اختُتمت يوم 9 إبريل 2025 أعمال القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 التي نظمتها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني.
عُقدت أعمال القمة على مدار يومين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» تحت شعار «معاً نحو بناء مرونة عالمية»، بمشاركة دولية هي الأكبر في تاريخ القمة.
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم 8 إبريل 2025، أعمال القمة ومعرض تقنيات إدارة الأزمات، ومعرض جاهزية الأجيال، واللذين تم تنظيمهما بالتوازي مع أعمال القمة.
حضر مراسم الافتتاح حشد من المسؤولين الحكوميين المحليين والدوليين وصناع القرار والخبراء والأكاديميين وممثلين عن المنظمات الدولية والشركات التكنولوجية، فضلاً عن روّاد عالميين في مجالات إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث والإغاثة الإنسانية.
ألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الكلمة الرئيسية للقمة بعنوان «الصمود العالمي: حماية أجيال المستقبل»، حيث قال: «يسرني أن أرحب بكم جميعاً في القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025، والتي تنعقد بدافع نبيل يتمثل في إنقاذ الأرواح والحفاظ على سلامة الأفراد والمجتمعات».
وأضاف معاليه: «أتوجّه بخالص الشكر إلى سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، على رعايته الكريمة لهذه القمة. كما أشكر الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على تنظيم هذا الحدث المهم، الذي يوفّر منصة دولية رفيعة المستوى للمختصين لتبادل الرؤى والمعارف وأفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي».
وأكد معاليه: «نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نفتخر بفعالية وكفاءة استراتيجياتنا الوطنية في التعامل مع الكوارث، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان. وتعمل الهيئة الوطنية بالتعاون مع الشركاء الوطنيين على وضع السياسات والأنظمة التي تضمن تنفيذ الخطط الوطنية على أعلى مستوى من الكفاءة».
وأشاد معاليه باستضافة العاصمة أبوظبي لهذه القمة الدولية، قائلاً: «تأتي هذه القمة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تحرص على تمكين الأفراد والمؤسسات من تنمية معارفهم، وتحسين أدائهم، وبناء جسور التعاون الإقليمي والدولي».
وقال معاليه: «لقد أكّد سموه دائماً أن المجتمع المزدهر يقوم على دعائم الأمن والسلامة، وأن الدعم المجتمعي الفاعل ضروري في أوقات الحاجة. ونحن نعتز بأن مجتمعنا في دولة الإمارات يتمتع بقدرة عالية على الاستجابة لاحتياجات أفراده. وإن هذه القمة هي تجسيد حي لرؤية سموه في التزام الدولة بحماية الأرواح وتعزيز سلامة المجتمعات، ليس على المستوى المحلي فقط، بل في المنطقة والعالم أيضاً».
وأضاف معاليه: «مجتمع ناجح هو المجتمع الذي يُحسن الاستعداد لمواجهة التحديات، سواء كانت من صنع الإنسان أو من الطبيعة. هذه القمة تساعدنا على فهم التهديدات المرتبطة بتغير المناخ، والأوبئة، والحروب، والمجاعات، والهجمات السيبرانية، والإرهاب، وغيرها من الأخطار، كما تتيح لنا تبني التقنيات الحديثة للتعامل معها، في إطار من التعاون الإقليمي والدولي».
وأكد معاليه أهمية القيم الإنسانية مثل التسامح والتضامن الإنساني في مواجهة الأزمات، مشيراً إلى أن الدول يجب أن تساعد بعضها بعضاً، وأن المؤسسات تهتم بموظفيها، والأفراد يهتمون ببعضهم بعضاً بإيثار.
وتابع معاليه: «أنا متفائل بقدرتنا الجماعية على تجاوز التحديات، وهذا ليس مجرد تفكير إيجابي، بل قناعة راسخة بأن النجاح في المستقبل يتطلب استجابات مبنية على القيم الإنسانية العليا».
وأردف قائلاً: «من المشجّع أن نرى الدول حول العالم تتعلّم من تجارب غيرها الناجحة، وتسعى لبناء قدراتها في اتخاذ قرارات مدروسة وسريعة وفعّالة، بما يضمن الحفاظ على ثقة الشعوب ومشاركتها».
وأشار معاليه إلى أن الأزمات تتيح للناس مراجعة قيمهم ومبادئهم، مؤكداً أن المرونة الشخصية والاجتماعية عنصر أساسي للتكيف مع المستقبل. وقال: «المرونة تمكّننا من التكيف مع المستقبل المتغير، وتعكس الطاقة الإيجابية الكامنة في كل فرد لإحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين».
وأوضح معاليه أن من أهم المهارات الإنسانية التي يجب تنميتها لمواجهة التحديات: التواصل، والتنظيم، والحوار، وحل النزاعات، والتفاوض، وابتكار الفرص، والتعاطف، والعمل الجماعي، وكلها تسهم في تعزيز الصمود وبناء مجتمعات أكثر قدرة على التكيف.
واختتم معاليه كلمته قائلاً: «أجدد شكري لسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان على دعمه اللامحدود لهذه القمة، كما أشكر جميع المشاركين على التزامهم النبيل في دعم المجتمعات وتطوير أنظمة الاستجابة. لقد أتيحت لكم في هذه القمة فرصة فريدة لتشكيل أجندة فاعلة ومؤثرة في هذا المجال الحيوي، وأتمنى لكم كل النجاح والتوفيق».
من جانبه، قال معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: «تؤكد هذه القمة المكانة العالمية التي باتت تحتلها دولة الإمارات في مجال الاستجابة للطوارئ، انطلاقاً من رؤية قيادتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، والتي جعلت من الدولة نموذجاً متفرداً في استشراف المستقبل، والتخطيط الاستراتيجي، وبناء الشراكات الدولية. نحن نؤمن بأن التحديات العابرة للحدود تتطلب حلولاً عابرة للحدود، ونهجاً استشرافياً واستباقياً، ومن هنا يأتي تنظيم هذه القمة لتكون منصةً دولية لتوحيد الجهود، وتبادل المعارف والخبرات، وتحقيق التكامل بين مختلف مكونات منظومة الطوارئ والأزمات في العالم»..
محوران استراتيجيان ضمن أعمال اليوم الأول من القمة:
محور القدرات العالمية
شهد اليوم الأول من القمة انطلاق أعمال محور القدرات العالمية، حيث ألقى سعادة الدكتور سيف الظاهري، مدير مركز العمليات الوطني، كلمة بعنوان «فتح آفاق المستقبل»، شدد فيها على أهمية بناء أنظمة مرنة تدعم الابتكار وتعزز من استمرارية الخدمات الحيوية خلال الأزمات.
وأوضح سعادته خلال الكلمة أن استخدام الطائرات المسيّرة وذاتية القيادة في الاستجابة للكوارث سيزداد بمعدل 20 ضعفاً بحلول عام 2028، مشيراً إلى أن 70% من القرارات التي سيتم اتخاذها أثناء الطوارئ والأزمات والكوارث ستكون مدعومة بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
بدوره، ألقى معالي كمال الدين حيدروف، وزير حالات الطوارئ في أذربيجان، كلمة بعنوان «بناء أنظمة مرنة: تعزيز التعاون الدولي للاستعداد للأزمات»، تناول خلالها ضرورة بناء منظومات متكاملة للتعامل مع التحديات غير المتوقعة.
وشهدت الجلسة أيضاً مشاركة سعادة الدكتور «فابيو تشيليلنو»، رئيس دائرة الحماية المدنية الإيطالية، بمحاضرة بعنوان «مخاطر على تناغم: نهج قائم على المجتمع»، تطرق خلالها لدور المجتمعات المحلية في رفع الجاهزية العامة، وضرورة إشراكها في كافة مراحل التخطيط والاستجابة.
وألقى «كارلوس توريس فيدال»، مدير مركز الحوادث والطوارئ في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) محاضرة بعنوان «ربط القدرات العالمية: قوة موحدة»، أكد فيها ضرورة التنسيق بين المؤسسات والجهات العالمية لتحقيق استجابة موحدة وفعالة. وتم اختتام محور القدرات العالمية بجلسة نقاشية شملت جميع المتحدثين وتطرقوا خلالها إلى آليات الربط الفعّال بين القدرات الدولية في مجال إدارة الطوارئ والأزمات.
محور تجسير الامكانيات
تواصلت أعمال القمة من خلال محور تجسير الإمكانيات، الذي بدأ بكلمة افتتاحية ألقاها فهد بطي المهيري، مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، تحت عنوان «السعي نحو مبادئ مشتركة»، أوضح فيها أن إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث اليوم لم تعد مجرد استجابة للأحداث، بل رؤية استباقية ومسؤولية عالمية مشتركة لبناء مجتمعات أكثر قدرة على المرونة، مشيراً إلى أن التعاون الدولي يعتبر أمراً أساسياً للحد من المخاطر، وأن الأمن الحقيقي لا يكمن في امتلاك الموارد فقط، بل في كيفية تجسيرها وربطها ومشاركتها لصنع واقع أكثر أماناً للجميع.
وفي محاضرة حملت عنوان «تعزيز المرونة من خلال الابتكار والتعاون»، تناول «بيت غينور»، المدير السابق للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، أهمية القيادة الاستثنائية خلال الأزمات.
كما شارك «كيليان كلاينشميدت»، خبير في الشؤون الإنسانية والتنموية، بمحاضرة ملهمة بعنوان «من الأزمات إلى الفرص»، تناول فيها كيفية تحويل التحديات إلى فرص للتحول الإيجابي.
واختُتمت جلسات المحور بجلسة تحفيزية قدمها «لارس سدمان»، خبير عالمي في القيادة العالمية والتغيير، بعنوان «كسر الحواجز من أجل غدٍ أفضل»، استعرض خلالها مبادئ القيادة الاستراتيجية خلال المواقف الطارئة.
معرضان رئيسيان يدعمان أهداف القمة
معرض تقنيات إدارة الأزمات
يأتي تنظيم «معرض تقنيات إدارة الأزمات» هذا العام في وقتٍ يشهد تحولاتٍ غير مسبوقةٍ في قطاع التكنولوجيا، وتسارعاً كبيراً في مجال ابتكار وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات الحيوية، وهو ما يرسخ مكانة المعرض ويزيد من أهميته، كونه يعتبر منصة فريدة تجمع بين أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجال الاستجابة للطوارئ.
ويتميز المعرض بكونه منصة دولية تجمع بين التقنية والمعرفة، حيث يستعرض أحدث أنظمة القيادة والتحكم الذكية، والتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة، وتقنيات توليد الإنذارات المبكرة للكوارث الطبيعية والبيئية والصحية.
وتضمن المعرض نماذج محاكاة ميدانية، وأنظمة الروبوتات والطائرات بدون طيار، وأجهزة تعتمد على الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتدريب الكوادر على الاستجابة للأزمات.
وتمثل هذه التقنيات الجيل الجديد من أدوات إدارة الطوارئ، وتؤكد التزام دولة الإمارات بالتحول الرقمي في هذا المجال الحيوي والمهم.
معرض جاهزية الأجيال
يأتي تنظيم «معرض جاهزية الأجيال»، انسجاماً مع إعلان عام 2025 «عام المجتمع»، ويهدف إلى بناء ثقافة مجتمعية متقدمة في التعامل مع الأزمات، عبر منصات تعليمية وتفاعلية موجهة للأطفال والشباب لتعزيز الوعي الوقائي، من خلال ورش عمل وسيناريوهات للطوارئ تحاكي الواقع وتغرس ثقافة الاستعداد المبكر.
وقدم المعرض للزوار فرصة نوعية للتعلم من الخبراء والمختصين، حيث يضم أنشطة تفاعلية لتعزيز الوعي بمخاطر الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والحرائق والفيضانات، وورش عمل وتدريبات مبسطة حول أفضل الإجراءات التي يجب اتباعها في حالات الطوارئ، وجلسات تثقيفية حول إعداد «خطط الاستجابة العائلية»، وتعريف الأطفال على أحدث الأدوات والتطبيقات الذكية التي تساعدهم في حالات الطوارئ، وتغرس لديهم مفاهيم الجاهزية المجتمعية والاستجابة والانضباط والتصرف السليم في أوقات الأزمات.
مشاركات لافتة
شهدت القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 مشاركات لافتة من مختلف المؤسسات الوطنية والشركات المحلية والعالمية.
فقد شاركت وزارة الدفاع في القمة بوصفها شريكاً استراتيجياً واستعرضت مجموعة من الحلول الذكية والتقنيات المتطورة في مجالات الاستجابة والإنقاذ، شملت عرض طائرات مزودة بالذكاء الاصطناعي للمراقبة، ومنظومات متقدمة للكشف عن المواد الخطرة، إلى جانب آليات وأجهزة برية وجوية وبحرية حديثة، ومعدات دقيقة للبحث والإنقاذ.
وفد من مكتب سمو وزير الدفاع يشارك في القمة
شارك وفد من مكتب سمو وزير الدفاع في فعاليات القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات، وذلك تأكيداً على الالتزام بدعم الجاهزية الوطنية وتبادل الخبرات في مجالات الاستجابة للطوارئ والأزمات.
وقام الوفد بجولة في المعرض المصاحب للقمة، حيث اطلع على أحدث الابتكارات والتقنيات المعروضة في مجالات إدارة الكوارث والطوارئ، وتعرف على أفضل الممارسات المعتمدة من قبل المؤسسات الإقليمية والدولية المختصة.
كما التقى الوفد عدداً من الجهات المشاركة، وبحث سبل تعزيز التعاون وتبادل المعرفة في هذا المجال الحيوي.
على صعيد متصل، سلط «الدفاع المدني» خلال المشاركة الضوء على قدراته المتطورة في الاستجابة للطوارئ، خاصة من خلال أنظمة الإنذار المبكر، ونظم الاستشعار الذاتي في المنشآت الحيوية.
وبرز خلال الفعالية روبوت الإطفاء Thermite-RS3، المصمم للعمل في البيئات الخطرة، وآلية متخصصة للبحث والإنقاذ مزودة بكامل المعدات اللازمة للتدخل السريع وحماية الأرواح.
واستعرضت الإدارة العامة للدفاع المدني بدبي حلولاً رائدة مثل طائرة «شاهين» لمكافحة حرائق المباني العالية، ومركبة هامر H2 الكهربائية المخصصة لمهام الطوارئ في البيئات الوعرة، بالإضافة إلى برنامج جاهزية الدفاع المدني (DCD Readiness) المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يُستخدم للتنبؤ بالحوادث وتوزيع الموارد بكفاءة.
وعرضت الإدارة مبادرة «جاهزية المليار» الهادفة لتدريب مليار شخص عالمياً على السلامة من الحرائق.
واستعرض مجلس أبوظبي للأبحاث التكنولوجية المتقدمة مجموعة من الحلول التكنولوجية المتطورة التي تدعم الاستجابة الفعالة للأزمات والطوارئ، وشملت Falcon وهو نظام ذكاء اصطناعي توليدي يتيح تحليلاً سريعاً ومعمقاً للبيانات لدعم عملية اتخاذ القرار، بالإضافة إلى نظام الملاحة الجوية GNSS-Free Navigationالمصمم للتنقل الدقيق في البيئات التي تفتقر لإشارات الأقمار الصناعية.
كما قدم المجلس منظومة Centurion الأمنية المتقدمة، التي توظف الذكاء الاصطناعي للرصد الفوري والاستجابة السريعة لحماية المنشآت الحيوية، إلى جانب نظام SAR المتخصص في رسم الخرائط والبحث والإنقاذ، والذي يستند إلى تقنيات استشعار متقدمة لتسريع الاستجابة أثناء الكوارث.
وقدّمت شركة «نافكو» مجموعة من حلول السلامة ومكافحة الحرائق، منها شاحنات الإطفاء، ومركبة ARFF Falcon الخاصة بحالات الطوارئ في المطارات، وآليات لصرف المياه في المواقع الحضرية.
وأكدت خلال مشاركتها التزام الشركة بتطوير حلول سلامة مبتكرة تُطبق في أكثر من 100 دولة.
فيما استعرضت شركة Noggin منصتها الشاملة لإدارة الأحداث الحرجة والمرونة المؤسسية، وأعلنت عن إطلاق Noggin 2.0 في دولة الإمارات، والتي توفر حلولاً سحابية متقدمة لإدارة دورة حياة الأزمات من الاستعداد وحتى التعافي، ضمن بيئة متكاملة قابلة للتخصيص.
على صعيد آخر، سلطت القيادة العامة لشرطة دبي الضوء على استخدامها المتقدم للتقنيات في الاستجابة للطوارئ، بما يشمل مركز القيادة والسيطرة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والإنذار المبكر.
كما استعرضت «تسلا سايبر ترك» كجزء من أسطولها، وآلية إنقاذ برية متطورة قادرة على الوصول للمناطق الوعرة، في تجسيد لاستراتيجيتها الرامية لبناء مجتمع أكثر مرونة وأمناً.
وعرضت شركة ENKI حلولاً متقدمة في مجال الأمن السيبراني وإدارة المخاطر، شملت أنظمة استشعار تعتمد على الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية، وتدعم المؤسسات في اتخاذ قرارات استباقية، وتُساهم في تعزيز البنية التحتية الرقمية.
واستعرضت جامعة خليفة مشاريع بحثية وابتكارية يقودها معهد الأمن الدولي والمدني التابع للجامعة، وتركّز على تحليل البيانات والإحصائيات لدعم التنبؤ بالمخاطر.
كما أبرزت دراسات الطلبة في مجالات الاستجابة للطوارئ، تأكيداً على دور الجامعات في بناء كوادر وطنية قادرة على مواجهة الكوارث المستقبلية.
ورش عمل رئيسية بمشاركة نخبة من الخبراء
شهد اليوم الأول من القمة انعقاد أربع ورش عمل رئيسية قدمت للمشاركين فرصة استثنائية لاكتساب مهارات متقدمة في إدارة الأزمات والطوارئ.
وتناولت ورش العمل مجموعة من الموضوعات الحيوية التي تواكب التحديات الراهنة في هذا المجال، بما في ذلك «النماذج الذهنية للقادة للتفكير المسبق أثناء الأزمات» قدمها «لارس سدمان»، و«تطوير القيادة في مجال الطوارئ والأزمات» قدمها «بيت غينور»، و«تطوير الاستراتيجيات الفعّالة لإدارة الأزمات» قدمتها مها الميسري من جامعة خليفة، و«الابتكار في الذكاء الاصطناعي ودوره في اتخاذ القرارات أثناء الأزمات» قدمها كل من الدكتور «فيليبور بوجكوفيك»، والدكتور هلال القوابعة، من مركز محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي.
فعاليات اليوم الثاني
شهدت فعاليات اليوم الثاني من القمة جلسات ومناقشات رفيعة المستوى حول المحور الثالث وهو «إدارة الغموض» لمناقشة أهمية تطوير استراتيجيات متقدمة للتعامل مع الأزمات غير المتوقعة والمخاطر المتزايدة في بيئة عالمية معقدة وأساليب التحليل الاستباقي والتنبؤ بالمخاطر، وبناء أنظمة قادرة على التكيف السريع واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات والذكاء الاصطناعي.
أما المحور الرابع «الاقتصاد المتكيف» فركز على الاستراتيجيات المبتكرة للتعامل مع الأزمات المستقبلية، والتعريف بالفرص المتاحة لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
كما شهد اليوم الثاني سلسلة من ورش العمل قدمها خبراء ومتخصصون في مجالات إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مع التركيز بشكل أساسي على التقنيات الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
«مجرة زايد» تعرض سيناريوهات المخاطر في «قمة إدارة الطوارئ والأزمات»
قدّمت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، في إطار مشاركتها في القمة العالمية لإدارة الأزمات والطوارئ 2025، منصة «مجرة زايد» التفاعلية، التي تمثل تجربة ذكية متقدمة في مجال استشراف المخاطر وتعزيز الجاهزية الوطنية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات التفاعلية الحديثة.
وتمثل «مجرة زايد» منصة عرض استباقية تهدف إلى تمكين الأفراد والجهات من فهم طبيعة المخاطر المستقبلية والتفاعل معها، عبر بيئة رقمية متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتفاعل الحسي والبصري.
وتسعى الهيئة من خلال «مجرة زايد» إلى تمكين الجهات من اتخاذ قرارات استراتيجية دقيقة وسريعة، مبنية على تحليل البيانات واستشراف المخاطر المستقبلية.
وتتيح المنصة للزوار التفاعل المباشر مع روبوت ذكي، قادر على شرح طبيعة المخاطر المتوقعة، والتنبؤ بها، وتقديم إرشادات حول كيفية التعايش والتعامل معها، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو حتى الحكومات.
وأكدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن التجربة لا تزال في مرحلتها الأولى، مع خطط مستقبلية لتوسيع سجل المخاطر وتطوير إمكانيات التفاعل، بهدف جعل «مجرة زايد» أداة وطنية شاملة تدعم منظومة اتخاذ القرار في حالات الطوارئ والأزمات.
وتعتمد المنصة على شاشة «هولوغرافية» مدعمة بحساسات صوتية وحركية، تعرض حالياً أربعة أنواع رئيسية من المخاطر هي البيئية، والبيولوجية، والفضائية، والسيبرانية.
تغطية: رازي عزالدين الهدمي – تصوير: عبدالله محمد السويدي