بارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» الإعلان عن نموذج «كي 2 ثينك» – K2 Think الذي يقدم أكثر نماذج «الاستدلال مفتوحة المصدر» تطوراً على مستوى العالم.
وأكد سموه أن دولة الإمارات ماضية بخطى حثيثة نحو تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي وتوظيفه لتحقيق المستهدفات التنموية ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، ضمن رؤية الدولة نحو تحقيق مستقبل أفضل للأجيال.
جاء الإعلان تزامناً مع ذكرى ميلاد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والذي يصادف يوم 7 من شهر سبتمبر، وذلك تقديراً لإسهاماته في تأسيس مجالات التكنولوجيا والعلوم والابتكار في دولة الإمارات.
ويُعَدّ «الاستدلال» أحد أبرز قدرات الذكاء الاصطناعي اليوم، حيث لا يعزز فقط القدرات المتفوقة للآلة حتى ترى وتسمع وتُبدع، ولكن لتتمكن أيضاً من التفكير بعمق أكبر، وتسهم في إيجاد الحلول لأصعب التحديات وفتح مستويات جديدة من الابتكار والاستكشاف العلمي لصالح البشرية.
وأعلن معهد النماذج التأسيسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع «جي 42»، إطلاق نموذج «كي 2 ثينك» – K2 Think مفتوح المصدر الرائد في مجال الاستدلال المتقدم بالذكاء الاصطناعي.
وبذلك يقدم K2 Think نموذجاً أعلى كفاءة وأكثر مرونة وقابلية للتطبيق في العالم الواقعي.
وبهذه المناسبة قال سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، إن الإعلان عن نموذج «كي 2 ثينك» – K2 Think يمثل خطوة مهمة ضمن جهود دولة الإمارات لترسيخ مكانتها في مجال التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي ورؤيتها الوطنية تجاه المستقبل الذي يقوم على الابتكار والمعرفة.
كما أشاد سموه بالتعاون البنّاء بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومجموعة G42 الذي أثمر تحقيق هذا الإنجاز المهم والذي يعد نموذجاً للشراكات الحيوية التي تخدم الطموحات التنموية للدولة.
يأتي هذا الإنجاز ثمرةً للتعاون الوثيق بين معهد النماذج التأسيسية (IFM) في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومجموعة G42، اللذين يجسّدان معاً تقدم دولة الإمارات وريادتها في دمج الأبحاث العالمية رفيعة المستوى مع الهندسة المتقدمة والبنية التحتية الرائدة، ليقدما نموذجاً يُحتذى في الشراكة الطموحة بين القطاعين العام والخاص.
وإضافةً إلى كونه إنجازاً تقنياً بارزاً يعزز جهود دولة الإمارات في تحقيق الريادة العالمية في هذا المجال، يمثّل إطلاق نموذج K2 Think لحظة فارقة في مسيرة قطاع الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، حيث يبرهن على قدرة الابتكار مفتوح المصدر والتعاون الصناعي على إعادة رسم ملامح الحقبة المقبلة من الذكاء الاصطناعي.
ويجسد «كي 2 ثينك» نهجاً جديداً في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر ذكاء وكفاءة، فبفضل اعتماده على 32 مليار معامل فقط، يتفوّق على نماذج الاستدلال الرائدة التي تفوقه حجماً بمعدل 20 مرة.
ويعد هذا الإنجاز في كفاءة استخدام المعاملات نقلة نوعية تجعل من «كي 2 ثينك» بديلاً قوياً للاستدلال المتقدم، ويعيد تعريف حدود الإمكانات المتاحة للنماذج المدمجة الأصغر حجماً.
ويستند نموذج «كي 2 ثينك» إلى ست ركائز أساسية للابتكار، حيث يوظف التدريب الخاضع للإشراف على «سلاسل التفكير الطويلة» لتعزيز العمق المنطقي، يليه «التعلم المعزز بمكافآت قابلة للتحقق» لزيادة الدقة في معالجة المسائل المعقدة، كما يتيح «التخطيط الوكيلي» للنموذج تفكيك التحديات الصعبة قبل معالجتها استدلالياً، فيما تعزز «تقنيات التوسّع أثناء وقت الاختبار» من قدرته على التكيّف.
وإلى جانب ذلك، سيصبح «كي 2 ثينك» متاحاً على «منصة الحوسبة واسعة النطاق والمُحسّنة للاستدلال» من شركة «سيريبراس»، بما يمكّن الباحثين والمبتكرين حول العالم من دفع حدود أداء الاستدلال بسرعات غير مسبوقة.
ومع تحسين آلية «الترميز التخميني» لتتوافق مع معدات «سيريبراس»، سيحقق نموذج «كي 2 ثينك» معدل معالجة غير مسبوق يبلغ 2000 رمز في الثانية، ما يجعله واحداً من أسرع وأكثر نماذج الاستدلال كفاءة على الإطلاق.
وقد نجح نموذج «كي 2 ثينك» في ترسيخ مكانته ضمن أبرز نماذج الاستدلال في القطاع، متصدّراً جميع نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر في أداء المعادلات الرياضية على مقاييس مرجعية مثل: AIME ’24/’25 وHMMT ’25 وOMNI-Math-HARD.
ولا يعد «كي 2 ثينك» مجرد إنجاز تقني، بل يُمثل لحظة فارقة في مسيرة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، مؤكداً أن الابتكار مفتوح المصدر والشراكات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص سيساهمان في تعزيز مكانة أبوظبي على ساحة الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن مستقبل قدرات الاستدلال لا يقدر بالحجم، بل بالابتكار والتعاون المتبادل.
وقال معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وعضو مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة: يعد «K2 Think» معياراً عالمياً يعكس ريادة معهد النماذج التأسيسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ويمثل مساراً متطوراً للتعاون الدولي والبحث العلمي المتقدم، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يجسد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بدعم المؤسسات الوطنية لتطوير أنظمة متطورة لمختلف دول العالم، مما يمهد السبيل للمزيد من الابتكارات العملية القابلة للتطبيق على نطاق واسع والقادرة على إحداث تغيير جذري عالمياً.
وقال «بينغ شياو»، عضو مؤسس في مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عضو مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»: أثبت نموذج «كي 2 ثينك» قدرته على تحويل مفهوم الاستدلال بالذكاء الاصطناعي من قاعدة «الأكبر هو الأفضل» إلى «الأذكى هو الأفضل»؛ وبفضل دعم منظومة الابتكار في دولة الإمارات، تدفع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي حدود هذا المجال عبر تقنيات مفتوحة المصدر، تتميز بكفاءتها وقدرتها العالية، ومن خلال إثبات أن النماذج الأصغر حجماً والأكثر مرونة وكفاءة قادرة على مجاراة أكبر أنظمة الاستدلال، يمثّل هذا الإنجاز بداية الموجة الجديدة من الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعلى عكس معظم النماذج مفتوحة المصدر التي تقتصر على إصدار «الأوزان»، يُقدَّم «كي 2 ثينك» مصدراً مفتوحاً بالكامل، ابتداءً من «بيانات التدريب» و«أوزان الترميز» وصولاً إلى الشيفرة البرمجية الخاصة بالنشر والتحسين أثناء الاختبار، ويضمن هذا المستوى الجديد من الشفافية إمكانية دراسة خطوات كيفية تعلّم النموذج للقيام بمهام الاستدلال وإعادة إنتاجها وتوسيعها من قِبل مجتمع الأبحاث على مستوى العالم.
وقال البروفيسور «إريك زينغ»، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ الجامعي: يُعد نموذج «كي 2 ثينك» الذي طوّره «معهد النماذج التأسيسية» في الجامعة، إنجازاً بارزاً لمجتمع الأبحاث والتطوير العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن خلال تقديم هذه القدرات في إطار شفاف بالكامل، ندشن عصراً جديداً من الذكاء الاصطناعي الفعّال من حيث الكلفة مع قابليته للاستنساخ وتحقيق المساءلة، وباعتبارنا مؤسسة لا يتجاوز عمرها خمس سنوات، نفخر بباحثينا ومهندسينا وفرقنا العالمية الذين يدفعون جهود العلوم والتقنيات بروح ريادية ومبتكرة.
ويأتي نموذج «كي 2 ثينك» لينضم إلى مجموعة متنامية من النماذج اللغوية الكبيرة المطورة محلياً في دولة الإمارات ومن بينها، «جيس – Jais» نموذج اللغة العربية الأكثر تقدماً في العالم، بالإضافة إلى نموذج اللغة الهندية «ناندا – NANDA» ونموذج اللغة الكازاخية «شيركالا» – SHERKALA، كما يُعد امتداداً للإرث الريادي لنموذج K2-65B، أول نموذج تأسيسي مفتوح المصدر وقابل للاستنساخ بالكامل تم إصداره في عام 2024.
ونموذج «كي 2 ثينك» متوفر اليوم، على www.k2think.ai، ومنصة Hugging Face.