اختتمت يوم 14 يونيو 2025 في العاصمة الإندونيسية جاكرتا النسخة العاشرة من معرض ومنتدى «إندو ديفنس» (Indo Defense Expo & Forum)، الذي يُعد منصة رئيسية لاستعراض أحدث الابتكارات والتقنيات في الصناعات الدفاعية البرية والبحرية والجوية.
وأسهم المعرض الدفاعي على مدار 4 أيام في جذب أكثر من 40.000 زائر، مما عزز من أواصر التعاون الدولي بين مختلف الشركات والحكومات والوفود الدولية المشاركة فيه، حيث شاركت في المعرض أكثر من 1000 شركة محلية ودولية من حوالي 60 دولة، بما في ذلك 35 جناحاً وطنياً ودولياً.
ويعتبر معرض ومؤتمر إندونيسيا الدفاعي، الذي أقيم بالتزامن مع معرض ومؤتمر إندونيسيا الجوي «إندو ايروسبيس» (Indo Aerospace Expo & Forum) ومعرض ومؤتمر إندونيسيا البحري «إندو مارين» (Indo Marine Expo & Forum)، واحداً من أكبر المعارض المتخصصة في المجالات الدفاعية والبحرية والجوية في العالم، ونقطة التقاء شاملة تحظى بحضور دولي واسع لصناع القرار والسلطات الدفاعية والشركات من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز التنافسية ويقدم فرصاً لتوقيع الاتفاقيات ومذكرات تفاهم بين جميع الأطراف.
منتديات استراتيجية
لم يكن المعرض مجرد عرض للأسلحة والأنظمة، بل جاء هذا العام بصيغة أعمق وأكثر تأثيراً، من خلال تنظيم سلسلة من المنتديات الحوارية عالية المستوى، التي ناقشت مستقبل التعاون الدفاعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وأبرز التوجهات في مجال التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا، مع تسليط الضوء على أهمية توطين الصناعات الدفاعية كخيار استراتيجي للسيادة الأمنية.
وقد شكل حضور كبار القادة العسكريين وصناع القرار وقادة الفكر الدفاعي من مختلف الدول فرصة لتبادل الرؤى حيال التحديات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم، ولا سيما في ظل تزايد التهديدات السيبرانية، وتصاعد أدوار الأنظمة غير التقليدية في الصراعات المعاصرة، وتنامي أهمية الذكاء الاصطناعي في إدارة الحرب والسلام.
مشاركة إماراتية متميزة
شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة بجناح وطني بمعرض إندونيسيا للدفاع 2025، وذلك بدعم من وزارة الدفاع ومجلس التوازن في إطار جهود الدولة الرامية إلى تعزيز حضورها الدولي في قطاع الصناعات الدفاعية.
وامتد الجناح الوطني الإماراتي على مساحة 704 أمتار مربعة وضم أكثر من 90 منتجاً وأنظمة متقدمة في مجالات الدفاع البري والبحري والجوي، إضافة إلى تقنيات الأمن السيبراني والاتصالات، ما يعكس التطور المتسارع الذي تشهده الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات.
كما ضم الجناح الوطني مجموعة من شركات الصناعات الدفاعية التابعة لمجموعة «ايدج» من أبرزها «كراكال»، و«لهب»، و«الطارق»، و«هالكن»، و«الجسور»، و«نمر»، وأبوظبي لبناء السفن، و«سيجنال»، و«كاتم»، و«أوريكس لابز»، و«هورايزن»، و«بيكن رد»، و«أداسي»، حيث استعرضت تلك الشركات أحدث منتجاتها وتقنياتها في مختلف مجالات التكنولوجيا والتصنيع الدفاعي فيما شاركت شركة «أمرُك» ضمن الشركات الإماراتية في الجناح الوطني.
تُعد المشاركة الإماراتية في معرض الدفاع الإندونيسي خطوة نوعية ضمن استراتيجية الدولة الرامية إلى فتح أسواق جديدة، وتوطيد التعاون الصناعي مع الشركاء في آسيا، واستكشاف فرص واعدة تدعم تنمية الاقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
منصة حيوية للتعاون والشراكة
لم تقتصر المشاركة الإماراتية على استعراض المنتجات، بل مثّلت منصة نشطة لعقد اللقاءات الثنائية والاجتماعات التقنية مع نظرائها من الدول المشاركة، لبحث فرص الشراكة الصناعية ونقل التكنولوجيا، والتعاون في مجالات التصنيع المشترك، لاسيما مع الجانب الإندونيسي والدول المحورية في جنوب وشرق آسيا.
وقد برز الاهتمام الواضح بتوسيع مجالات التعاون في ضوء الثقة الدولية المتنامية بالكفاءة الإماراتية، والنموذج الذي تقدمه الدولة في الجمع بين التقنية والتمكين الاقتصادي والاستقلال الاستراتيجي.
زيارات رفيعة المستوى
شهد الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في معرض ومنتدى «إندو ديفنس 2024» زيارة فخامة «برابوو سوبيانتو»، رئيس جمهورية إندونيسيا، حيث اطّلع فخامته على أبرز ما تقدمه الشركات الوطنية الإماراتية من حلول وتقنيات متقدمة في مجالات الدفاع والأمن.
كما زار الجناح كلٌّ من سعادة عبدالله سالم الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية إندونيسيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، واللواء الركن حميد محمد الرميثي، قائد القوات البحرية الإماراتية، حيث التقيا ممثلي الشركات الإماراتية العارضة واطلعا على مشاركتها المتميزة في المعرض.
وفي إطار التعاون الدفاعي المتنامي بين البلدين، قام الفريق أول محمد علي، قائد القوات البحرية الإندونيسية، بزيارة الجناح الوطني الإماراتي، حيث جرى استعراض مجالات التعاون الممكنة بين الجانبين في القطاع البحري والدفاعي.
وتعكس هذه الزيارات الرفيعة المستوى أهمية مشاركة دولة الإمارات في هذا الحدث الدولي البارز، ودورها المتنامي في صناعة الدفاع على المستوى الإقليمي والدولي.
