تمتلك إسبانيا سفينة إنزال برمائية متطورة تسمى أطلس 13000، وهي واحدة من أفضل السفن الحربية في العالم، حيث أثبتت كفاءتها وقدرتها الكبيرة على تلبية مختلف المتطلبات وتأدية أصعب المهمات على أكمل وجه.
يعود الفضل في بناء سفينة أطلس العملاقة إلى شركة «نافانتيا» (NAVANTIA) الإسبانية العالمية المتخصصة في تصميم وبناء السفن البرمائية، مع مجموعة من المنتجات التي تغطي مجموعة واسعة من السفن البرمائية الحربية المستخدمة في النقل والإنزال، ومنصة لحمل الطائرات (LPD،LHD ، LCM) وغيرها الكثير من الاستخدامات المتعلقة بالدعم اللوجستي العام. قامت «نافانتيا» بتصميم سفينة أطلس 13000 وتثبيتها على أساس فئة سفينة الإنزال البرمائية «غاليسيا» (Galicia Class LPD)، مع وحدتين تعملان في البحرية الإسبانية، وتشتركان في التصميم مع سفينة الإنزال «Rotterdam Class LPD» فئة LPD العاملة في البحرية الهولندية.
المهام
تتمثل المهام الرئيسية لسفينة أطلس الإسبانية في نقل القوى الاستكشافية إلى مناطق النزاع والكوارث، فضلاً عن كونها مستشفى عائماً لديها القدرة على تقديم الدعم الطبي والجراحي في أي مكان في العالم.
تم تصميم السفينة الإسبانية لنقل ونشر القوات والمركبات ومختلف أنواع المواد والمعدات في المناطق التي لا توجد بها بنية تحتية، حيث لديها القدرة على إجراء عمليات نقل إلى الشاطئ مع سفن الإنزال من رصيفها الداخلي القابل للفيضان وعبر المروحيات من سطح الطيران.
فيما يتعلق بالقدرة على تقديم المساعدة الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية، يجدر إبراز مشاركة البحرية الإسبانية بسفينة الإنزال «غاليسيا» في عمليات الإغاثة في حالات الكوارث مثل تلك التي أعقبت الفيضانات التي سببها إعصار «ميتش» في بلدان أمريكا الوسطى، ولتنظيف التلوث الناجم عن غرق ناقلة النفط «برستيج» قبالة السواحل الإسبانية في عام 2002، وعملية «استجابة التضامن» الإنسانية في إندونيسيا للمساعدة في التخفيف من آثار كارثة التسونامي، ودعمها كسفينة مستشفى في مليلية خلال جائحة كورونا، بالإضافة إلى الكثير من المهام والبعثات الدولة المهمة.
المواصفات
يبلغ طول سفينة الإنزال الإسبانية أطلس 160 متراً، وعرضها 25 متراً، ومزودة بغاطس يبلغ عمقه 5.8 متر، وتصل حمولتها الكاملة إلى 13000 طن، وتتسع لـ164 شخصاً من أفراد الطاقم، بالإضافة إلى 637 فرداً على متنها، كما أنها تبحر بسرعة 12 عقدة، ويصل مداها إلى 6000 ميل بحري.
وتعتمد السفينة في عملها على محطة دفع تعمل بأربعة محركات ديزل، بطاقة إجمالية تبلغ 16 ميغاوات ومروحتين متغيرتين، مما يسمح لها بالحفاظ على سرعة قصوى تبلغ 20 عقدة.
تتمتع السفينة بمستوى عالٍ من القدرة على البقاء مع تدابير تهدف إلى التخفي وتخفيض فرص الكشف والظهور تخفيض المقطع العرضي للرادار، والتدابير العملية لتقليل البصمات الصوتية والأشعة تحت الحمراء، ونظام لإزالة المغنطة، كما تمتلك أنظمة دفاعية متطور تساعد على حمايتها من أي مخاطر هجومية مهما كان نوعها.
العمليات الجوية
تسمح مرافق الطائرات بالسفينة على دعم عمليات طائرات الهليكوبتر ليلاً ونهاراً وعمليات الإقلاع والهبوط ونقل البضائع والإمدادات من سفن الإمداد إلى أسطح السفن البحرية الأخرى وعملية تزويد طائرات الهليكوبتر بالوقود في الجو (HIFR) في مختلف ظروف الأحوال الجوية، مما يوفر الخدمة والصيانة الكاملة لطائرات الهليكوبتر متوسطة الحجم مثل طائرات الهليكوبتر MH-60R و NH-90.
تحتوي السفينة على منصة طيران مع مهبطين لطائرات هليكوبتر من نوع MH-60R أو NH-90 وحظيرة بمساحة 510 أمتار مربعة لست طائرات هليكوبتر MH-60R أو أربع طائرات NH-90نسخة بحرية.
وتدعم السفينة الإسبانية نقل وتشغيل الطائرات المسيرة، حيث يتم تخزينها في الحظيرة مع طائرات الهليكوبتر.
سعة النقل البرمائية
تحتوي السفينة على مساحات النقل البرمائية التالية:
• رصيف قابل للفيضان بنحو 890 متراً مربعاً وسعة 4 أمتار مكعبة، وقوارب قابلة للنفخ ذات هياكل صلبة (RHIBs)، أو إمكانية نقل ما يصل إلى 16 صهريجاً.
• مرآب رئيسي للسيارات بمساحة 725 متراً مربعاً تقريباً، وسعة نقل تصل إلى 50 مركبة خفيفة أو 14 صهريجاً.
• مرآب ثانوي للسيارات بمساحة 285 متراً مربعاً تقريباً، وسعة نقل تصل إلى 16 مركبة خفيفة.
• إمكانية نقل المركبات الخفيفة على سطح الطيران حتى 100 مركبة خفيفة) وحظيرة (36 مركبة خفيفة غير متوافقة مع العمليات الجوية.
ويتم توصيل كل من رصيف الميناء، ومرائب المركبات، ومنصة الطيران، وحظيرة الطائرات إما بالاتصال المباشر وإما من خلال المصاعد لتسهيل نشر المركبات والمعدات من الرصيفعبر سفن الإنزال) ومن سطح الطيران (عبر طائرات الهليكوبتر.
بصرف النظر عن البضائع القابلة للدحرجة، يمكن للسفينة أن تحمل ما يصل إلى 700 طن من البضائع المتنوعة، مما يسمح لها بالبقاء ما بين شهرين وخمسة أشهر دون دخول الميناء.
وتجدر الإشارة إلى أن المكمِّل الأساسي لسفينة الإنزال الإسبانية هي قوارب الإنزال الميكانيكية البرمائية LCM-1E من تصميم وصنع «نافانتيا»، حيث يعمل 24 قارباً منها مع القوات البحرية الإسبانية والأسترالية.
وتتميز هذه القوارب بسرعتها العالية التي تصل إلى 22 عقدة، و13 عقدة في حالة الحمولة الكاملة 65 طناً.
كما تتوافق هذه القوارب مع سفينة أطلس مما يسمح لها بنشر المركبات والقوات على الشاطئ في وقت قياسي.
التجهيزات الطبية لعمليات الإغاثة من الكوارث
تحتوي سفينة أطلس على مستشفى مجهز بغرفة للإنعاش والفرز وغرفة عمليات وغرفتي عمليات كاملتين ووحدة عناية مركزة بها ثمانية أسرة وجناح للأمراض المعدية بأربعة أسرة وغرفة استشارة وأشعة وتعقيم وطبيب أسنان ومختبر وصيدلة.
أنظمة المهمات
يعتمد نظام القتال في السفينة الإسبانية على منظومة (Navantia CATIZ CMS) التي تعمل بها القوات البحرية الإسبانية والعديد من القوات البحرية الأخرى.
وتقوم منظومة (CATIZ CMS) بدمج مؤثرات السفينة وأجهزة الاستشعار، وتقدم المساعدة في التخطيط التكتيكي، وتصنيف البيئة، وتوفير تفسير وتقييم المعلومات القتالية وبيانات الاستشعار، ونشر البيانات التي تم تقييمها، مما يسمح بتحديد الأهداف وتوجيه أوامر الاشتباك إلى أنظمة الأسلحة.
قامت «نافانتيا» باعتماد نظام ملاحة متطور وجسر متكامل يسمى (MINERVA) على سفينة أطلس، حيث يوفران العديد من المميزات، منها التخطيط الفعال للمسار والمراقبة باستخدام الخرائط الملاحية الإلكترونية، وتوجيه السفينة الآمن والتحكم في الملاحة، والمراقبة والتحكم المركزي السلس من الجسر، وتوزيع لوحة لمجموعة مشتركة ودقيقة من المعلومات الملاحية المتماسكة.
أما بالنسبة إلى الاتصالات الداخلية والخارجية، فتعتمد السفينة أطلس على نظام التحكم في الاتصالات المتكامل Navantia HERMESYS، حيث يوفر اتصالات صوتية وبيانات داخلية وخارجية موثوقة وسريعة وآمنة، ومعدات لاسلكية لتغطية الإرسال والاستقبال في الترددات المنخفضة جداً (VLF) والعالية (HF)، وذات التردد العالي جداً (VHF) ونطاقات التردد فوق العالي (UHF)، كما يوفر النظام الفريد معدات راديو النظام الملاحي العالمي للاستغاثة والأمان (GMDSS) ونظام (SATCOM). وتتوفر أيضا للسفينة اتصالات داخلية وخارجية متكاملة وأنظمة الهاتف (تلقائية وذاتية التشغيل) ونظام العناوين العامة والترفيه ونظام مراقبة الدوائر التلفزيونية المغلقة.
التصميم المعياري ومرونة التكيف مع الاحتياجات البحرية
قدمت شركة «نافانتيا» لأول مرة خلال معرضي آيدكس ونافدكس 2021 أداة تكوين جديدة لسفن الإنزال، وهي أداة تسمح بتخصيص البدائل المختلفة للسفينة تلبية لاحتياجات العميل، حيث تعتمد على نظام تصميم معياري مبتكر.
في التصميم البحري، تكون كل سفينة فريدة من نوعها من حيث المهمة ومناطق العمليات والقدرات المطلوبة، وعادة ما تصبح نموذجاً أولياً لتلك السلسلة من السفن.
يوفر التصميم المعياري رشاقة في التصميم، مما يقلل من أوقات البناء ودورة الحياة والتكاليف، ويسهل دمج التقنيات الجديدة ويوفر مرونة تشغيلية أكبر للسفن متعددة المهام.
وتعتبر شركة «نافانتيا» من الشركات المتخصصة في القطاع البحري في استخدام هذه التقنية، والتي تتكون من تقسيم السفينة إلى وحدات معيارية مرتبطة بقدرات مختلفة، مثل نظام الدفع أو السعة الجوية أو القابلية للسكن.
ويتيح هذا الحل للعميل تكوين السفينة وتكييفها بشكل أكثر فاعلية مع احتياجاته، بما في ذلك إضافة الميزات أو إزالتها بطريقة بسيطة. ويعتبر هذا المُكوِّن أداة افتراضية تتيح للعميل تصور التكوينات المختلفة للسفينة.
بالإضافة إلى ما سبق، تم دمج مفهومين آخرين الأول استخدام وحدات المهام المعبأة في حاويات، والتي تزيد من تعدد استخدامات السفينة دون الحاجة إلى زيادة حجمها أو تعقيد المعدات والخدمات المثبتة بشكل دائم على متنها.
أما المفهوم الثاني فيتمثل في تحديد الأنظمة التي يمكن أن تكون قابلة للتطوير وفقاً لرغبات العميل واحتياجاته، مثل أنظمة القتال أو الاتصالات، بحيث يمكن للعميل اختيار النظام الذي يناسب متطلباته على أفضل وجه من بين مستويات الأداء المختلفة.
إكرام بندلة
(باحثة في الشؤون العسكرية)
