تُعد “تاليس الإمارات للتقنيات» (TET) إحدى أهم الشركات الرائدة في قطاع الحلول الدفاعية الاستراتيجية في الإمارات، حيث تلتزم بدعم السيادة الوطنية عبر الابتكار والتميز الصناعي. وللتعرف أكثر على دور الشركة في تعزيز القدرات الدفاعية للدولة، ورؤيتها المستقبلية، التقت «الجندي» السيد عبد الحفيظ موردي، الرئيس التنفيذي لشركة تاليس الإمارات للتقنيات، وأجرت معه الحوار التالي:
ما دور «تاليس الإمارات للتقنيات» في دعم الأهداف الدفاعية والأمنية للإمارات.. وما خططها المستقبلية.. وكيف تعزز قيادتك هذا التوجه؟
تحتفل تاليس هذا العام بمرور 50 عاماً على وجودها في الإمارات، وطوال هذه المدة كانت تاليس شريكاً رئيسياً للدولة في مجالات الدفاع والأمن، الطيران والفضاء، الأمن السيبراني، والهوية الرقمية، حيث تعمل على تعزيز الابتكار المحلي ودعم أهداف الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية.
منذ تأسيسها، أطلقت «تاليس الإمارات للتقنيات» مبادرات مهمة مثل «مركز التميز للرادارات» و«مركز خدمات الدفاع» و«مركز التميز الرقمي»، مما جعلها محوراً لتطوير الأنظمة الحيوية. كما نتعاون بشكل وثيق مع عملائنا لتعزيز التصنيع المتقدم، وتأمين البنية التحتية الحيوية، وتقليل الاعتماد على سلاسل التوريد الخارجية، لكي تظل الإمارات رائدة إقليمياً وعالمياً.
نحن ملتزمون بدعم الرؤية الإماراتية الوطنية، كما تظهر جهودنا التي تشمل تأسيس مراكز التميز والتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC) على مشروع Emirates Airlock لمحطة الفضاء القمرية. كما نلتزم بتنمية المواهب الإماراتية، إذ يضم فريقنا حالياً 170 متخصصاً، ونسعى إلى مضاعفة هذا العدد بحلول عام 2030.
وتركز رؤيتنا المستقبلية على تعزيز الشراكات المحلية، وبناء القدرات السيادية، ودعم سلسلة التوريد الصناعية لدولة الإمارات لتحقيق الريادة في الابتكار الدفاعي.
كيف تدمج المجموعة التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والأنظمة الفضائية لمواكبة التحديات المتطورة للدفاع الحديث؟
نتيجة للتطور السريع الذي يشهده قطاع الدفاع، تستثمر مجموعة تاليس حوالي 4 مليارات يورو سنوياً في البحث والتطوير، وتركز بشكل خاص على مجالات الابتكار الرئيسية مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا الكم، والتقنيات السحابية، وشبكات الجيل السادس. ويهدف هذا الاستثمار إلى مواجهة التهديدات الناشئة وتعزيز القدرة على الصمود أمام التحديات المستقبلية.
ونظراً لكون البحث والتطوير جزءاً أساسياً من هوية تاليس، نستطيع دمج التقنيات الحديثة بسرعة لتعزيز قدرات الرصد الفوري للتهديدات والاستجابة لها. فعلى سبيل المثال، من خلال دمج حلول الذكاء الاصطناعي الموثوقة والمبنية على البيانات في أنظمة الدفاع، تساهم تاليس في تحقيق رؤية الإمارات لتكوين حكومة رقمية متقدمة ومرنة.
كما نحرص على تصميم أنظمتنا وفقاً لأعلى معايير الأمان السيبراني منذ المراحل الأولية لضمان الاتصال السلس في ساحة المعركة، مما يتيح التفاعل الفوري وتحسين اتخاذ القرار عبر مختلف المجالات العملياتية.
كيف تساهم تاليس في تحقيق أهداف الإمارات في توطين الصناعات الدفاعية؟
يشكل التوطين محوراً استراتيجياً في رؤية تاليس بالإمارات، حيث نعتمد على الشراكات، ونقل التكنولوجيا، وتنمية المواهب المحلية، ودمج الموردين المحليين في سلسلة التوريد العالمية من خلال مبادرة (Go to UAE) وفي النسخة الأخيرة من مبادرة «اصنع في الإمارات»، قمنا بإضافة تسعة موردين جدد، مما يعزز الإنتاج المحلي وكفاءة سلسلة التوريد.
كما أبرمنا شراكة مع شركة كاتم (التابعة لمجموعة ايدج) لتطوير تقنيات الراديو القائم على البرمجيات، مما يعزز القدرات التكنولوجية في الدولة. إن تنوع القدرات التي يقدمها هؤلاء الموردون يتيح لتاليس تلبية المتطلبات المتزايدة للسوق، مع دمج الموردين الإماراتيين في سلاسل التوريد الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى تاليس إلى تنمية الجيل القادم من المبتكرين والقادة من خلال برامج تعليمية متخصصة، ومراكز الابتكار، وترسيخ المهارات المتقدمة التي تتماشى مع رؤية الإمارات لمجتمع استشرافي قائم على المعرفة. وفي إطار جهودنا لدعم المواهب المحلية، ستشكل الكوادر الإماراتية 30% من إجمالي التعيينات في تاليس الإمارات للتقنيات بحلول عام 2030، كما سيتم خلق مئات الوظائف بشكل غير مباشر لدعم رؤية الإمارات 2031 في مجالات الدفاع والفضاء والطيران والذكاء الاصطناعي.
مع تزايد أهمية الاستدامة في قطاع الدفاع، كيف تتعامل تاليس مع الاعتبارات البيئية في تطوير منتجاتها؟
تضع تاليس الاستدامة في صميم استراتيجيتها، حيث يعمل باحثونا على نهج متكامل لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر مسؤولية بيئياً. ويتضمن هذا النهج تقليل الأثر البيئي خلال مرحلة الإنتاج عبر تبني مبادئ التصميم المستدام، وتحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتركيز على جودة البيانات بدلاً من كميتها، وتطوير دوائر إلكترونية تستهلك طاقة أقل.
علاوة على ذلك، تقود تاليس الابتكار في أنظمة الطيران المحايدة للكربون، وحلول الشبكات الذكية الآمنة، والحصول على شهادات التصنيع الأخضر بالشراكة مع الجهات الإماراتية، كما نعمل على نقل الخبرات في مجال حلول الهيدروجين لتطوير أنظمة طاقة مستدامة.
حوار: الجندي