الدفاع المدني ..مهنة الابتكار

يحظى الدفاع المدني باهتمام كبير ورعاية دائمة من القيادة الرشيدة.. وتتمتع الفرق الميدانية والمساندة برؤية علمية تستشرف المستقبل، وتتبنى تخطيطاً استراتيجياً واقعياً، وتحرص على استخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأداء الميداني لحماية الارواح، وفي تأمين بيئة السلامة بجميع المواقع والأوقات، وتعمل بمثابرة على إطلاق المبادرات الابتكارية التي تعزز التوجهات الحكومية التطويرية في عام الاستعداد للخمسين.
لقد اثبتت التجارب (أن الحاجة أم الابتكار والاختراع)..
وليس هناك حاجة أكثر إلحاحاً ومدعاةً للابتكار، ولا إجراء أشد أهميةً يُحَفِّزُ على الإبداع، ولا سعي أسمى غايةً من إنقاذ الارواح.. وتلك هي مهمةُ رجال الدفاع المدني الأساسية.. التي تتطلب قدرةً فائقةً على الاستجابة السريعة لمتغيرات الموقف الميداني أثناء مكافحة الحريق، وفطرةً بديهيةً لابتكار المعالجات الصحيحة والسريعة للتعامل مع مفاجآت سلوك النار، وتشترط مهارةً مهنيةً متجددةً كفيلةً بحماية النفس، وشعوراً عالياً مستداماً بالتضحية من أجل حماية من يتقدم رجال الإطفاء والإنقاذ لحمايتهم داخل منطقة الحريق.
ولأن عمليات المكافحة والانقاذ في موقع الحريق، تجرى في بيئة سريعة التغيُّر، فائقة الخطورة، تتطلب وعياً مهنياً ابتكارياً يُدرك.. أنه: (لا يوجد حادث حريق مطابق لحادث آخر من حيث مكوناته وتداعياته وتكتيكات مكافحته)، وأن (الحريق يبدأ عادة من مستصغر الشرر ويتفاقم إلى حريق كبير)، و(أن مفاجآت سلوك النار لا يمكن التكهن بها)، مما يستدعي تطبيقات واقعية مُبْتَكَرة ورائدة، وتدريبات ميدانية احترافية مستدامة، ويقظة منضبطة مسؤولة، واستجابة فائقة السرعة، لاتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة، بكفاءة وفعالية، وبقدرة عالية على استخدام أفضل المعدات والآليات ذات التقنية الحديثة، وقبل كل شيء بوجود عقلية ابتكارية قادرة على استباق التغيُّرات المفاجئة واحتوائها، لتشكل بمجموعها منظومة قدرات مادية وبشرية متكاملة تُمَكِّن رجال الإطفاء والإنقاذ من تحقيق واجباتهم النبيلة.
لذلك لا بد من أن يتميز رجال الاطفاء والانقاذ بخصال ذهنية ونفسية وبدنية تُمَكِّنَهم من ابتكار الحلول والمعالجات الحاسمة والسريعة عندما يداهمهم الخطر أو عندما يقتحمون الخطر لإنقاذ الآخرين.