في ظل التقدم السريع الذي يشهده قطاع الدفاع عالمياً، تواصل شركة «ريثيون» ترسيخ مكانتها كإحدى الشركات الرائدة في مجال الدفاع الجوي والصاروخي، حيث تعتمد على عقود من الخبرة والابتكار لتطوير حلول متقدمة تواكب طبيعة التهديدات المتغيرة وتعزز أمن الدول. وخلال مشاركتها في معرض الدفاع الدولي (آيدكس 2025)، سلطت «ريثيون» الضوء على أحدث تقنياتها الدفاعية، بما يؤكد التزامها بتعزيز الأمن والقدرات العسكرية في المنطقة والعالم.
وفي هذا السياق، التقت مجلة «الجندي» السيد جوزيف دي أنتونا، نائب رئيس قسم المتطلبات والقدرات في قطاع أنظمة الدفاع البري والجوي في شركة «ريثيون»، لاستعراض رؤى الشركة المستقبلية والتطورات التقنية التي تقدمها، وأجرت معه الحوار التالي:
حدثنا عن خلفيتك المهنية والمنتجات التي عرضتها الشركة في معرض آيدكس 2025
أنا خبير في الدفاع الجوي، خدمت لمدة 30 عاماً في الجيش الأمريكي، شغلت خلالها مناصب متعددة ضمن وحدات صواريخ «باتريوت»، إلى جانب قدرات دفاعية أخرى مثل نظام «ستينغر» ونظام «ثاد» المضاد للصواريخ الباليستية.
وبعد تقاعدي، انضممت إلى «ريثيون» منذ نحو عشر سنوات، وأتولى اليوم مسؤولية إدارة محفظة أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة عالمياً، مع تركيز كبير على منطقة الشرق الأوسط.
ما هي الدول التي تستخدم أنظمة «ريثيون» حالياً في المنطقة؟
تُعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن والبحرين وقطر والكويت من أبرز الدول المشغلة لأنظمتنا الدفاعية. كما تستخدم مصر نظام «هوك» من «ريثيون»، لكنها لا تمتلك نظام «باتريوت» حتى الآن.
ما أبرز الأنظمة التي عرضتها الشركة في «آيدكس 2025»؟
قدمنا في آيدكس 2025 منتجين رئيسيين: الأول هو تطويراتنا الحديثة على نظام صواريخ «باتريوت»، حيث نعرض الرادار الجديد المعروف باسم «LTAMDS»، وهو رادار من الجيل الجديد يوفر تغطية بزاوية 360 درجة ضد التهديدات الجوية، ويُعد نقلة نوعية في قدرات الدفاع الجوي. خضع الرادار مؤخراً لمرحلة الاعتماد النهائية من قِبل الحكومة الأمريكية، وهو مُتاح حالياً لكافة مستخدمي منظومة “باتريوت”، بمن فيهم شركاؤنا في الشرق الأوسط.
أما المنتج الثاني، فهو نظام صواريخ « كايوتي» (Coyote)، وهو حل مضاد للطائرات المُسيرة، ويتميز بفعاليته العالية وتكلفته المناسبة، حيث يوفر «كايوتي» قدرات متعددة حركية وغير حركية لتحييد الطائرات المعادية، سواء المخصصة للاستطلاع أو المحملة بمواد متفجرة.
هل تم اعتماد نظام «كايوتي» للتصدير؟
النظام معتمد بشكل كامل من قِبل الجيش الأمريكي، ويُستخدم حالياً في العمليات القتالية، كما أنه متاح للتصدير. ونظراً لتزايد تهديدات الطائرات المُسيرة، نتوقع اهتماماً واسعاً من شركائنا الإقليميين.
هل تم إبرام صفقات خلال المعرض؟
هناك اهتمام كبير من الدول المشغلة لمنظومة «باتريوت» بالحصول على رادار «LTAMDS»، كما يحظى نظام «كايوتي» باهتمام متزايد في المنطقة. ومع زيادة تعقيد التهديدات المعاصرة، نعتقد أن هذه الحلول ستمثل عنصراً حاسماً في تعزيز الدفاعات الإقليمية.
هل لدى «ريثيون» برامج لنقل المعرفة والتدريب في المنطقة؟
لدينا شراكات طويلة الأمد في المنطقة، من ضمنها شركتان تابعتان لنا في كل من السعودية والإمارات، تسهمان في تبادل المعرفة ودعم المبادرات الدفاعية المحلية. وفي حين يتم تصميم برامج التدريب بناءً على الاتفاقات الحكومية، إلا أننا ملتزمون بتوفير التدريب اللازم سواء داخل الولايات المتحدة أو في المنطقة.
ما هو موقفكم من إشراك النساء في قطاع التكنولوجيا الدفاعية؟
نحن نؤمن بدور المرأة في مختلف مجالات العمل الدفاعي، بدءاً من الهندسة وصولاً إلى العمليات الميدانية. ونحن في «ريثيون» نحرص على تمكين الكفاءات النسائية الإماراتية، جنباً إلى جنب مع زملائهم الرجال، في برامج التدريب وبناء القدرات.
هل لديكم شراكات مع الجامعات في المنطقة؟
نعمل على دعم الطلاب الإماراتيين، ولدينا شراكة استراتيجية مع جامعة أبوظبي لتعزيز التوجه نحو التخصصات العلمية والتقنية(STEM) . وتأتي هذه الخطوة في إطار التزامنا بتشجيع الابتكار وتنمية الكفاءات التقنية محلياً.
ما هي تطلعاتكم المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط؟
نركز في المرحلة القادمة على ضمان نشر وتفعيل رادار «LTAMDS» ونظام «كايوتي» في المنطقة. كما ندرس إمكانية إنتاج بعض التقنيات محلياً، بما يلبي الطلب المتزايد ويعزز القدرات الصناعية الدفاعية. وستواصل «ريثيون» التزامها بتطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، والعمل مع شركائها في المنطقة لتحقيق الأمن والاستقرار.
حوار الجندي