يُعدّ التعاون العسكري بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقة أحد أبرز النماذج في المنطقة، لما يمثله من عمق تاريخي ورؤية مشتركة ووحدة في المصير وتكامل في الأهداف. وقد جاء تنفيذ التمرين العسكري المشترك “ربدان – شويمان“ الذي احتضنته مملكة البحرين خلال شهر نوفمبر الماضي ليعكس هذا الواقع المتجذر، خاصة مع الحضور المشرّف لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله”، وبرفقته أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة، في مشهد حمل رسائل واضحة عن متانة العلاقات وتناميها وثبات مسارها نحو آفاق أكثر قوة وشراكة وتنسيقاً.
وتكمن أهمية هذا التعاون في كونه جزءاً أصيلاً من مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث يشكل العمل العسكري المشترك عنصراً محورياً في تدعيم قوة الردع وزيادة مستويات الثقة والتكامل والتنسيق الأمني بين دول المجلس والدول الشقيقة والصديقة. كما يُبرز هذا التمرين حرص القيادتين في البلدين على دعم الجهود الهادفة إلى ترسيخ السلم الإقليمي وحماية المكتسبات الوطنية وتحقيق الاستقرار الذي تنعم به المنطقة.
وقد أثبتت القوات المسلحة الإماراتية ونظيرتها البحرينية من خلال هذا التمرين جاهزيتها العالية وقدرتها على توظيف المعرفة والخبرة والتقنيات الحديثة في بيئات عملياتية متنوعة، ما يعكس مسيرة تطوير مستمرة تستند إلى رؤية قيادية حكيمة تستشرف المستقبل وتؤمن بقيمة الاستثمار في الإنسان القادر والمؤسسة العسكرية المتقدمة.
إن ما يجمع الإمارات والبحرين يتجاوز حدود التعاون العسكري إلى أخوّة راسخة وقيم مشتركة. ويأتي هذا التمرين ليضيف فصلاً جديداً في سجل مشترك من العمل الثنائي المثمر، وليؤكد التزام البلدين بدعم الأمن والاستقرار في المنطقة ويحقق الطموحات الوطنية.




