ضرار بالهول الفلاسي
عضو المجلس الوطني الاتحادي

السنع هوية وطن

إن السنع له أبعاده في حاضر الأمم ومستقبلها، إذ إن تلك العادات والتقاليد تؤصل تلك الهوية للشعب، وتضع له خريطة طريق للأجيال القادمة، وفي دولة الإمارات يمثل ذلك المفهوم مجموعة من الآداب والتقاليد والقواعد المجتمعية التي توارثها الآباء جداً عن جد.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن السنع لا يلغي مفهوم الحاضر، وما يلزمه من مواكبة وتقدم، إذ تتوافق لك المفاهيم مع ما يتم تأصيله من القيم، لأن القيم هي أساس العمل الذي يبني المجتمع ويبني الأوطان ويبني مستقبل الأفراد، وبذلك نؤكد دوماً على تطبيق السنع عملياً بتعزيزه لدى أبنائنا من المنزل، ليكون البوصلة الحقيقية التي توجه المجتمع نحو أساس متكامل متوافق مع أهداف واستراتيجيات بناء الوطن الذي يحتاج لمواطنيه فكراً، وعقلاً، وعملاً، وسلوكاً.

كذلك نرى أن تلك العادات والتقاليد هي ترجمة لواقع كان فيه البناء الأصيل للوطن، لذلك هو لبنة حقيقية في تأصيل الحضارة التي لولاها لما تركزت أصول تلك البناء ووضعت حجر الأساس الذي أثمر عبر الأعوام بناءً قوياً متمسكاً بجذوره ومتأصلاً في رماله التي يراها البعد المستقبلي لحماية مكتسبات الوطن وبناء الإنسان.

من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل، بهذه المقولة الجامعة الشاملة والواضحة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، نرى تركيز القيادة الإماراتية منذ بدايتها على تأصيل الماضي والاهتمام بالقيم التي تؤكد على مفهوم الهوية الوطنية وتأصل المواطنة الصالحة لدى أفراد المجتمع، فيقوم الفرد بأداء مهامه بكل أمانة وإخلاص، ويرى مستقبله من مستقبل وطنه، ويرى أن ما يضعه من جهد وعمل سيصب في مصلحته ومصلحة أبنائه ووطنه، كون الأرض التي يعيش عليها هي مصدر الفخر والاعتزاز ومصدر البقاء والعيش الكريم.

وأخيراً لا بد لنا أن نستلهم تلك القيم ونتمسك بالسنع الإماراتي الأصيل من قيادتنا الرشيدة لنبني معاً وطناً فيه من الوحدة والتوافق والوفاء والانتماء ما يعود عليه بالرخاء والتقدم والحضارة، وما نحن فيه اليوم إنما ثمرة بناءٍ كان أساسه وفاء غير محدود من قيادة وشعب الإمارات لأرض الإمارات واستمرارية لطموح البناء والتقدم، حتى أضحت دولة الإمارات وجهة للعالم ومثالاً يحتذى به.

 

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض