china-usa

هل تتفوق البحرية‭ ‬الصينية على‭ ‬الأمريكية؟

وضعت‭ ‬الصين‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬خططاً‭ ‬طموحة‭ ‬لتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية،‭ ‬أي‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬بهذه‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ربع‭ ‬قرن،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تمثل‭ ‬قوة‭ ‬بحرية‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬بل‭ ‬وأصبحت‭ ‬الصين،‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬تقوم‭ ‬بإرسال‭ ‬قواتها‭ ‬البحرية‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬حدودها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬والمحيط‭ ‬الهندي‭ ‬والمياه‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الشواطئ‭ ‬الأوروبية‭. ‬وأثار‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬قلق‭ ‬وهاجس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وتشمل‭ ‬جهود‭ ‬تحديث‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية‭ ‬طائفة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬والطائرات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬طموحة‭ ‬لاقتناء‭ ‬الأسلحة‭ ‬المتطورة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بخدمات‭ ‬الصيانة‭ ‬لهذه‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬يطول‭ ‬التحديث‭ ‬العقيدة‭ ‬العسكرية‭ ‬البحرية،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بالمستوى‭ ‬التدريبي‭ ‬للأفراد‭ ‬وخبرتهم‭. ‬وما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجهود‭ ‬هو‭ ‬إدراكها‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬حالياً‭ ‬بعض‭ ‬القيود‭ ‬ونقاط‭ ‬الضعف،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة،‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬عرض‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تتوخى‭ ‬بكين‭ ‬تحقيقها‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬العسكرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬أبرز‭ ‬خطط‭ ‬التحديث‭ ‬الصينية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تقييم‭ ‬لمدى‭ ‬قدرة‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬تخطي‭ ‬نظيرتها‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

أهداف‭ ‬بكين‭ ‬الاستراتيجية

تسعى‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭ ‬إبطائه،‭ ‬وتقليل‭ ‬من‭ ‬فاعليته،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نشوب‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وأي‭ ‬دولة‭ ‬مجاورة‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬تايوان‭ ‬وبصورة‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلية‭ ‬يمكن‭ ‬توضيح‭ ‬أهداف‭ ‬بكين‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬قدراتها‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬التالي‭:‬

• تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬تطورات‭ ‬طارئة‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬تايوان‭ ‬عسكرياً،‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر‭.‬

• تحقيق‭ ‬درجة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬أو‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬ولاسيما‭ ‬بحر‭ ‬الصين‭ ‬الجنوبي‭ ‬والشرقي‭.‬

• فرض‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الصين‭ ‬القائلة‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬وحدها‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الأنشطة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬منطقتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البحرية‭ ‬الخالصة‭ (‬EEZ‭) ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬200‭ ‬ميل‭ ‬بحري،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تقليص‭ ‬وجود‭ ‬البحرية‭ ‬الأجنبية،‭ ‬خاصة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فيها‭.‬

• الدفاع‭ ‬عن‭ ‬خطوط‭ ‬الاتصالات‭ ‬البحرية‭ ‬التجارية‭ ‬الصينية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الصين‭ ‬بالخليج‭ ‬العربي‭.‬

• أن‭ ‬تحل‭ ‬بكين‭ ‬محل‭ ‬نفوذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭.‬

• تأكيد‭ ‬مكانة‭ ‬الصين‭ ‬كقوة‭ ‬إقليمية‭ ‬رائدة‭ ‬وقوة‭ ‬عالمية‭ ‬كبرى‭.‬

• أن‭ ‬تكون‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬الرامية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬“منع‭ ‬الوصول‭ / ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬منطقة”‭ (‬Anti-access/Area-denial‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬امتلاك‭ ‬قوات‭ ‬بحرية‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬في‭ ‬ردع‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير،‭ ‬إبطائه،‭ ‬وتقليل‭ ‬من‭ ‬فاعليته،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نشوب‭ ‬أي‭ ‬صراع‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬وأي‭ ‬دولة‭ ‬مجاورة‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الصين،‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬تايوان‭.‬

• المشاركة‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تأمين‭ ‬أعالي‭ ‬البحار،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة،‭ ‬وإجلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬الصينيين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬عند‭ ‬الضرورة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نشوب‭ ‬صراعات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬رعايا‭ ‬صينيون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬إنسانية،‭ ‬وامتلاك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬وتقليص‭ ‬تداعياتها‭.‬

1‭ ‬- امتلاك‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭: ‬تمتلك‭ ‬الصين‭ ‬حالياً‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬“ليوانينج”‭ (‬Liaoning‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬“تايب‭ ‬001”،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬سوفييتية،‭ ‬تم‭ ‬بنائها‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي،‭ ‬تم‭ ‬بيعها‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬والتي‭ ‬استكملت‭ ‬بنائها،‭ ‬ثم‭ ‬اشترتها‭ ‬الصين،‭ ‬وكانت‭ ‬تستخدمها‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لأغراض‭ ‬التدريب،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقرر‭ ‬بكين‭ ‬تحديثها،‭ ‬وتحويلها‭ ‬للقيام‭ ‬بأدوار‭ ‬قتالية،‭ ‬وقد‭ ‬دخلت‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬حاملتي‭ ‬الطائرات‭ ‬اللتان‭ ‬تمتلكهما‭ ‬الصين‭ ‬حالياً‭ ‬لديهما‭ ‬مدرج‭ ‬يأخذ‭ ‬شكل‭ ‬منصة‭ ‬“القفز‭ ‬التزلجي”،‭ ‬وهي‭ ‬منظومة‭ ‬إطلاق‭ ‬قديمة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬المقاتلات‭ ‬حمل‭ ‬أسلحة‭ ‬أقل،‭ ‬وخزان‭ ‬مليء‭ ‬بالوقود‭.‬

كما‭ ‬تمكنت‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬أول‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬صينية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬“آيه‭ ‬001‭ ‬شاندونج”،‭ ‬والتي‭ ‬يصل‭ ‬وزنها‭ ‬إلى‭ ‬65‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬ويمكنها‭ ‬حمل‭ ‬35‭ ‬طائرة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬24‭ ‬طائرة‭ ‬للحاملة‭ ‬الصينية‭ ‬الأولى،‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬الخدمة‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬بكين‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬حاملة‭ ‬طائراتها‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬002،‭ ‬والتي‭ ‬يبلغ‭ ‬وزنها‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬طن،‭ ‬وسوف‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬40‭ ‬طائرة،‭ ‬وهي‭ ‬مزودة‭ ‬بتقنيات‭ ‬حديثة‭ ‬تسمح‭ ‬بحمل‭ ‬طائرات‭ ‬أكبر‭ ‬حجماً‭ ‬وأكثر‭ ‬سرعة،‭ ‬ويتوقع‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬الخدمة‭ ‬بحلول‭ ‬2022‭.‬

ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬حاملات‭ ‬الطائرات‭ ‬الصينية‭ ‬الصنع‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حاملتي‭ ‬الطائرات‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬لديها‭ ‬مدرج‭ ‬يأخذ‭ ‬شكل‭ ‬منصة‭ ‬“القفز‭ ‬التزلجي”،‭ ‬وهي‭ ‬منظومة‭ ‬إطلاق‭ ‬قديمة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬المقاتلات‭ ‬حمل‭ ‬أسلحة‭ ‬أقل،‭ ‬وخزان‭ ‬مليء‭ ‬بالوقود‭. ‬وواجهت‭ ‬بكين‭ ‬مشاكل‭ ‬فنية‭ ‬جعلت‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬ببنائها‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬كذلك‭ ‬بالطاقة‭ ‬النووية‭. ‬ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬امتلاك‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية‭ ‬حاملات‭ ‬طائرات‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬نظيرتها‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬سلاحي‭ ‬البحرية‭ ‬إلا‭ ‬هامشياً،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تمتلك‭ ‬حالياً‭ ‬حوالي‭ ‬11‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات،‭ ‬تفوق‭ ‬نظيرتها‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإمكانية،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المقاتلات‭ ‬على‭ ‬سطحها‭.‬

2‭ ‬ –تحديث‭ ‬سفنها‭ ‬العسكرية‭: ‬شرعت‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬سفنها‭ ‬العسكرية،‭ ‬وقدرت‭ ‬مؤسسة‭ ‬راند‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬الأسطول‭ ‬العسكري‭ ‬الصيني‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تحديثه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬٪‭ ‬من‭ ‬أسطولها‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭.‬

وقامت‭ ‬الصين‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬بشراء‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المدمرات‭ ‬الحديثة‭ ‬والفرقاطات،‭ ‬وحصلت‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬مدمرتين‭ ‬روسيتين‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬“سوفريميني”‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬مدمرتين‭ ‬أحدث‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬النوع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬ويمكن‭ ‬تزويد‭ ‬هذه‭ ‬المدمرات‭ ‬بصواريخ‭ ‬متقدمة‭ ‬روسية‭ ‬مجنحة‭ ‬مضادة‭ ‬للسفن،‭ ‬الأسرع‭ ‬من‭ ‬الصوت،‭ ‬مثل‭ ‬صاروخ‭ ‬“أس‭ ‬أس‭ ‬–‭ ‬إن‭ ‬–‭ ‬22‭ ‬صن‭ ‬بيرن”‭ (‬SS-N-22‭ ‬Sunburn‭). ‬

3‭ ‬ –تعزيز‭ ‬أسطولها‭ ‬من‭ ‬الغواصات‭: ‬سعت‭ ‬بكين‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الغواصات‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬شراء‭ ‬الغواصات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالديزل‭ ‬أو‭ ‬الغواصات‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬فقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬ثماني‭ ‬غواصات‭ ‬روسية‭ ‬تعمل‭ ‬بالديزل‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬“كيلو‭ ‬تايب‭ ‬636”،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬تسليحها‭ ‬بالصواريخ‭ ‬المجنحة‭ ‬المضادة‭ ‬للسفن‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬“أس‭ ‬أس‭ ‬–‭ ‬إن‭ ‬–‭ ‬27‭ ‬سيزلر”‭ (‬SS-N-27‭ ‬Sizzler‭). ‬وتمتلك‭ ‬الصين‭ ‬حالياً‭ ‬حوالي‭ ‬أربع‭ ‬غواصات‭ ‬نووية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬صواريخ‭ ‬باليستية‭ ‬نووية،‭ ‬وذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بحوالي‭ ‬18‭ ‬غواصة‭ ‬نووية‭ ‬أمريكية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬صواريخ‭ ‬باليستية‭ ‬ذات‭ ‬رؤوس‭ ‬نووية‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغواصات‭ ‬المهاجمة،‭ ‬فإن‭ ‬الصين‭ ‬تمتلك‭ ‬حوالي‭ ‬54‭ ‬يعمل‭ ‬أغلبها‭ ‬بالديزل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تمتلك‭ ‬حوالي‭ ‬51‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬وتعمل‭ ‬جميعها‭ ‬بالوقود‭ ‬النووي‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬تعمل‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬غواصات‭ ‬مسيرّة‭ ‬متعددة‭ ‬المهام،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬بمهام‭ ‬الاستطلاع،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الألغام،‭ ‬وتدمير‭ ‬سفن‭ ‬العدو‭. ‬وخلافاً‭ ‬لغيرها‭ ‬من‭ ‬الغواصات‭ ‬المسيرة،‭ ‬فإن‭ ‬الغواصة‭ ‬الصينية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬حجماً‭ ‬عن‭ ‬نظائرها‭ ‬المأهولة‭. ‬وتستوعب‭ ‬حجرة‭ ‬الشحن‭ ‬في‭ ‬الغواصة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬والطوربيدات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مخزون‭ ‬الوقود‭ ‬يكفي‭ ‬لعدة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الإبحار‭.‬

ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬الغواصة‭ ‬المسيّرة‭ ‬سوف‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬إذ‭ ‬لن‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مشّغل‭ ‬لتسييرها،‭ ‬إذ‭ ‬ستقوم‭ ‬الغواصة‭ ‬بتحديد‭ ‬طريقة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهمة‭ ‬بدراسة‭ ‬المسار‭ ‬والعمق‭ ‬وتحديد‭ ‬نوع‭ ‬وملكية‭ ‬المركبات،‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬مسارها‭ ‬وكيفية‭ ‬تجنب‭ ‬المخاطر‭.‬

4‭ ‬ –تطوير‭ ‬نظم‭ ‬كشف‭ ‬الغواصات‭ ‬المعادية‭ ‬وتدميرها‭: ‬تطور‭ ‬الصين‭ ‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اكتشاف‭ ‬الغواصات‭ ‬المعادية‭ ‬ومطاردتها،‭ ‬وتوظف‭ ‬عدة‭ ‬أساليب‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك،‭ ‬إذ‭ ‬يطور‭ ‬الجيش‭ ‬الصيني‭ ‬أقمار‭ ‬صناعية‭ ‬تعمل‭ ‬بالليزر،‭ ‬لكشف‭ ‬الغواصات‭ ‬المعادية،‭ ‬التي‭ ‬تبحر‭ ‬على‭ ‬أعماق‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬160‭ ‬متراً‭ ‬تحت‭ ‬سطح‭ ‬الماء،‭ ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬العمق‭ ‬ضعف‭ ‬العمق،‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬لأجهزة‭ ‬الرصد‭ ‬الحالية‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭. ‬وتهدف‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الجديدة‭ ‬لرصد‭ ‬الغواصات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭.‬

كما‭ ‬تخطط‭ ‬بكين‭ ‬لامتلاك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬مدمرة‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬قاع‭ ‬البحر،‭ ‬باستخدام‭ ‬الغواصات‭ ‬المسيّرة،‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬تصميمها‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭. ‬وتسعى‭ ‬بكين‭ ‬لتوظيف‭ ‬تلك‭ ‬المركبات‭ ‬الروبوتية‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬الأسطول‭ ‬الصيني،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مواجهة‭ ‬مستقبلية‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬الجديدة‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬أعماق‭ ‬كبيرة،‭ ‬وستكون‭ ‬عملية‭ ‬اكتشافها‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭ ‬مقارنة‭ ‬بغواصات‭ ‬الديزل‭ ‬والغواصات‭ ‬النووية،‭ ‬التي‭ ‬ينتج‭ ‬عنها‭ ‬ضوضاء‭ ‬كبيرة‭ ‬خلال‭ ‬الحركة‭.‬

تطوير‭ ‬متسارع‭ ‬وتحديات‭ ‬قائمة

أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للقيادة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬الأدميرال‭ ‬هاري‭ ‬هاريس،‭ ‬أمام‭ ‬إحدى‭ ‬لجان‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬إنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬ستتباهى‭ ‬بحرية‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬الشعبي‭ ‬الصيني‭ ‬بامتلاكها‭ ‬سفن‭ ‬حربية‭ ‬وغواصات‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬تمتلكها‭ ‬البحرية‭ ‬الروسية‭. ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬خبراء‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬تكافؤاً‭ ‬مع‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أعداد‭ ‬ونوعية‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬السطحية‭ ‬الرئيسية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬أي‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الآن‭. ‬

يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬خبراء‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬تكافؤاً‭ ‬مع‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أعداد‭ ‬ونوعية‭ ‬السفن‭ ‬الحربية‭ ‬السطحية‭ ‬الرئيسية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الآن‭. ‬ويشير‭ ‬تقدير‭ ‬آخر‭ ‬خاص‭ ‬بمكتب‭ ‬الاستخبارات‭ ‬البحرية‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬سيكون‭ ‬لدى‭ ‬الصين‭ ‬360‭ ‬سفينة‭ ‬حربية،‭ ‬مقارنة‭ ‬بإجمالي‭ ‬يبلغ‭ ‬297‭ ‬قطعة‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬السنة‭ ‬المالية‭ ‬2020‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقييمات،‭ ‬فلاتزال‭ ‬مساعي‭ ‬الصين‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية‭ ‬تواجه‭ ‬تحديات،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويمكن‭ ‬إجمالي‭ ‬أبرز‭ ‬تحديين‭ ‬في‭ ‬التالي‭:‬

1‭ ‬ –عجز‭ ‬بكين‭ ‬عن‭ ‬تصنيع‭ ‬بعض‭ ‬المنظومات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتقدمة‭:‬‭  ‬لاتزال‭ ‬الصين‭ ‬تستورد‭ ‬بعض‭ ‬المعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬مثل‭ ‬محركات‭ ‬الطائرات،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬المحرك‭ ‬“آيه‭ ‬إل‭ ‬–‭ ‬31”‭ ‬الروسي‭. ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬المحركات‭ ‬الصينية‭ ‬أن‭ ‬تبلغ‭ ‬كفاءة‭ ‬نظيرتها‭ ‬الروسية،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬اتهامات‭ ‬لبكين‭ ‬بنسخ‭ ‬تصميمات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الروسية‭ ‬والأمريكية‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬إذن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عجزها،‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬حاملات‭ ‬طائرات‭ ‬تعمل‭ ‬بالوقود‭ ‬النووي‭.‬

2‭ ‬ –خطط‭ ‬واشنطن‭ ‬المضادة‭:‬‭ ‬تدرك‭ ‬واشنطن‭ ‬جيداً‭ ‬الجهود‭ ‬الصينية‭ ‬المتسارعة‭ ‬لتحديث‭ ‬قوتها‭ ‬البحرية،‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬تبتغي‭ ‬تحقيقها‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬ولذلك‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬تدابير‭ ‬مضادة،‭ ‬ومنها‭ ‬تحويل‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نسبة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أسطولها‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬أحدث‭ ‬سفنها‭ ‬وطائراتها‭ ‬الأكثر‭ ‬تطوراً،‭ ‬وأكثر‭ ‬أفرادها‭ ‬كفاءة‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭.‬

ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬شرعت‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬مفاهيمها‭ ‬التشغيلية‭ ‬الجديدة،‭ ‬أي‭ ‬ابتكار‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬لتوظيف‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬وقوات‭ ‬مشاة‭ ‬البحرية،‭ ‬لمواجهة‭ ‬استراتيجية‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الصينية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬“منع‭ ‬الوصول‭ / ‬الحرمان‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬منطقة”،‭ ‬كما‭ ‬تخطط‭ ‬واشنطن‭ ‬لإحداث‭ ‬تحوّل‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الأسطول‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بحيث‭ ‬تضم‭ ‬جزءاً‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬الأكبر‭ ‬حجماً،‭ ‬وجزءاً‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬الأصغر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬للمركبات‭ ‬غير‭ ‬المأهولة‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الصين‭ ‬قد‭ ‬تتمكن‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تناظر‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العدد‭ ‬والقوة‭ ‬والكفاءة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تدرك‭ ‬ذلك‭ ‬جيداً،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬التحسب‭ ‬له،‭ ‬ولذلك،‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬العسكري‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن‭ ‬سوف‭ ‬يحتدم‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬القادم،‭ ‬لتحديد‭ ‬من‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬اليد‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الصينية‭ ‬والبعيدة‭ ‬عنها‭.‬

»‬الدكتور‭/ ‬شادي‭ ‬محمد ‭)‬خبير‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الأمنية‭ (‬

Facebook
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض