مصطفى الزرعوني​
كاتب صحفي ومحلل سياسي

السلام في شرق أوسط جديد

المصداقية في العلاقات السياسية بين الدول هي ترسانتها في عملية التفاوض والنظر بصورة أبسط لمستقبل المنطقة مع كثرة المتغيرات التي أصابتها خلال القرن الماضي من أيديولوجيات عابرة وحروب كثيرة أوقفت حركة التنمية والنمو .ولا تزال بعض العقبات العربية التي لا تراوح مكانها ولا ترى سبلاً جديدة للحصول على الحقوق من خلال بناء سياسات وتفاوضات تفيد الكل من غير  لعب دور شعبوي في شعارات الممانعة والمناضلة دون إحداث شيئاً على أرض الواقع بل تراها تبني علاقات سرية مع أعداءها.وكذلك ترهل مواقفها الدول دون إحداث أي جديد من خلال فتح باب الحديث أو حتى إستخدام أدوات الضغط التي لم تجد نفعاً ، وهنا ننظر إلى ما حدث خلال الأعوام الماضية من ضم هضبة الجولان ونقل سفارة الولايات المتحدة الامريكية الى اسرائيل للقدس .ولم نرى ضغطاً حقيقيا لهذه الخطوات حتى تبعها قرار  نتنياهو بضم ٣٠٪؜ من الضفة الغربية وهل كان هناك من سيوقفه سوى تحرك تبادل المصالح يفتح باب النقاش والتفاوض .وهو ما حققته الامارات بعلاقاتها مع اسرائيل وتبعتها دولة البحرين فهل نرى تكتل دول عربية تطالب اسرائيل المحتلة بالإعتراف بدولة فلسطين شريطة فتح علاقات معها؟!السلام بين الدول والحوار السياسي والتفاوض..هي دبلوماسية تؤكد نجاحها في كثير من القضايا التي مرت على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطبيعتها المعقدة نتيجة الحروب والنزاعات..وهي دبلوماسية لطالما تمسكت بها دولة الإمارات العربية المتحدة التي تؤمن أن الأمن والاستقرار  أقصر طريق لتحقيقهما هو مد جسور التواصل بين أطراف النزاع للوصول إلى حلول بعيداً عن الحرب، ويوازيها مسار القوة في دحض الإرهاب وأذنابه ومن ذلك أن انخرطت الإمارات في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وساهمت في حملة القضاء على تنظيم داعش المتطرف،وتحالف دعم الشرعية في اليمن..لتأتي أخيراً بموقفها الشجاع والصريح في معاهدة السلام مع إسرائيل..وحتى ذاك الحين تبقى الكرة متدحرجة تحت قدمي طرفين رئيسيين وهما إسرائيل التي عليها إبراز ما تنوي تقديمه من خير للعرب ..والطرف الفلسطيني الذي لا تزال سلطته المترهلة  تعيش تحت أوهام بمطالبات لم تترك للحل الوسط مكاناً ..ولربما هي بحاجة إلى دماء أكثر شباباً وانفتاحاً تستوعب فكرة “السلام من أجل السلام”.

Twitter
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض