ضرار بالهول الفلاسي
عضو المجلس الوطني الاتحادي

الإمارات تجربة حضارية وحضور دولي فاعل

لا يختلف اثنان على أهمية دولة الإمارات، ودورها السياسي والاقتصادي والعسكري في المنطقة، باعتبارها دولة عصرية منفتحة على العالم، ومزدهرة اقتصادياً، الأمر الذي جعلها قِبلة للملايين الحالمين بفرص حياة أفضل، ناهيك عن كونها دولة مسالمة تؤمن بضرورة التعاون والمحبة بين الشعوب، وتعمل من أجل تسييد السلام والتسامح في العالم، ما جعلها تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع، زد على ذلك احترامها لحقوق الإنسان، ومواقفها الرافضة للإرهاب والتطرف.

وخلال عقود قليلة، استطاعت دولة الإمارات في ظل قيادتها التاريخية، تحقيق الكثير من الإنجازات الكبرى والاستثنائية في الكثير من المجالات العلمية والبنية التحتية والعمران، والخدمات الاجتماعية، والتنمية البشرية التي تعتبر الإنسان رأس المال الأهم في عملية التطور المستدامة التي تشهدها البلاد، حتى غدت رقماً متقدماً في مؤشرات التنمية وسعادة الإنسان، وشريكاً أساسياً للأمم المتحدة في الكثير من المجالات الإنسانية.

وحققت دولة الإمارات خلال فترة زمنية قياسية نهضة علمية رائدة نقلتها إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث انتشرت فيها المئات من المشاريع العملاقة، وصولاً إلى الطاقة النووية، وغزو الفضاء، ناهيك عن مراكز الأبحاث المتطورة، الأمر الذي جعلها قِبلة العديد من جامعات العالم الشهيرة، ومكاناً خصباً ومركز جذب عالمي للاستثمارات، ورؤوس الأموال على مستوى العالم.

هذا التقدم العلمي والتطور الحضاري لدولة الإمارات، ترافق في الوقت ذاته مع نهج سياسي حكيم، ارتكز على بناء علاقات مميزة مع جميع دول العالم، في إطار سياسة تتسم بالاعتدال والعقلانية، ناهيك عن محبة الإمارات للعمل الإنساني ودورها في مدِّ يد العون لكل محتاج، بغض النظر عن الديانة أو العرق، أو الانتماء القومي، والتعاون مع جميع شعوب العالم، مع المحافظة على خصوصيتها الوطنية والقومية.

وترتبط السياسة الإماراتية الخارجية بالمدرسة الواقعية، والتي تعتبر أن الاقتصاد وميزان القوى يمثلان المبادئ الأساسية للسياسة الخارجية المعاصرة، حيث وازنت بين التطور الاقتصادي وبناء قاعدة اقتصادية متينة، مع بناء قوة عسكرية مقتدرة، تستطيع من خلالها الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية.

زد على ذلك، أن تمتعها بموقع استراتيجي، وقربها من مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 18 مليون برميل نفط يومياً، يعطيها مزيداً من التأثير في الاقتصاد العالمي، لا سيما وأنها تعد من أهم مراكز الأعمال العالمية، حيث تتخذ 25% من أكبر 500 شركة في العالم من الإمارات مقراً إقليمياً لها. كما تعد بوابة لدول الخليج، حيث يمر عبر موانئها حوالي 61% من البضائع المتجهة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.

أخيراً، يمكن القول إن التجربة الإماراتية الحضارية باتت تمثل أنموذجاً يحتذى، ليس على مستوى المنطقة وحسب، وإنما على مستوى العالم أيضاً.

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض