البرنامج النووي الإماراتي للأغراض السلمية والتنموية.. (10)

البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬للأغراض السلمية‭ ‬والتنموية ‬التنمية‭ ‬المستدامة ‬المصـداقـيـة‭ ‬الـدولية ‬اسـتـشـراف‭ ‬المـسـتـقبل

‮»‬‭ ‬إعداد‭: ‬هيئة‭ ‬تحرير‭ ‬‮«‬الجندي‮»‬
في‭ ‬17‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية”،‭ ‬وهي‭ ‬الجهة‭ ‬الرقابية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬القطاع‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬رخصة‭ ‬تشغيل‭ ‬الوحدة‭ ‬الأولى‭ ‬لمحطة‭ ‬‮«‬براكة‮»‬‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية،‭ ‬إيذاناً‭ ‬بالبدء‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬أول‭ ‬‮«‬ميجاواط‮»‬‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭. ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬التنموية‭. ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬إنجازاً‭ ‬حضارياً‭ ‬جديداً‭ ‬للدولة‭ ‬يؤكد‭ ‬ريادتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ (‬الإمارات‭ ‬مقر‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬إيرينا‭)‬،‭ ‬والطاقة‭ ‬النووية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬“رعاه‭ ‬الله”،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬إلى‭ ‬الدلالات‭ ‬المهمة‭ ‬لهذه‭ ‬النقلة‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬انتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬ومعانيها‭ ‬التنموية‭ ‬والحضارية؛‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬“محطة‭ ‬جديدة‭ ‬وصلتها‭ ‬الإمارات‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬ستبدأ‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭.. ‬أصدرت‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم‭ ‬الرخصة‭ ‬الأولى‭ ‬لتشغيل‭ ‬أولى‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬براكة‭ ‬والتي‭ ‬ستبدأ‭ ‬العمل‭ ‬قريباً،‭ ‬تتوالى‭ ‬الإنجازات‭ ‬بسواعد‭ ‬أيدي‭ ‬أبناء‭ ‬الإمارات”،‭ ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬“مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الحراك‭ ‬التنموي‭ ‬تشهدها‭ ‬مسيرة‭ ‬نهضتنا‭ ‬مع‭ ‬إصدار‭ ‬رخصة‭ ‬تشغيل‭ ‬أولى‭ ‬محطات‭ ‬براكة‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬تزيدها‭ ‬قوة‭ ‬ومتانة،‭ ‬والقوة‭ ‬الأكبر‭ ‬هي‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬نفخر‭ ‬بها،‭ ‬جهودنا‭ ‬متواصلة‭ ‬استعداداً‭ ‬للخمسين‭ ‬سنة‭ ‬القادمة‭ ‬وخططنا‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الطاقة”‭.‬
ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬مسيرة‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬السلمي‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬وثيقة‭ ‬“سياسة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬المتبعة‭ ‬لتقييم‭ ‬وإمكانية‭ ‬تطوير‭ ‬برنامج‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬الدولة”‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬تأسست‭ ‬“الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية”‭ ‬لتتولى‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬القطاع‭ ‬النووي،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬“مؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية”،‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬الشركة‭ ‬الكورية‭ ‬للطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬“كيبكو”‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬لتكون‭ ‬المقاول‭ ‬الرئيسي‭ ‬لمحطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬قيمته‭ ‬75‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ (‬20‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬لبناء‭ ‬4‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتراوح‭ ‬النسبة‭ ‬المعتمدة‭ ‬لتخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬المفاعلات‭ ‬السلمية‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬4‭%‬،‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬5‭%.‬
وقد‭ ‬جاء‭ ‬اختيار‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬“كيبكو”،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬معايير‭ ‬صارمة،‭ ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الرائدة‭ ‬عالمياً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬واستغرقت‭ ‬عملية‭ ‬الاختيار‭ ‬عاماً‭ ‬كاملاً‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬خبيراً‭ ‬دولياً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭.‬
وفي‭ ‬2010‭ ‬تم‭ ‬تسليم‭ ‬طلب‭ ‬رخصة‭ ‬إنشاء‭ ‬المحطتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬“براكة”،‭ ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2012‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرخصة‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انطلقت‭ ‬الأعمال‭ ‬الانشائية‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الأولى‭.‬
وفي‭ ‬2018‭ ‬استكملت‭ ‬الإنشاءات‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الأولى‭ ‬لبراكة‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬الدفعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مشغلي‭ ‬المفاعلات‭ ‬ومديري‭ ‬تشغيل‭ ‬المفاعلات‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬تشغيل‭ ‬المفاعلات‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭.‬
دلالات‭ ‬حضارية
ينطوي‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدلالات‭ ‬الحضارية‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭:‬
‮١‬‭ ‬
الدلالة‭ ‬الأولى‭ ‬لهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬المقدمة،‭ ‬وصاحبة‭ ‬السبق‭ ‬التنموي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬الدولة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬ولكنها‭ ‬الدولة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬برنامجاً‭ ‬فضائياً‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المريخ‭ ‬وبناء‭ ‬مستعمرة‭ ‬عليه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2071،‭ ‬وهي‭ ‬الدولة‭ ‬العربية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وفي‭ ‬التنافسية‭ ‬الدولية،‭ ‬وفي‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬وفي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالشباب،‭ ‬وفي‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬وغيرها‭.. ‬الخ‭.‬
‮٢‬‭ ‬
دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬تبعث‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬التنموية‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬أمان‭ ‬عالمية،‭ ‬وبدون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬معايير‭ ‬الأمان‭ ‬الكافية‭ ‬في‭ ‬انتاجها‭. ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الانطباع‭ ‬السائد‭ ‬حول‭ ‬المنطقة‭ ‬إنها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭ ‬لأغراض‭ ‬التنمية‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬معايير‭ ‬الأمان‭ ‬المتوفرة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬المفاعلات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬لكن‭ ‬الإمارات‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬صورة‭ ‬مختلفة‭ ‬للعالم،‭ ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬استطاعت‭ ‬ان‭ ‬تمتلك‭ ‬برنامجاً‭ ‬نووياً‭ ‬بمعايير‭ ‬عالمية‭ ‬بشهادة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭. ‬
‮٣‬‭ ‬
تؤكد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية،‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬لأغراض‭ ‬التنمية‭ ‬ليس‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬بذاتها‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬وإنما‭ ‬يمكن‭ ‬لدولة‭ ‬عربية‭ ‬شرق‭ ‬أوسطية‭ ‬أن‭ ‬تنخرط‭ ‬بقوة‭ ‬وثقة‭ ‬ومصداقية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تثبته‭ ‬الإمارات‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬التنموي‭ ‬بشكل‭ ‬عام؛‭ ‬حيث‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬متاح‭ ‬للجميع‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬أسبابه‭ ‬ومقوماته‭ ‬ويعمل‭ ‬للوصول‭ ‬إليه‭ ‬بقوة‭ ‬وثقة‭ ‬وإصرار،‭ ‬وإنه‭ ‬لا‭ ‬مستحيل‭ ‬مع‭ ‬قوة‭ ‬الإرادة‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي،‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“ومضات‭ ‬من‭ ‬فكر”،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬المستحيل”هو‭ ‬أكبر‭ ‬سجن‭ ‬صنعه‭ ‬الإنسان‭ ‬لنفسه،‭ ‬وكلمة‭ ‬اخترعها‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬كلمة‭ ‬اخترعها‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يريدوننا‭ ‬أن‭ ‬نعمل،‭ ‬وهو‭ ‬كلمة‭ ‬يستخدمها‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لطموحاتهم،‭ ‬وأحلامهم‭ ‬وتطلعاتهم”‭.‬
‮٤‬‭ ‬
تبعث‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬عبر‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬رسالة‭ ‬مهمة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬مفادها‭:‬‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬عنواناً‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وخدمة‭ ‬الناس‭ ‬وليست‭ ‬مصدراً‭ ‬للصراع‭ ‬والخطر‭ ‬والتهديد،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وإنه‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬المعادلة‭ ‬الصعبة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭: ‬انتاج‭ ‬طاقة‭ ‬نووية‭ ‬سلمية‭ ‬دون‭ ‬إثارة‭ ‬مخاوف‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭. ‬ولعل‭ ‬برنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬يمثل،‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬فاتحة‭ ‬خير‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬السلمي‭ ‬والتنموي‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬لأنه‭ ‬يمثل‭ ‬نموذجاً‭ ‬لباقي‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كفاءة‭ ‬الإنجاز‭ ‬ومعايير‭ ‬الأمان‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة‭ ‬والمصداقية‭ ‬مع‭ ‬العالم‭. ‬
‮٥‬‭ ‬
يؤكد‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬مصداقية‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وثقة‭ ‬العالم‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬سياساتها‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬الترحيب‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ببرنامجها‭ ‬النووي‭ ‬وفي‭ ‬المقدمة‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬وموافقة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬نووي‭ ‬معها،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬وقعت‭ ‬الإمارات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومعاهدة‭ ‬دولية‭ ‬منها‭ ‬اتفاقية‭ ‬الضمانات‭ ‬الشاملة‭ ‬التابعة‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬والبروتوكول‭ ‬الإضافي‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الضمانات‭ ‬الشاملة‭ ‬التابعة‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬ومعاهدة‭ ‬الأمان‭ ‬النووي‭ ‬ومعاهدة‭ ‬حظر‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬ومعاهدة‭ ‬الحظر‭ ‬الشامل‭ ‬للتجارب‭ ‬النووية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬123‭ ‬اتفاقية‭ ‬للتعاون‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬
فضلاً‭ ‬عما‭ ‬سبق،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬حول‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬من‭ ‬متخصصين‭ ‬ومسؤولين،‭ ‬تؤكد‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬عالمية؛‭ ‬ففي‭ ‬المذكرة‭ ‬التي‭ ‬بعثها‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬حكومتي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السلمية‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2009،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬“لقد‭ ‬درست‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المقترحة‭ ‬والآراء‭ ‬والتوصيات‭ ‬والبيانات‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاص‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬المشترك‭ ‬ولن‭ ‬تشكل‭ ‬مخاطرة‭ ‬غير‭ ‬معقولة”‭. ‬فيما‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬هانز‭ ‬بليكس‭ ‬المدير‭ ‬الأسبق‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬“لقد‭ ‬شكلت‭ ‬العقلانية‭ ‬والتصميم‭ ‬والالتزام‭ ‬بمعايير‭ ‬السلامة‭ ‬وعدم‭ ‬الانتشار،‭ ‬والفاعلية‭ ‬والبعد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬عناصر‭ ‬وركائز‭ ‬مؤثرة‭ ‬للغاية،‭ ‬ويولِّد‭ ‬المشروع‭ ‬قريباً‭ ‬مقداراً‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬الكهرباء‭ ‬للمنازل‭ ‬والصناعة‭ ‬والنقل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انبعاثات‭ ‬لغاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬والمشروع‭ ‬يقدِّم‭ ‬معياراً‭ ‬ذهبياً‭ ‬ويعزّز‭ ‬قناعتي‭ ‬بأن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬ستظل‭ ‬إجابة‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬النظيفة‭ ‬والآمنة”‭.‬
‮٦‬‭ ‬
يعكس‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬طبيعة‭ ‬نظرة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬واستعدادها‭ ‬للتعامل‭ ‬معه؛‭ ‬حيث‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬متطلباتها‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية،‭ ‬وأن‭ ‬النفط‭ ‬طاقة‭ ‬نافذة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصادر‭ ‬أخرى‭ ‬للطاقة‭ ‬وبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬متنوع‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭. ‬ويمثل‭ ‬الاستعداد‭ ‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭ ‬محدداً‭ ‬رئيسياً‭ ‬من‭ ‬محددات‭ ‬نظرتها‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬وصياغتها‭ ‬لخططها‭ ‬واستراتيجياتها‭ ‬التنموية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يتحدث‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬لقاءاته‭ ‬مع‭ ‬الشباب،‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬
حاجات‭ ‬تنموية‭ ‬ملحة
على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المنتجة‭ ‬للنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬وعضو‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬أوبك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬حاجتها‭ ‬لتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬جديدة‭ ‬متجددة‭ ‬ونظيفة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬يعد‭ ‬امراً‭ ‬حيوياً‭ ‬وأساسياً‭ ‬لاستدامة‭ ‬التنمية‭ ‬فيها‭ ‬للأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬انتبهت‭ ‬إليه‭ ‬الدولة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وعملت‭ ‬وفقاً‭ ‬له‭ ‬وصاغت‭ ‬خططها‭ ‬التنموية‭ ‬للمستقبل‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬برنامج‭ ‬الإمارات‭ ‬النووي‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬يمثل‭ ‬حاجة‭ ‬تنموية‭ ‬ملحة‭ ‬أكدتها‭ ‬دراسات‭ ‬معمقة‭ ‬وتقديرات‭ ‬علمية‭ ‬دقيقة،‭ ‬وذلك‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاعتبارات‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭:‬
1‭ ‬
الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمطردة‭ ‬لعدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬زيادة‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قالت‭ ‬مؤسسة‭ ‬“فيتش‭ ‬سوليوشنز‭ ‬Fitch Solutions”‭ ‬البريطانية‭ ‬للأبحاث‭ ‬والدراسات‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬سوف‭ ‬ينمو‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬المقبل‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭,‬6‭%‬،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬10‭,‬6‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2029‭. ‬وهذه‭ ‬الزيادة‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الاستعداد‭ ‬لها‭ ‬بخطط‭ ‬تنموية‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬متطلباتها‭ ‬واحتياجاتها‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭.‬
2‭ ‬
تزايد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬عليها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬المياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬نحو‭ ‬90‭% ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المستهلكة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬التحلية‭. ‬وهذه‭ ‬التحلية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الطاقة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الطاقة‭.‬
3‭ ‬
الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الحالية‭ ‬لن‭ ‬تلبي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬القادمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬دراسة‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬إمدادات‭ ‬الكهرباء‭ ‬المتوفرة‭ ‬حالياً‭ ‬لن‭ ‬تلبي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للدولة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتضاعف‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬ميجاواط‭.‬
4‭ ‬
الإمارات‭ ‬اختارت‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬لتوفير‭ ‬حاجتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬أهمها‭:‬‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬يمكنها‭ ‬توليد‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬وثابتة‭ ‬من‭ ‬كهرباء‭ ‬الحمل‭ ‬الأساسي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬و365‭ ‬يوماً‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأحوال‭ ‬الجوية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬يمكنها‭ ‬تقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وتنويعها‭ ‬لإمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬وزيادة‭ ‬أمنها،‭ ‬وتوفير‭ ‬طاقة‭ ‬اقتصادية‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬وموثوقة‭ ‬لعدد‭ ‬السكان‭ ‬المتنامي‭ ‬فيها‭.‬
5‭ ‬
الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬يمثل‭ ‬مبرراً‭ ‬أساسياً‭ ‬من‭ ‬مبررات‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬أو‭ ‬التنموية،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التشغيل‭ ‬التام‭ ‬للمحطات‭ ‬الأربع‭ ‬في‭ ‬“براكة”،‭ ‬سيحد‭ ‬من‭ ‬انبعاث‭ ‬21‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬إزالة‭ ‬3‭,‬2‭ ‬مليون‭ ‬سيارة‭ ‬من‭ ‬الطرقات‭ ‬سنوياً‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تخطط‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لأن‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬إلى‭ ‬27‭% ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الطاقة‭ ‬المستهلكة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وتهدف‭ ‬استراتيجية‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬إلى‭ ‬50‭% ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭. ‬وتنبع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤيتها‭ ‬لاستدامة‭ ‬التنمية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬خصصت‭ ‬الأجندة‭ ‬الوطنية‭ ‬لرؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬2021محوراً‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬بيئة‭ ‬مستدامة‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬متكاملة‭ ‬ضمنته‭ ‬11‭ ‬مؤشراً‭ ‬أهمها‭: ‬مؤشر‭ ‬جودة‭ ‬الهواء،‭ ‬ونسبة‭ ‬النفايات‭ ‬المعالجة‭ ‬من‭ ‬إجمال‭ ‬بالنفايات‭ ‬المنتجة،‭ ‬نسبة‭ ‬إسهام‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬ومؤشر‭ ‬ندرة‭ ‬المياه،‭ ‬وغيرها‭.‬
6‭ ‬
العمل‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬المدربة‭ ‬والمؤهلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬عملت‭ ‬“مؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية”‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬منح‭ ‬دراسية‭ ‬للطلبة‭ ‬الإماراتيين‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬الجامعات‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وخارجها،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬متطورة،‭ ‬وقد‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬خريجي‭ ‬برنامج‭ ‬“رواد‭ ‬الطاقة”‭ ‬الذي‭ ‬أطلقته‭ ‬المؤسسة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬350‭ ‬طالباً‭ ‬وطالبة،‭ ‬كما‭ ‬حرصت‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬الكفاءات‭ ‬الإماراتية‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬الإماراتي‭ ‬والتي‭ ‬وصلت‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى60‭% ‬من‭ ‬الموظفين‭.‬
وتشجع‭ ‬القيادة‭ ‬الإماراتية‭ ‬الكوادر‭ ‬المواطنة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وتدفعها‭ ‬على‭ ‬الأمام‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية‭ ‬كمديري‭ ‬تشغيل‭ ‬ومشغلي‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية،‭ ‬حيث‭ ‬أعرب‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬بمقدرة‭ ‬الكفاءات‭ ‬الإماراتية‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مشروع‭ ‬محطات‭ ‬“براكة”‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬وجعله‭ ‬نموذجاً‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كافة‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لما‭ ‬يتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬النووي‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الشفافية‭ ‬التشغيلية،‭ ‬ومواصفات‭ ‬السلامة‭ ‬والأمان‭ ‬العالمية‭.‬
والواقع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬نهج‭ ‬إماراتي‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى،‭ ‬حيث‭ ‬الحرص‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬كوادر‭ ‬مواطنة‭ ‬ونقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬إليها‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬قادرة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬
7‭ ‬
يندرج‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬أكبر‭ ‬للطاقة‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬هي‭ ‬استراتيجية‭ ‬الطاقة‭ ‬2050‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وتستهدف‭ ‬رفع‭ ‬مساهمة‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬في‭ ‬إجمالي‭ ‬مزيج‭ ‬الطاقة‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬25‭% ‬إلى‭ ‬50‭%‬،‭ ‬وتأخذ‭ ‬في‭ ‬اعتبارها‭ ‬ان‭ ‬النمو‭ ‬السنوي‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬يعادل‭ ‬6‭%‬،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭% ‬في‭ ‬2050‭. ‬ووفق‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬يتضمن‭ ‬خليط‭ ‬الطاقة‭ ‬عام‭ ‬2050‭ ‬الآتي‭: ‬44‭% ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬و38‭ %‬من‭ ‬الغاز،‭ ‬و12‭ %‬من‭ ‬الفحم‭ ‬النظيف،‭ ‬و6‭ %‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭.‬
8‭ ‬
دعم‭ ‬شعبي‭:‬‭ ‬حرصت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬مدعوماً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬أبحاث‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬المستقلة‭ ‬“نيلسن”‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬أن‭ ‬82‭% ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاستطلاع‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الإماراتيين‭ ‬عن‭ ‬تأييدهم‭ ‬استخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬91‭% ‬إدراكهم‭ ‬لأهمية‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬تطوّر‭ ‬وازدهار‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭.‬
وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬فقد‭ ‬لخص‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬عند‭ ‬إعلان‭ ‬إنشائها‭ ‬في‭ ‬2009،‭ ‬الأبعاد‭ ‬التنموية‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإماراتي‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أبعاد‭ ‬هي‭: ‬العامل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬التي‭ ‬تدار‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬مصادر‭ ‬إنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬فعاليةً،‭ ‬والعامل‭ ‬البيئي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انبعاث‭ ‬غاز‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬وتعتبر‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬مقاومة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والبعد‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬أمن‭ ‬الإمدادات‭ ‬حيث‭ ‬تتمتع‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬بجاهزية‭ ‬عالية‭ ‬للعمل‭ (‬تتجاوز‭ ‬نسبة‭ ‬90‭%) ‬ويمكن‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬العمل‭ ‬لفترة‭ ‬18‭-‬24‭ ‬شهراً‭ ‬بعد‭ ‬تزويدها‭ ‬بالوقود‭ ‬النووي‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭. ‬والبعد‭ ‬الرابع‭ ‬هو‭ ‬التطوير‭ ‬الصناعي‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬برنامج‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬أن‭ ‬ينشئ‭ ‬صناعات‭ ‬جديدة،‭ ‬ويخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬عالية،‭ ‬ويعزز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭.‬
توجه‭ ‬عالمي
عندما‭ ‬انطلقت‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬للأغراض‭ ‬التنموية،‭ ‬كانت‭ ‬تدرك‭ ‬بوضوح‭ ‬التوجهات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬وقامت‭ ‬بدراسة‭ ‬دقيقة‭ ‬لواقع‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬ونصيب‭ ‬هذه‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬مزيح‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬على‭ ‬الآتي‭:‬
من‭ ‬خلال‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬والمتجددة،‭ ‬تعمل‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬التماشي‭ ‬مع‭ ‬التوجهات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬حيث‭ ‬يتراجع‭ ‬نصيب‭ ‬الوقود‭ ‬الإحفوري‭ ‬“النفط‭ ‬والغاز”‭ ‬في‭ ‬مزيج‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬مطرد،‭ ‬ويتزايد‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬وصول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬“ذروة‭ ‬الوقود‭ ‬الأحفوري”،‭ ‬التي‭ ‬ستبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬الطاقة‭ ‬الأحفورية،‭ ‬في‭ ‬التراجع‭ ‬التدريجي‭ ‬عن‭ ‬وضعها‭ ‬المهيمن‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬مزيج‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تبرز‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة‭ ‬كأحد‭ ‬البدائل‭ ‬المهمة‭ ‬للوقود‭ ‬الأحفوري،‭ ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبيرج‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬ستجذب‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2040‭ ‬استثمارات‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬7‭,‬8‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬“آفاق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية”‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017؛‭ ‬أدى‭ ‬الانتشار‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬تكاليف‭ ‬المنشآت‭ ‬الجديدة‭ ‬للطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭%‬،‭ ‬وتكاليف‭ ‬طاقة‭ ‬الرياح‭ ‬بنسبة‭ ‬25‭%‬،‭ ‬وتكاليف‭ ‬البطاريات‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭%‬،‭ ‬ولذلك‭ ‬يقول‭ ‬التقرير‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2040‭ ‬ستستحوذ‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬على‭ ‬ثلثي‭ ‬الاستثمارات‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬يشير‭ ‬تقرير‭ ‬“آفاق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية”‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬سيقود‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬الكهربائية‭ ‬بنسبة‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬64‭% ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050‭.‬
الإمارات‭ ‬حينما‭ ‬اتجهت‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬برنامج‭ ‬نووي‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬لأغراض‭ ‬التنمية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬معاكس‭ ‬للتوجه‭ ‬العالمي‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬“يوجد‭ ‬اليوم‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬440‭ ‬محطة‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬قيد‭ ‬التشغيل‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬دولة،‭ ‬و60‭ ‬محطة‭ ‬أخرى‭ ‬قيد‭ ‬الإنشاء‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬دولة”‭.‬
ووفقاً‭ ‬لمنظمة‭ ‬“وورلد‭ ‬نيوكليرأسوسييشن”‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬17‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬البلدان‭ ‬استخداماً‭ ‬للمحطات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬وهي‭: ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ولديها‭ ‬100‭ ‬مفاعل‭ ‬نووي،‭ ‬وفرنسا‭ ‬ولديها‭ ‬58‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬واليابان‭ ‬ولديها‭ ‬50‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬وروسيا‭ ‬ولديها‭ ‬33‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬ولديها‭ ‬23‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬وكندا‭ ‬ولديها‭ ‬20‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬والهند‭ ‬ولديها‭ ‬20‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬وبريطانيا‭ ‬ولديها‭ ‬18‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬والصين‭ ‬ولديها‭ ‬17مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬وأوكرانياً‭ ‬ولديها‭ ‬15‭ ‬مفاعلاً‭ ‬نووياً،‭ ‬وألمانيا‭ ‬ولديها‭ ‬9‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية،‭ ‬وإسبانيا‭ ‬ولديها‭ ‬8‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية،‭ ‬والسويد،‭ ‬ولديها‭ ‬10‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية،‭ ‬وبلجيكا‭ ‬ولديها‭ ‬7‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية،‭ ‬وجمهورية‭ ‬التشيك،‭ ‬ولديها‭ ‬6‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سويسرا،‭ ‬ولديها‭ ‬5‭ ‬مفاعلات‭ ‬نووية‭.‬
وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬للأغراض‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭: ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والأردن‭ ‬ومصر،‭ ‬وتدرس‭ ‬كلٌّ‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وتونس‭ ‬والجزائر،‭ ‬خياراتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬
وفي‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭ ‬قالت‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حاليا‭ ‬28‭ ‬دولة‭ ‬جديدة‭ ‬تدرس‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬تلعب‭ ‬دوراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬العالمي‭ ‬للطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬وتحتاج‭ ‬غلى‭ ‬طاقة‭ ‬منخفضة‭ ‬الكربون‭ ‬لتعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬الوفاء‭ ‬بالأهداف‭ ‬المناخية‭ ‬على‭ ‬السواء‭.‬
مبادئ‭ ‬ومعايير‭ ‬عالمية
حرصت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬المعايير‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬سلمية‭ ‬برنامجها‭ ‬النووية‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وأمنه‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬ففي‭ ‬أبريل‭ ‬2008‭ ‬أصدرت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وثيقة‭ ‬“سياسة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬المتبعة‭ ‬لتقييم‭ ‬وإمكانية‭ ‬تطوير‭ ‬برنامج‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬الدولة”،‭ ‬متضمنة‭ ‬سياستها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬والشفافية‭ ‬والأمان،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ستة‭ ‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬هي‭:‬
الشفافية‭ ‬التشغيلية‭ ‬التامة‭.‬
أعلى‭ ‬معايير‭ ‬حظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭.‬
ترسيخ‭ ‬أعلى‭ ‬معايير‭ ‬السلامة‭ ‬والأمن‭.‬
التنسيق‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬والالتزام‭ ‬بمعاييرها‭.‬
عمل‭ ‬شراكات‭ ‬مع‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬المسؤولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الخبرة‭ ‬المناسبة‭.‬
ضمان‭ ‬استدامة‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭.‬
وهذه‭ ‬الركائز‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬تطوير‭ ‬البرنامج‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬السلامة‭ ‬وحظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬التخصيب‭ ‬المحلي‭ ‬لليورانيوم‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬معالجة‭ ‬الوقود‭ ‬النووي‭.‬
وفي‭ ‬إطار‭ ‬مراعاة‭ ‬اشتراطات‭ ‬الأمان‭ ‬القصوى،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تدقيق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬مكان‭ ‬محطة‭ ‬براكة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الظفرة‭ ‬في‭ ‬أبوظبي،‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬مدينة‭ ‬الرويس‭ ‬وتبعد‭ ‬عنها‭ ‬نحو‭ ‬53‭ ‬كيلومتراً‭. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬عشوائياً‭ ‬وإنما‭ ‬لأسباب‭ ‬موضوعية‭ ‬وفنية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالبيئة‭ ‬وتوفر‭ ‬اشتراطات‭ ‬الأمان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشارت‭ ‬إليه‭ ‬“مؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية”،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬منطقة‭ ‬الظفرة‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬“الظروف‭ ‬المواتية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأمن‭ ‬والإنشاء‭ ‬وطرق‭ ‬الإخلاء،‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬المياه،‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬الكهرباء‭ ‬اللازمة‭ ‬لعمليات‭ ‬الإنشاءات”،‭ ‬ومن‭ ‬المعايير‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬أخذها‭ ‬في‭ ‬الاعتبار”التاريخ‭ ‬الزلزالي‭ ‬للمنطقة،‭ ‬والبُعد‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬الكبرى‭ ‬المأهولة‭ ‬بالسكان،‭ ‬والقرب‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالصناعة‭ ‬والنقل،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬البيئية‭ ‬المتوقعة”‭.‬
إضافة‭ ‬لما‭ ‬سبق،‭ ‬فقد‭ ‬اتخذت‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬وتأكيد‭ ‬سلميته‭ ‬وشفافيته،‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭: ‬
إنشاء‭ ‬الهيئة‭ ‬الاتحادية‭ ‬للرقابة‭ ‬النووية،‭ ‬كجهة‭ ‬اتحادية‭ ‬مستقلة‭ ‬تتولى‭ ‬مسؤولية‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬النووية‭ ‬والأمن‭ ‬والحماية‭ ‬الإشعاعية‭ ‬والضمانات‭ ‬وتطبيق‭ ‬أفضل‭ ‬المعايير‭ ‬والممارسات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭.‬
إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الاستشاري‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬الجهة‭ ‬المفوضة‭ ‬بعمل‭ ‬التقييم‭ ‬المستقل‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬الإماراتي،‭ ‬ويرفع‭ ‬تقاريره‭ ‬مباشرةً‭ ‬إلى‭ ‬قيادات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭. ‬وقد‭ ‬تأسس‭ ‬المجلس‭ ‬لتزويد‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬الإماراتي‭ ‬بنخبة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الدوليين‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬السلامة‭ ‬والأمن‭ ‬النووي‭ ‬وحظر‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭.‬
مجلس‭ ‬مراجعة‭ ‬السلامة‭ ‬النووية‭. ‬وقد‭ ‬أنشأته‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬لتقديم‭ ‬مراجعة‭ ‬مستقلة‭ ‬للسلامة‭ ‬والكفاءة‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬الإنشاء‭ ‬والتشغيل‭ ‬لمحطة‭ ‬براكة‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭. ‬وساهم‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مراجعة‭ ‬السلامة‭ ‬الخاصة‭ ‬بطلبات‭ ‬الرخصة‭ ‬الإنشائية‭ ‬للمحطة‭.‬
وتندرج‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬أربع‭ ‬لجان‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬التالية‭: ‬العمليات‭ ‬والسلامة‭ ‬والتدريب،‭ ‬والشؤون‭ ‬الرقابية‭ ‬والأمنية‭ ‬والإشرافية،‭ ‬وإدارة‭ ‬الإنشاءات‭ ‬والمشاريع،‭ ‬والهندسة‭ ‬والتصميم‭.‬
عملت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الوثيق‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬وقام‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬الوكالة‭ ‬بزيارة‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬مناسباتٍ‭ ‬عدة‭ ‬لتقييم‭ ‬المكونات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬السلمي‭ ‬الإماراتي‭. ‬كما‭ ‬تتعاون‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬الجمعية‭ ‬العالمية‭ ‬لمشغلي‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية،‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬مسؤولية‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محطات‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتشارك‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬بانتظام‭ ‬في‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬والفعاليات‭ ‬والبرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬واجتماعات‭ ‬استعراض‭ ‬الأقران‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬الجمعية‭.‬
ونتيجة‭ ‬لما‭ ‬سبق،‭ ‬فازت‭ ‬مؤسسة‭ ‬الإمارات‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الجائزة‭ ‬العالمية‭ ‬لإدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬في‭ ‬“فئة‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬لإدارة‭ ‬المخاطر”‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬التزام‭ ‬المؤسسة‭ ‬بأعلى‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭ ‬للسلامة‭ ‬والجودة‭ ‬وإدارة‭ ‬المخاطر،‭ ‬وتصدر‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬عن‭ ‬“معهد‭ ‬إدارة‭ ‬المخاطر”‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭.‬
وفي‭ ‬نوفمبر‭ ‬2016،‭ ‬قالت‭ ‬“بعثة‭ ‬الخدمة‭ ‬الاستشارية‭ ‬الدولية‭ ‬للحماية‭ ‬المادية”،‭ ‬التي‭ ‬شكّلتها‭ ‬“الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية”‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬أن‭ ‬“النموذج‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬يعزز‭ ‬بقوة‭ ‬قيمة‭ ‬إعداد‭ ‬وتطبيق‭ ‬وثائق‭ ‬دليل‭ ‬الأمن‭ ‬النووي‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية،‭ ‬والحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التبادل‭ ‬المستمر‭ ‬للخبرات‭ ‬والممارسات”‭. ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬بعد‭ ‬مهمة‭ ‬للبعثة‭ ‬استمرت‭ ‬10‭ ‬أيام،‭ ‬قامت‭ ‬خلالها‭ ‬بمراجعة‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي‭ ‬والرقابي‭ ‬للأمن‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬أجرت‭ ‬فحصاً‭ ‬شاملاً‭ ‬على‭ ‬الحماية‭ ‬المادية‭ ‬للمواد‭ ‬النووية‭ ‬والمرافق‭ ‬النووية‭ ‬وأمن‭ ‬المواد‭ ‬المشعة‭.‬‭ ‬

Youtube
WhatsApp
Al Jundi

الرجاء استخدام الوضع العمودي للحصول على أفضل عرض