صالح حمد القلاب​​
وزير إعلام سابق​

“الخليج”.. التلاقي ضروري، ولكن!! 

من حقّ دول الخليج العربي أنْ تلتقي وتتلاقى بإطار تنسيقي فعلي، إنْ ليس وحدوياً، وذلك مع أنّ الواضح هو أنّ الأقليات القومية والدينية، وأيضاً الطائفية، بالدول الكبرى، الأوروبية والإفريقية والأمريكية، ومن بينها حتى الولايات المتحدة، باتت تنشد الاستقلال والإدارات و”الأحكام” الذاتية، وما يميز الدول الخليجية هو أنها بصورة عامة موحدة القومية وأغلبية أهلها من العرب، يجمعهم الانتماء العروبي والتداخلات القبائلية والعشائرية، وهذا يبدو كافياً بهذه المرحلة، لا بل واللاحقة، طالما أنّ الوحدة الشاملة باتت غير ممكنة ومستبعدة، وفقاً لما كان طالب به القوميون الأوائل.   

لا يمكن إنكار وجود تنسيق فعلي وجدِّي، بين، إنْ ليس معظم الدول الخليجية، فأغلبها، وهي التي تضم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وسلطنة عمان، والبحرين، وقطر، وهناك مجلس التعاون الخليجي الذي كان الراحل الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود “رحمه الله” قد دعا بالقمة الخليجية الثانية والثلاثين لتحويل مجلس التعاون، إلى “اتحاد” يكون التنسيق بين دوله (الشقيقة) سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، لكن هذه الدعوة تم تجاوزها ذلك الحين (عام 2011) بناء على طلب إحدى دول الخليج.  

لكن، بعد مرور هذه السنوات منذ 2011، ونظراً لأن إيران بهذا العهد، عهد حراس الثورة والمرشد الأعلى علي خامنئي، وبعض رموز الفُرس الأكثر تطرفاً، وهذا مع أن هؤلاء لا يشكلون إلا 41% من الشعب أو الأمة الإيرانية، قد ازدادت عداءً للعرب كلهم، وحيث ازداد ضغط الإيرانيين على المنطقة الخليجية العربية، وباتوا يتدخلون تدخلاً سافراً ببعض دولها، والمعروف أن هناك الآن وجوداً إيرانياً عسكريّاً وسياسيّاً وكل شيء بالعراق وسوريا ولبنان وأيضاً باليمن الذي بات بحقيقة الأمر تحت سيطرة الإيرانيين، وأن”الحوثيين” مجرد واجهة يمنية!!  

وعليه؛ فإن وحدة دول الخليج، ولو تنسيقياً بالبدايات، وبالحدود الدنيا، مطلوبة وضرورية، وهذه المبادرة الأخيرة، بهذا الاتحاد، لا شك أنها خيّرة، لكن المشكلة، وهذا يجب أن يقال بصدق وصراحة، هي أن هذا يتطلب كي تصبح الشقيقة قطر جزءاً من هذه الخطوة، أن تخرج من التحالف الذي يقوده رجب طيب أردوغان، والذي يضم تركيا وإيران و”الإخوان المسلمين”.

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض