كتاب ecssr العدد 581 لشهر يونيو

إيران بعد القنبلة: كيف يمكن لإيران المسلحة نووياً أن تتصرف؟

يقوم القلق السائد بشأن احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية على أنَّ ذلك قد يزيد عدوانيَّتها في تحدِّي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. وقد تثنيها السياسة الأمريكية بفرض عقوبات عليها، وفي الوقت نفسه مواصلة الحوار الدبلوماسي معها، عن تطويرها القدرة على إنتاج أسلحة نووية، ولكنَّ هذا لا يضمن حل الأزمة النووية الإيرانية.

ولو شُنَّ هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، فلن يمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، بل قد يؤخرها فقط. وفي ضوء هذا الاحتمال تسعى هذه الدراسة إلى استكشاف كيف ستتصرَّف إيران المسلحة نوويّاً؟ وهل ستعمل بعدوانية؟ ونتائج ذلك بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها الرئيسيين في المنطقة، ومنهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإسرائيل.

وتدرس الدراسة دوافع إيران، ومصالحها، ونهجها التاريخي نحو قضايا السياسة الخارجية المهمَّة، ومنها ما هي مع الولايات المتحدة الأمريكية، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإسرائيل، ثم تبحث هل سيغيِّر الحصول على قدرات إنتاج أسلحة نووية أهداف إيران، وقدراتها، وسياساتها؟ والسؤال الرئيسي هو: هل ستعيد إيران المسلحة نوويّاً النظر إلى أهدافها وسياساتها؟ وهل ستجعلها الأسلحة النووية قوةً أكثر جرأةً وعدوانيةً؟ تفترض الدراسة أن إيران ستنجح في السنوات القليلة المقبلة في تجميع ترسانة صغيرة من الأسلحة النووية، وصنعها. كما تفترض أنه لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية ستشنُّ هجوماً على إيران قبل حصولها على قدرة إنتاج أسلحة نووية.

وتخلص الدراسة إلى النتائج الرئيسية الآتية:

– تسعى إيران إلى تقويض ما تراه نظاماً أمريكياً مهيمناً في الشرق الأوسط، ومع ذلك، فليس لها طموحات إقليمية، ولا تسعى إلى غزو دول أخرى، أو قهرها، أو احتلالها. ويتمثل هدفها العسكري الرئيسي في ردع ضربة عسكرية أمريكية، و/أو إسرائيلية، مع تقويض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

– من غير المرجَّح أن تغير الأسلحة النووية من مصالح إيران الأساسية، واستراتيجياتها، بل ربما تعزز أهداف الأمن القومي الإيراني التقليدية، وضمنها ردع هجوم عسكري أمريكي، و/أو إسرائيلي.

– قد تزداد إيران ثقةً، وتكتسب هيبة بعد حصولها على قدرة نووية، ولكنَّ عوامل أخرى مثل البيئة الجيوسياسية الإقليمية، وقدرات إيران السياسية والعسكرية والاقتصادية، ستكون أكبر تأثيراً في حساباتها.

– سيزيد امتلاك إيران أسلحة نووية التوتر بين حكومتها الدينية الشيعية، والدول السُّنية المحافظة بالمنطقة، ومع ذلك، فمن المستبعَد أن تستخدَم الأسلحة النووية ضد دول مسلمة أخرى. كما أن قدرتها على تقويض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية محدودة للغاية، خاصةً في ضوء تناقص نفوذها بسبب دعمها الحكومةَ السورية.

– قد توفر الأسلحة النووية رادعاً إيرانياً في نهاية المطاف، ولكن من غير المرجَّح أن تفيد في إخضاع دول “مجلس التعاون”، خاصةً في ضوء تدهور الاقتصاد الإيراني.

– تنظر إيران إلى إسرائيل بمنظور أيديولوجي، ولكن من المستبعد جدّاً أن تضربها بالسلاح النووي، نظراً إلى تفوُّق إسرائيل العسكري التقليدي والنووي الساحق.

– لا تستخدم الحكومة الإيرانية الإرهاب لأسباب أيديولوجية، ولكن دعم طهران الإرهاب يقوم على حسابات التكلفة والمنفعة، مع أهداف دعم الردع، والمحافظة على نفوذها في الشرق الأوسط، أو توسيعه.

– من غير المرجَّح أن توسِّع إيران قوة ردعها النووي، أو تزود جماعات غير إيرانية بالتكنولوجيا النووية.

– امتلاك إيران أسلحة نووية سوف يزيد اضطراب الشرق الأوسط، كما أن السجال النووي بين إيران وإسرائيل، مقصوداً أم غير مقصود، هو احتمال خطِر، ومع ذلك، فلا تشير أدلة كثيرة إلى وجود جماعات يمكنها الحصول بسهولة على الأسلحة النووية الإيرانية حتى لو أوشك نظام طهران أن ينهار.

– كما يخلص المؤلف إلى أن الأسلحة النووية لن تغيِّر المصالح والاستراتيجيات الأساسية في إيران، كما أنها لن توفر لطهران القدرة على إعادة تشكيل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وسوف تعزز الأسلحة النووية قدرات الردع الإيرانية، ولكن لن تقدم إلى إيران كثيراً من النفوذ والسلطة في المنطقة.

– إضافة إلى ذلك تقيم إيران علاقات اقتصادية مهمَّة مع دول “مجلس التعاون”، ومن المحتمل أن يعرِّض السلوك العدواني الإيراني تجاه هذه الدول مصالح إيران للخطر. والمرجَّح أن تأتي محاولات إيران عرقلةَ الملاحة في الخليج العربي، أو “إغلاق” مضيق هرمز بنتائج عكسية. وتعتمد إيران بصورة كبيرة على حرية الملاحة في الخليج، وأي عمل يتعارض مع ذلك يمكن أن يضر إيران أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية ودول “مجلس التعاون”.

وإضافةً إلى ذلك، تتفوق القوات الأمريكية، وقوات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الخليج العربي بصورة كبيرة على القدرات العسكرية الإيرانية، ويمكن أن ترتدع إيران المسلحة نوويّاً بشكل فعَّال من التوسيع المحتمل للردع الأمريكي ليشمل دول “مجلس التعاون”. وقد تعزز حيازة إيران الأسلحة النووية الردع الإيراني في الخليج العربي، ولكن من المرجَّح أن تنفذ عملاً عسكريّاً هناك، إذا تعرَّضت مصالحها المهمَّة، وضمنها بقاء نظام الجمهورية الإسلامية، لخطر شديد. وهناك أدلة قوية تشير إلى أن إيران لن تزداد جرأة بحيازة القدرة على إنتاج أسلحة نووية، ومع ذلك، فإن امتلاكها هذه الأسلحة سيزيد عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

معلومات المؤلف (علي رضا نادر)

• محلل أول في السياسة الدولية لدى مؤسسة راند الأمريكية.

• حاصل على درجة الماجستير في الشؤون الدولية من جامعة جورج واشنطن الأمريكية.

الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، سنة النشر: 2014

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض