صالح حمد القلاب​​
وزير إعلام سابق​

الدعم العربي لليبيا العربية

من غرائب وعجائب هذه المرحلة التاريخية، أنْ يقبل البعض، وبعضهم عرب، مساندة ما يعتبر تدخلاً تركيّاً في شؤون دولة عربية، كان أطلق عليها معمر القذافي اسم “الجماهيرية”، ولا يقبلون بإسناد عربي، لا بل ويرفضونه، ويستخدمون فرقاً مأجورة من إرهابيي هذه المنطقة، وما وراءها، لمواجهته، ويعتبرون أن “الشرعية” مع مجموعة تتحصّن في العاصمة طرابلس على رأسها فايز السراج التركي الأصل، والذي أصبح تابعاً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي، كما يقال، يعود بأصله البعيد إلى قرية أو بلدة روسية أصبحت تركية في العهد العثماني تحمل اسم “أردوغان”.
إنّ هذا ليس مهماً، وسواء أخذ الرئيس التركي هذا الاسم من قرية تركية هي أصلاً روسية، أم أخذه من جزر: “واق واق” فالمشكلة ليست هذه.. إن المشكلة أنّه ادّعى أن ليبيا “عثمانية” وأنها يجب أن تسترجع عثمانيتها بعدما تخلّصت من اسم: “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى”.
وبالطبع، فإنّ هذا لن يكون إطلاقاً، وحتى لو استعان أردوغان بكل “إرهابيي” الكرة الأرضية فالشمس العثمانية قد غابت غيبةً أبدية حتى في تركيا نفسها، ثمّ، إن هناك “قادماً أعظم” على “عثماني” آخر الزمان، هذا أن ينتظره، وهو أن سيف التقسيم لما تبقى من بقايا أملاك العثمانيين قادمٌ لا محالة، فهناك الأكراد الذين يشكلون قوة عددية رئيسية في تركيا، يسعون لإقامة دولتهم القومية التي ستشمل أيضاً بعض شمالي العراق، وجزءاً من إيران، وهناك لواء الإسكندرون العربي الذي اغتصب في عام 1939 سوف يعود لعروبته، وهناك أيضاً الأرمن الذين كانوا تعرضوا لأبشع مذابح التاريخ على أيدي “فرسان” الامبراطورية العثمانية، التي كما هو معروف قد غربت شمسها وهي لن تشرق مرة ثانية.
وهكذا، وإذا كان هناك إسنادٌ عربي للجنرال خليفة حفتر، فإنّ هذا يعتبر واجباً قومياً، لأنه ومن معه يريدون الحفاظ على عروبة ليبيا، لأنها عربية قبل القذافي، وبالطبع قبل الإيطاليين، وأيضاً قبل السنوسيّين، وحتى قبل الفتوحات الإسلامية.. مما يعني أنه واجبٌ قومي أن يقف العرب مع عروبتها، وأن تساند جيشها العربي قوات عربية.

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض