images00003

وزارة الدفاع تنظم مؤتمر الإمارات للصحة العسكرية بنسخته الأولى

نظمت وزارة الدفاع على مدى يومي 18 و19 يناير الماضي في أبوظبي النسخة الأولى من مؤتمر الإمارات للصحة العسكرية، وذلك تحت رعاية معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع.

افتتح المؤتمر سعادة مطر سالم الظاهري، وكيل وزارة الدفاع، بحضور سعادة الشيخ الدكتور عبدالله مشعل الصباح، وكيل وزارة الدفاع في الكويت، ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، إلى جانب وفود رسمية من دول شقيقة وصديقة، وكبار ضباط وزارة الدفاع، وعدد كبير من الخبراء والمختصين في المجال الصحي العسكري والمدني.

وأُقيم المؤتمر تحت رعاية أكثر من 15 جهة، من بينها: دائرة الصحة في أبوظبي، جلوبال ميديكال، INTOBOX GLOBAL، d-MED، G42، NOVARTIS، GULF DRUG.

«دروس مستفادة ورؤية مستقبلية»

جرى تنظيم النسخة الأولى من المؤتمر لمنتسبي وزارة الدفاع والعاملين في قطاع الرعاية الصحية تحت شعار «دروس مستفادة ورؤية مستقبلية»، بهدف أن يكون هذا الحدث بمثابة منصة للحوار وتبادل المعرفة والخبرات بين نخبة من المتخصصين والخبراء المعنيين حول الاتجاهات والتطورات الحالية في مجال الصحة العسكرية.

ويسعى المؤتمر إلى تعزيز جهود التعاون بين مؤسسات القطاعين العسكري والمدني وإلقاء الضوء على المبادرات الناجحة الرامية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية والطبية المُقدمة لمنتسبي وزارة الدفاع علاوةً على تبادل الأفكار حول تحسين الإجراءات الحالية وتطوير استراتيجيات جديدة لتقديم خدمات طبية فائقة الجودة.

وتضمن المؤتمر سلسلةً من النقاشات والحوارات مثلت فرصةً فريدة للاستفادة من خبرات المتخصصين حول مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالصحة العسكرية.

المتحدثون

ضمت قائمة المتحدثين في المؤتمر أكاديميين دوليين بارزين وعسكريين كباراً وممثلين عن منظمات حكومية وغير حكومية وخبراء متخصصين في مواجهة التحديات التي تواجه منتسبي وزارة الدفاع وعائلاتهم.

وقال معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع: يعتبر مؤتمر الإمارات للصحة العسكرية حدثاً فريداً من نوعه يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز سُبل التعاون والجهود المشتركة مع المجتمع الدولي، ويستضيف المؤتمر مجموعة من الخبراء والمتخصصين القادمين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة وتبادل المعرفة والخبرات حول بعض أهم قضايا الرعاية الصحية العسكرية في عصرنا الحاضر.

وأضاف: نحن نعيش في أوقات غير مستقرة وقد أصبحت المتطلبات الصحية لمنتسبي القوات المسلحة والمدنيين في المناطق المتضررة أكبر من أي وقتٍ مضى، وسوف تساعدنا الابتكارات التكنولوجية الحديثة في توفير مثل هذه الخدمات بصورة فعَّالة، ويُعد مؤتمر الإمارات للصحة العسكرية منصةً مثالية للتعرف على مثل هذه التطورات والمستجدات وغيرها الكثير.

وفي الجلسة الرئيسية للمؤتمر، تحدث الفريق ريموند سكوت دينجل، القائد العام للقيادة الطبية للجيش الأمريكي، وكبير الوكلاء دايموند ديماركوس هاف عن دور ومهام الطب العسكري وكيفية الحفاظ على جاهزية القوات الأمريكية، ودور ضباط الصف وكيفية تدريب الكادر الطبي للحفاظ على الجاهزية الطبية، كما تحدثوا عن عمل الطب العسكري على تعزيز التحالفات والشراكات بين حلفاء الولايات المتحدة وشركائها من خلال الحصول على الخدمات وبناء الثقة، وتطوير القدرات، وتوسع النطاق، وتشكيل العمليات.

ويحظى المؤتمر بدعم من المنظمة الدولية للطب العسكري “ICMM”، حيث تأسست المنظمة عام 1921، بعد الحرب العالمية الأولى، وهي منظمة دولية محايدة وغير سياسية تتألف من أكثر من 100 دولة، وقد انضمت دولة الإمارات إلى المنظمة الدولية للطب العسكري “ICMM” في عام 1984.

وشهد المؤتمر في يومه الأول جلسات حوارية ونقاشات لمواضيع مهمة تتعلق بالصحة العسكرية، وطب الحوادث والطوارئ، والإصابات والحروق وإعادة التأهيل أثناء المعركة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العسكري والمدني في المجال الصحي.

وتطرقت الجلسة الثانية من المؤتمر للجاهزية الطبية التعبوية للإصابات، وناقشت جاهزية التدريب الطبي، والجاهزية الطبية العسكرية: مشروع المعرفة والمهارات والقدرات، والاستفادة من الشراكات العسكرية المدنية لتحسين رعاية الإصابات، والتكامل العسكري المدني في أنظمة لرعاية للإصابات والطوارئ.

أما الجلسة الثالثة فناقشت الرعاية الشاملة للإصابات التعبوية، وتطرقت بداية إلى موضوع الرعاية الطبية التعبوية: مهارات إنقاذ الحالات الحرجة، وثانياً الرعاية الميدانية المطولة، وأخيراً الرعاية الحرجة خلال الإخلاء: الدروس المستفادة من النزاعات الأخيرة.

فيما تطرقت الجلسة الرابعة والأخيرة في اليوم الأول والتي جاء تحت عنوان: الدروس المستفادة وتحديات المستقبل، إلى آثار الإصابات الإشعاعية في التعامل مع الإصابات الميدانية، والتعاون المدني العسكري الطبي.

ومن خلال تلك الأنشطة المتنوعة، حظي المشاركون بفرصة لتبادل الأفكار والرؤى وطرح حلول مبتكرة لكيفية التعامل مع التحديات التي تواجه مقدمي الرعاية الصحية العسكرية والتعرف على أفضل الممارسات التي يمكن تطبيقها في مؤسساتهم.

معرض للصحة العسكرية

وعلاوةً على الخبرات والمعارف التعليمية والعملية المتميزة التي قدمها مؤتمر الإمارات للصحة العسكرية، أُقيم على هامش المؤتمر معرض طبي خاص بالصحة العسكرية، تمكن العارضون المشاركون فيه من جميع أنحاء العالم على مدى يومين من عرض أحدث المنتجات والخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية العسكرية.

كما قامت العميد الركن طبيب عائشة سلطان الظاهري، رئيس الإدارة التنفيذية للصحة العسكرية بجولة في مختلف أرجاء المعرض الصحي، حيث اطلعت على أحدث المنتجات والابتكارات والأنظمة الطبية التي استعرضتها الجهات المحلية والدولية العارضة.

ويمثل مؤتمر الإمارات للصحة العسكرية منصةً مهمة للغاية لاكتساب معارف وخبرات مهمة حول التحديات التي تواجه قطاع الصحة العسكرية في الوقت الحاضر وتطوير استراتيجيات وحلول مبتكرة لمعالجة هذه المشكلات.

اليوم الثاني للمؤتمر

شهد المؤتمر في يومه الثاني جلسات حوارية ونقاشات متعلقة بالصحة العسكرية وطب الطوارئ، والإصابات والحروق وإعادة التأهيل أثناء المعركة.

وتناولت الجلسات الرئيسة للمؤتمر عدة محاور، حيث ناقشت الجلسة الأولى بعنوان «جراحات العمليات العسكرية»، دور جراحة الأعصاب في علاج الإصابات النافذة في الجهاز العصبي، والعلاج المتقدم لإصابات الوجه والفكين الناتجة عن العمليات القتالية، وترميم الإصابات المعقدة لضحايا العمليات.

وناقشت الجلسة الثانية تحت عنوان «تحسين جودة رعاية الإصابات» التدريب التعبوي الطبي، وتأثير نشر أنظمة علاج الإصابات على نتائج رعاية المصابين، وأهمية تحليل الأشعة المقطعية بعد الوفاة لضحايا العمليات.

وتطرقت الجلسة الثالثة بعنوان «عناية الحالات المعقدة»، لعدة محاور منها: دور علاج الألم في رعاية إصابات العمليات القتالية، ودور التخدير الطرفي في مسرح العمليات، وعلاج الإصابات البليغة للأطراف في بيئة العمليات القتالية.

وألقت الجلسة الرابعة بعنوان «دور الجراحة في بيئة العمليات»، الضوء على عدة محاور من أهمها: خبرات التعامل مع الإصابات في الصراعات الأخيرة، ودور جراحة التجميل في علاج الإصابات القتالية، ومبادئ الجراحة والإنعاش للحد من الضرر في الإصابات الميدانية، وجلسة حوارية لمناقشة سجلات إصابة العمليات.

النتائج والتوصيات

أكدت جلسات المؤتمر أهمية أن يشمل تدريب الاستعداد الطبي جميع جوانب الدعم الطبي عبر النطاق الكامل للعمليات العسكرية. وأن يكون لدى جميع أفراد القوات المسلحة متطلبات تدريبية ومهارات مختلفة تعتمد على تخصصهم ومجال عملهم. وأهمية الشراكة العسكرية المدنية في الحفاظ على المعرفة والمهارات والقدرات لأداء المهام المطلوبة.

وتبنى المشاركون في المؤتمر أهمية تجهيز وتدريب الطواقم الطبية لتطبيق مبادئ رعاية المصابين لفترات طويلة، خاصة في البيئات الصعبة، ومحدودة الموارد، وفي غياب نظام الإخلاء.

وأوصى المتحدثون أن تكون استراتيجيات اتخاذ القرار في زمن الحرب والسيطرة على الضرر مصممة وفقاً لحالة المريض والموارد المتاحة.

كما أوصت أعمال المؤتمر بضرورة التدخل المبكر ذي المهارة في الإصابات الميدانية بالمراحل الأولية كونه أمراً بالغ الأهمية في تحقيق نتائج جيدة على المدى الطويل.

وأكدت أعمال المؤتمر في ختامها أن الشراكات العسكرية والمدنية هي الطريق إلى الأمام داخل نظام الصحة العسكرية للسماح بتبادل الدروس المستفادة في ساحة المعركة بين المتخصصين في الرعاية الصحية مع إبقاء الفرق القتالية على استعداد.

وتعد الاستفادة من التقنيات والشراكات الجديدة أمراً ضرورياً لمستقبل أنظمة الصحة العسكرية، بالإضافة إلى أهمية توسيع قدرات الرعاية الصحية عن بعد لتلبية احتياجات البيئة في أرض المعركة.

كما أكدت أعمال المؤتمر ضرورة تحسين اقتناء وتسليم منتجات الدم أثناء القتال، ويجب أن تكون مرافق التدريب متوافقة مع احتياجات التدريب التكتيكي الطبي الحالي والمستقبلي، والحاجة إلى نظام قيادة قوي مع قدرات مشتركة مرنة وقابلة للتطوير وأثناء العملية لمواجهة التحديات المتطورة.

تغطية: رازي عزالدين الهدمي – تصوير: محمد حسن الشاعر

Instagram
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض