ABU DHABI, UNITED ARAB EMIRATES - November 27, 2019: HH Sheikh Mohamed bin Zayed Al Nahyan, Crown Prince of Abu Dhabi and Deputy Supreme Commander of the UAE Armed Forces (R) and HRH Prince Mohamed bin Salman bin Abdulaziz, Crown Prince, Deputy Prime Minister and Minister of Defence of Saudi Arabia (L), stand for a photograph after signing the minutes of the Saudi-Emirati Coordination Council during a state visit, at Qasr Al Watan.

( Rashed Al Mansoori / Ministry of Presidential Affairs )
---

مجلس التنسيق السعودي الإماراتي

» الجندي – خاص
العلاقات الاماراتية السعودية ذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة، وخاصة بشأن المستجدات من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار المنطقة ومواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب، مع العمل بدأب على تعزيز وتعميق التعاون المشترك، وذلك في ظل التنسيق والتعاون والتشاور المستمر بين البلدين.

العلاقات الإماراتية السعودية الأسس والمنطلقات والثوابت
تقوم العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على أسس ومنطلقات وثوابت، هي التي تضمن قوتها واستدامتها وقدرتها على النمو والتقدم إلى الأمام في المجالات المختلفة، على الرغم من التغيرات والتحولات الكبيرة في البيئة الإقليمية والدولية، يمكن الإشارة إلى أهمها في الاتي:

1
الإيمان بقيمة الوحدة
تمثل الإمارات والسعودية تجربتي وحدة ناجحتين في المنطقة؛ حيث استطاع الشيخ زايد، رحمه الله، توحيد الإمارات تحت علم واحد في عام 1971، ومن ثم أنشأ دولة قوية أساسها هو الوحدة بين أبنائها ضمن وطن واحد. وعلى الجانب السعودي فإن الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، استطاع أن يوحد “مساحات شاسعة، مترامية الأطراف، متنوعة الثقافات والعادات، لتشكل وطناً واحداً ونسيجاً متجانساً، هو المملكة العربية السعودية”.
وهذا خلق حالة من التوافق بين البلدين حول أهمية الوحدة والعمل من أجلها، سواء على المستوى الخليجي من خلال تعزيز العمل الخليجي المشترك عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي كان لهما دور بارزً في إنشائه في عام 1981، والمحافظة عليه ودعم استمراريته، أو على المستوى العربي من خلال تعزيز العمل العربي المشترك والسعي نحو تفعيله في المجالات المختلفة عبر جامعة الدول العربية، أو على المستوى الداخلي من خلال الوقوف إلى جانب وحدة الدول في المنطقة في مواجهة أي محاولات لتفكيكها أو النيل من وحدتها، وهو ما يتضح من سياسة البلدين بعد عام 2011 خاصة تجاه اليمن والعراق ولبنان وليبيا وغيرها من الدول التي تهددت وحدتها الداخلية بفعل قوى وميليشيات دينية أو طائفية.
2
الإيمان بالمصير المشترك و«الخندق الواحد»
يؤمن البلدان بأن العلاقات بينهما ليست مجرد علاقات بين دول تقوم على تبادل المصالح والمنافع، وإنما هي علاقات خاصة تقوم على وحدة الهدف والمصير والوقوف في خندق واحد في مواجهة التحديات والمخاطر. ولعل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد عبر عن هذا المعنى أفضل وأبلغ تعبير حينما قال في اجتماع مجلس التنسيق السعودي-الإماراتي في دورته الثانية في أبو ظبي في نوفمبر 2019 بحضور الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية إن “ العلاقات بين الإمارات والسعودية ليست علاقات تاريخية واستراتيجية فحسب، وإنما هي علاقات دم ومصير مشترك”، والمعنى نفسه أكد عليه الأمير محمد بن سلمان بن حينما قال إن “ العلاقات المتينة بين قيادتي البلدين وشعبيهما، مبنية على أسس راسخة وتاريخية من التعاون والسياسات المشتركة تجاه شؤون المنطقة والعالم وقضاياهما”.
وفي سبتمبر 2019 قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إن “الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة.. والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات وإستقرار المنطقة.. يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا”.
هذا الإيمان بالمصير المشترك، يمثل مرجعية أساسية في علاقات البلدين، ويجعل كل منهما ينظر إلى أمن الآخر باعتباره أولوية بالنسبة إليه، وهو ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بعد العدوان على منشآت نفطية سعودية في سبتمبر 2019 بقوله “أمن دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمن المملكة العربية السعودية واحد لا يتجزأ”.
3
التقدير المشترك.. كيف ينظر كل منهما للآخر؟
ففي الوقت الذي تعتبر فيه المملكة العربية السعودية أن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة محورية في المنطقة، وعنصر أساسي ضمن منظومتي العمل الخليجي المشترك والعمل العربي المشترك، وطرف فاعل في تفاعلات المنطقة وتوازناتها، فإن الإمارات تعتبر المملكة العربية السعودية ركيزة الأمن والاستقرار في المنطقة وعمود الخيمة الخليجية والعربية الذي يتم الارتكان إليه في أوقات الشدة، وقد جسدت تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا الموقف في أكثر من مرة، حيث يقول سموه أن “ دولة الإمارات العربية المتحدة آمنت دائما بأن المملكة العربية السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار الإمارات وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى”،5 وفي مناسبة أخرى يقول سموه “إن المملكة العربية السعودية الشقيقة هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها”.
4
وضوح الرؤية
تشترك الامارات والسعودية في وضوح الرؤية على المستويين الداخلي والخارجي، ما يمثل أساساً صلباً لعلاقاتهما. فعلى المستوى الداخلي يعمل البلدان على خدمة مصلحة شعبيهما، وتحقيق التنمية الشاملة، وجعل ذلك بمثابة أولوية قصوى لهما. وعلى المستوى الخارجي، يعمل البلدان من أجل الاستقرار والسلام والأمن سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الدولي، بعيداً عن الإيدولوجيات الدينية أو الطائفية، أو أحلام الهيمنة والتمدد. وهذا يكسب البلدين احترام العالم وثقته، لأنهما مع الاستقرار والتنمية والسلام والتعايش، في مواجهة القوى التي تدعم الفوضى والتطرف وتخدم أيدولوجيات جامدة لا تصب في مصلحة الشعوب أو تنمية الأوطان.
5
الشراكة الاقتصادية الفاعلة:
أهم ما يميز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إنها تستند إلى قاعدة صلبة من المصالح الاقتصادية، ولا تقوم على العواطف والمشاعر الطيبة فقط. وفي هذا السياق تشير الأرقام إلى إن السعودية هي الشريك التجاري الأول عربياً والثالث عالمياً لدولة الإمارات في عام 2018 بحجم تبادل تجاري غير نفطي بلغ 107.4 مليارات درهم وبنسبة مساهمة 6.6% من إجمالي تجارة الإمارات الخارجية، مقارنة بموقع الشريك التجاري الدولي الرابع لعام 2017 .7
إضافة لما سبق، تبلغ الاستثمارات الإماراتية في المملكة العربية السعودية ما يزيد عن 34 مليار درهم، فيما يتجاوز حجم الاستثمارات السعودية المباشرة في دولة الإمارات الـ16 مليار درهم. وجاء السوق السعودي في المرتبة الثانية ضمن أهم الأسواق السياحية للإمارات لعام 2018، وتسير الناقلات الوطنية في كلا البلدين نحو 651 رحلة أسبوعياً بمعدل رحلة كل 15 دقيقة.8
وقد أكد سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي في سبتمبر 2019 إن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والسعودية خلال السنوات الخمس الماضية وصل إلى 417 مليار درهم، إذ بلغ التبادل غير النفطي بين البلدين 2018، 107.4 مليارات درهم بنمو 35% عن عام 2017 البالغ 79.2 مليار درهم.
وعلى الجانب الإماراتي، فإن الإمارات هي أهم شريك تجاري عربي للسعودية والثاني عالمياً، وتستحوذ على 10% من إجمالي تجارة السعودية غير النفطية مع العالم وما يقترب من نصف تجارتها مع الدول العربية، كما تأتي الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً والأولى عربياً في صادرات السعودية غير النفطية، مستحوذة على 13% من صادراتها للعالم، و40% من صادراتها للدول العربية، وتحتل الإمارات المرتبة الثالثة عالمياً والأولى عربياً في جانب واردات السعودية من السلع غير النفطية، مستحوذة على 8% من وارداتها من العالم، و59% من وارداتها من الدول العربية.
6
نقلة نوعية كبيرة
ولا شك في إن مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي قد مثل نقلة نوعية كبيرة في مجال التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين، وهو ما يتم تناوله بالتفصيل في موضوع آخر من موضوعات هذا الملف.
7
العزم والحزم
في الوقت الذي تتسم فيه سياستا البلدين، الإمارات والسعودية، بالحكمة والاتزان والعمل من أجل السلام والاستقرار، فإنهما يتسمان كذلك بالقوة والحسم والعزم عندما يتعلق الأمر بتهديد لأمنهما وأمن المنطقة، أو المساس بالثوابت التي يؤمنان بها. ولعل موقفهما من سيطرة الحوثيين على اليمن يجسد هذا العزم والحسم؛ فلم يترددا في التدخل العسكري لأن الأمر تعلق بتهديد جدي ومباشر لأمن السعودية والخليج والعالم العربي بل وللأمن العالمي (أمن الممرات الملاحية خاصة مضيق باب المندب)، كما يتجسد الحسم والعزم كذلك في التصدي الصارم لقوى الإسلام السياسي في سعيها للسيطرة على المنطقة لمصلحة مشروعات خارجية مشبوهة، وكذلك في الوقوف في وجه مشروعات الهيمنة الإقليمية المستندة إلى شعارات دينية أو طائفية.
تقارب شعبي كبير
من العوامل التي تدعم علاقات الإمارات والسعودية وتعزز من عمقها الاستراتيجي، ما يجمع بين شعبي البلدين من أواصر المحبة والإخوة والتقارب، والتي تظهر بشكل خاص في المناسبات الوطنية للبلدين، التي يشترك فيها شعبيهما في الاحتفال والفرحة في تجسيد لمعنى الشعب الواحد الذي يشترك في القيم والعادات والتقاليد، ويرتبط بعلاقات وثيقة منذ مئات السنين.
هذه الثوابت القوية للعلاقات بين الإمارات والسعودية، جعلت هذه العلاقات مستعصية على أي مؤامرات تستهدفها أو محاولات للنيل منها، كما جعلت أعداء البلدين والعرب يجعلون من فك التحالف الاستراتيجي بين الامارات والسعودية أولوية قصوى لهم، من خلال أساليب متنوعة أهمها بث الإشاعات، واستخدام الإعلام الموجه، وغيرها. ولكن كل هذه الأساليب فشلت وسوف تفشل، لأن علاقات الإمارات والسعودية أقوى من أي محاولة للنيل منها أو التأثير السلبي عليها.

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض