطلوب.. كل البدايات في خطوة.

Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض